تجربتي مع سورة التحريم

يكثر البحث بين النساء عن تجربتي مع سورة التحريم حيث تناولت السورة بشكل أساسي غيرة النساء ومؤامراتهن وحيلهن لكسب رضا وقلب الزوج، كما تناولت رغبتهن في حرمان ضرائرهن من عطف الزوج وحبه وأنانيتهن به، وهي من السور التي نزلت على النبي صلى الله عليه بالمدينة المنورة، وعدد آياتها اثتنا عشرة آية، وتحتل المرتبة السادسة والستين من حيث ترتيبها في القرآن الكريم.

تجربتي مع سورة التحريم

تجربتي مع سورة التحريم

تقول إحدى السيدات: تجربتي مع سورة التحريم كانت بعدما عشت ثلاث سنوات مع زوجي دون إنجاب، وقد قمت بجميع الفحوصات الطبية التي أكدت عدم وجود ما يمنع الحمل، ولكن الله لم يكن قد شاء بعد لنا الإنجاب، وعشت وقتًا عصيبًا خصوصًا وأنا أرى شماتة زوجات إخوة زوجي فيّ حيث أنني كنت الوحيدة من بينهم التي لم أنجب كما أن علاقتي مع زوجي بدأت في التوتر بسبب تأليب والدته ورغبتها في تزويجه بامرأة أخرى، وظل الحال كذلك حتى قرأت عن فضائل سورة التحريم للحمل، وتكرار قوله تعالى “وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ” عشرات المرات يوميًا، وبالفعل اتبعت هذه الطريقة، وكنت أقرأ سورة التحريم كلها وهذه الآية بنية الحمل، ورغم شعوري باليأس مع نزول دم الدورة الشهرية عليّ في كل شهر، إلا أنني تمكست بالأمل، ولم أترك قراءة سورة التحريم حتى أرضاني الله بالحمل بعد ستة أشهر من القراءة اليومية لسورة التحريم والآية الأخيرة منها، وكانت فرحتي لا توصف بعدما ذهبت إلى الطبيب بعد ظهور بعض أعراض الحمل الأولى؛ ليخبرني الطبيب أنني حامل، ورغم تحقق أملي، إلا أنني لم أترك قراءة سورة التحريم حتى الآن.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الطلاق

أسرار سورة التحريم

تكثر أسرار وفضائل سورة التحريم، حيث ورد في فضلها العديد من الأحاديث مثل ما جاء عن الصحابي الجليل أبي بن كعب رضي الله عنه: من قرأ سورة (يا أيّها النبيّ لم تحرّم ما أحلّ الله لك) أعطاه الله توبة نصوحاً. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 300 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

قال عبد الله بن عباس عن قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا دخلت حفصةُ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بيتِها وهو يطأُ ماريةَ فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا تُخبرِي عائشةَ حتى أُبشرَك ببشارةٍ إنَّ أباك يلِي مَن بعدَ أبي بكرٍ إذا أنا مِتُّ. فذهبت حفصةُ فأخبرت عائشةَ أنها رأت رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يطأُ ماريةَ وأخبرتها أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخبرَها أن أبا بكرٍ يلِي بعدَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ويلِي عمرُ بعدَه فقالت عائشةُ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَن أنبأَك هذا قال نبأنِيَ العليمُ الخبيرُ فقالت عائشةُ لا أنظرُ إليك حتى تحرمَ ماريةَ فحرَّمَها فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 5/181 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات ))

ورد عن الإمام الصادق أنه قال في فضل سورة التحريم: من قرأها على المريض سكّنته، ومن قرأها على الرَّجَفان برّدته، وَمَن قرأها على المَصْرُوع تُفِيقه، ومن قرأها على السَّهران تُنوّمه، وإن أدمن في قراءتها منَ كان عليه دَينُ كثيرٌ لم يبقَ شيء بإذن الله تعالى. (( تفسير البرهان ٥ : ٤١٧ / ١٠٨٥٥ ))

قال الإمام جلال الدين السيوطي: تتسم سورة التحريم بأنها متآخية مع التي قبلها بالافتتاح بخطاب النبي صلى الله عليه وسلم وتلك مشتملة على طلاق النساء وهذه على تحريم الإيلاء وبينهما من المناسبة مالا يخفى ولما كانت تلك في خصام نساء الأمة ذكر في هذه خصومة نساء النبي صلى الله عليه وسلم إعظاماً لمنصبهن أن يذكرن مع سائر النسوة فأفردن بسورة خاصة ولهذا ختمت بذكر امرأتين في الجنة‏:‏ آسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران.

لما خُتمت سورة الطلاق بالآية {الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهنّ يتنزّل الأمر بينهنّ لتعلموا أنّ الله على كلّ شيء قدير وأنّ الله قد أحاط بكلّ شيء علماَ (12)}. عاتب الله سبحانه نبيه في بداية سورة التحريم {لم تحرّم (1)} ابتغاء مرضات الناس وأنت تعلم أن الله يدبّر ما بين السماوات والأرض، وأنه قادر على سماع إسرارك {وإذ أسرّ النبي إلى بعض أزواجه حديثاً (3)}، أحاط علمه بمن يتعلل بالأعذار {لا تعتذروا اليوم (7)} وهو كافر، وبمن يتوب إلى {الله توبة نصوحاً (8)} فيكفر عنه سيئاته ويدخله الجنة.

قال الإمام أبو جعفر ابن الزبير: لا خفاء بشدة اتصال هذه السورة بسورة الطلاق لاتحاد مرماهما وتقارب معناهما، وقد ظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق نساءه حين اعتزل في المشربة حتى سأله عمر رضي الله عنه والقصة معروفة وتخييره صل الله عليه وسلم إياهن أثر ذلك وبعد اعتزالهن شهراً كاملاً وعتب الله عليهن في قوله: {وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه (4)} التحريم، وقوله: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن (5)} التحريم، فهذه السورة وسورة الطلاق أقرب شيء وأشبه بسورة الأنفال وبراءة لتقارب المعاني والتحام المقاصد.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الأحزاب

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version