إنّ وسواس المرض هو أحد الأمراض النفسية التي يمكن ملاحظتها عند بعض من لديهم اطّلاع على الأمراض الطبية المختلفة، أو عند الأشخاص الذين هم على احتكاك مع المرضى، فهو يعني الخوف والقلق الشديدين من الإصابة بمرض معيّن، ويزيد الاهتمام بالتعرف على تجربتي مع وسواس المرض وطرق التخلص منه.
تجربتي مع وسواس المرض
تقول إحدى السيدات: تجربتي مع وسواس المرض من التجارب التي أفسدت عليّ حياتي، فمن الطبيعي أن يقلق الجميع على صحّتهم بين الحين والآخر، ولكن بالنّسبة لي فإنّ القلق كان بدرجة مبالغ فيها، فعلى الرّغم من أنّ صحّتي كانت على ما يرام، إلا أنني كنت أشعر دائمًا بالقلق الشديد من الإصابة بالمرض نتيجة عملي في إحدى المستشفيات، وقد حمل هذا الأمر تأثيرات سلبيّة انعكست على حياتي اليوميّة فقد تركت عملي مع انتشار فيروس كورونا، وبعد مرور شهور وكانت حالتي تسوء يوما بعد يوم من شد القلق من الإصابة بالمرض، كان لابد من العلاج النفسي للتخلص من هذا الواسوس، وبالفعل بدأت أتحسن مؤخرا بعد الانتظام في جلسات العلاج النفسي السلوكي حيث ابتعدت كليا عن البحث عن الأمراض وتطورات فيروس كورونا كما غيرت كثيرا من نمط حياتي مثل اهتمامي بأبنائي وممارساتي لبعض الهوايات بشكل أكبر خلال الفترة الماضية.
يقول أحد الأطياء: يشير البعض إلى أنّ هذا المرض ينتشر بين طلّاب الطب، حتّى دُعي باسم متلازمة طلاب الطب أو مرض طلاب الطب، إلّا أنّ هذا الأمر غير متّفق عليه عند الجميع، ومن الطبيعي أن يشعر الشخص بالخوف من مرض منتشر في منطقته، ولكنّ المصابين بوسواس المرض يملكون قلقًا شديدًا للغاية يمنعهم من القيام بوظائفهم ويؤثر على طبيعة حياتهم اليومية، لذلك فهو من الأمراض النفسية والتي تحتاج إلى العلاج النفسي السلوكي في كثير من الأحيان.
اقرأ أيضا: تجربتي مع نوبات الهلع
أعراض وسواس المرض
إنّ العرض الرئيس الموجود عند مرضى وسواس المرض هو الخوف الواضح والقلق حول تطوير مرض أو الإصابة به، وغالبًا ما يكون المرض معروفًا ومهدّدًا للحياة، كالإيدز والسّرطان والجلطة القلبية وما إلى هنالك.
غالبًا ما يستمرّ هذا الخوف حتّى بعد فحص الطبيب للمريض ونفي المرض، ويسعى المرضى في هذه الحالات إلى زيارة الأطبّاء باستمرار للقيام بالاختبارات والفحوصات المتكرّرة لنفي الإصابة بالأمراض الخطيرة المختلفة، حتّى عندما يكلّفهم هذا الأمر الكثير من المال والوقت، وقد يتظاهر وسواس المرض أيضًا بأعراض وعلامات جسدية على المريض، والتي يمكن أن تتضمن ما يأتي:
- الدّوار.
- الغثيان.
- ارتفاع بمعدّل ضربات القلب.
- التعرّق.
- تسرّع التنفّس.
- صعوبة النّوم.
أسباب وسواس المرض
يُعد سبب الإصابة بهذا المرض غير واضح؛ فلا يوجد سبب محدّد يمكن اعتباره المسبّب المباشر للإصابة به، ولكن هناك مجموعة من العوامل والمسبّبات التي قد يلعب وجودها دور مهم يؤدي للإصابة بوسواس المرض، ومنها:
- الاعتقادات؛ عندما يمر الشّخص بفترة قاسية جرّاء الشّعور بالانزعاج في أحد الحواس، فيتولّد الاعتقاد بأنّ هناك مشكلة صحيّة خطيرة، ويبدأ الشّخص عندها بالبحث عن دليل لوجود هذه المشكلة.
- العائلة؛ هناك احتمال كبير بإصابة الفرد بهذا المرض إن كان الأهل يقلقون بشدّة حول صحّتهم أو صحّة أولادهم.
- تجربة مسبقة؛ قد يحدث الوسواس بعد المرور بتجربة مرضيّة خطيرة أثناء مرحلة الطّفولة أو بسبب إصابة أحد أفراد العائلة بمرض خطير، ممّا أدّى لتولّد الخوف لدى الفرد.
- التّعرض لضغوطات كبيرة في الحياة اليوميّة.
- طبيعية شخصيّة الفرد؛ بحيث يكون الأشخاص كثيري القلق في حياتهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
- القراءة والبحث المفرط بما يتعلّق بالمواضيع والمقالات الطبيّة.
اقرأ أيضا: امراض نفسية منتشرة
كيفية التخلص من وسواس المرض
على الرغم من أنّ هناك العديد من المخاوف أو الوساوس التي لا تحتاج إلى علاج، إلّا أنّ الخوف من المرض عندما يؤثّر على حياة الشخص بشكل كبير ويمنعه من القيام بوظائفه والاستمرار بعمله بشكل سليم، فإنّه يجب تقديم العلاج المناسب، والذي يمكن أن يكون مفيدًا للغاية، ويندرج العلاج كالآتي:
علاج وسواس المرض بالتعرّض
يسعى هذا العلاج لجعل المريض يقترب أكثر من المصابين بالمرض ويتعامل معهم وكأنّهم أشخاص طبيعيون، وذلك في ظروف بيئية آمنة تمامًا وسليمة من الناحية الصحية، حيث يقوم الطبيب النفسي بمساعدة المريض عبر تقديم النصائح النفسية وتطوير أدوات للتحكّم بالذات في أوقات القلق والتوتّر.
وفي المحصّلة يصل المريض للتخلّص من هذه المخاوف، ويتضمن العلاج بالتعرّض مشاهدة أخبار المرض والقراءة عنه والتواصل مع المصابين عند كونه غير معدٍ.
علاج وسواس المرض السلوكي الإدراكي
يساعد هذا العلاج المريضَ في تقديم خطط ومعارف تساعده في تحدّي الأفكار التي تخطر في ذهنه ليتخلّص منها، فعند التفكير المعين بالمرض، يتوقف الشخص ويعيد تفكيره إذا كان منطقيًا أن لا، أو يستحضر الأفكار التي تساعده في التخلص من هذا القلق، بالإضافة إلى ذلك، يساعد العلاج السلوكي الإدراكي في تخليص المريض من الحاجة لإعادة التقييم المتكرّرة من قبل المختصين لنفي مرض معين.
علاج وسواس المرض بالأدوية
على الرغم من عدم وجود الأدوية المتخصصة في علاج التخوف من المرض، إلّا أنّ هناك العديد من الأدوية التي تساعد في تخفيف أعراض القلق عند كونها شديدة، ويصف الطبيب النفسي هذه الأدوية بناء على الحالة وشدّتها، حيث لا يحتاج جميع المرضى لهذا العلاج بشكل عام، ومن الأدوية الموصوفة في هذا السياق ما يأتي:
- حاصرات مستقبلات بيتا المستخدمة في علاج ارتفاع التوتر الشرياني.
- البنزوديازيبينات، والتي تُعدّ من الأدوية المخدّرة، فهي من مسبّبات الإدمان، ولا يجب أن تُستخدم لفترات طويلة.
اقرأ أيضا: تجربتي مع ليريكا