تُعتبر الوساوس والهواجس أحد الأمور المزعجة في حياة كلّ إنسان، فلا يوجد إنسانٌ لا يتعرض لها في مرحلةٍ ما في حياته، وقد تستمرّ هذه الوساوس لفتراتٍ طويلةٍ أو قد تكون لفترةٍ قصيرة، ولعل وسواس الموت أحد أبرز الوساوس التي يحسّ بها الإنسان؛ لذلك يهتم الكثيرون بالتعرف على تجربتي مع وسواس الموت والاحلام وطرق علاجه.
تجربتي مع وسواس الموت والاحلام
تقول إحدى السيدات: تجربتي مع وسواس الموت والاحلام كانت من أشد وأصعب التجارب التي مررت بها في حياتي، حيث أنني أصيبت بصدمة شديدة عندما تعرض أحد أقاربي للموت بشكل مفاجئ، مما جعلني أشعر بالخوف الشديد أنني سوف أموت وأن الموت قريب مني ، خاصةً أثناء ذهابي إلى النوم، لدرجة أنني لم أستطع النوم لعدة ساعات حتى يغلبني النوم وأنام دون أن أدري، كما أصبحت أخاف من فترة الليل خوفا شديدا وأكره تواجدي في المنزل ليلا بمفردي، ولكنني سرعان ما تغلبت على هذا الأمر من خلال التقرب إلى الله سبحانه وتعالى والالتزام بالصلاة وقراءة القرآن الكريم، وأداء الفرائض والنوافل والدعاء المستمر، واليقين بأن الله سبحانه وتعالى لن يقبض روح عبدا حتى يأتي موعد أجله، وبالفعل ساهم ذلك الاعتقاد في تحسين حالتي كثيرا.
تحكي إحدى الفتيات عن تجربتها مع وسواس الموت والأحلام وكيف سيطر ذلك عليها، حتى أصبح يأتيها في أحلامها على هيئة كوابيس وأشباح مرعبة لا تتذكر منها شيئاً عند الاستيقاظ من النوم، وتقول الفتاة بأنه مات أخي فجأة وهو في سن 27 من عمره، مما أصابني وأسرتي بالهلع الشديد والصدمة، وعم الحزن منزلنا والكآبة أصبحت لون حياتنا، وذات يوم عدت من الجامعة وجلست أنتظر صلاة المغرب، ولكنني تفاجأت بقشعريرة تصيب جسدي، وخوف وقلق يتملك عقلي وأفكاري، إحساس بالرغبة في التقيؤ، برودة في أطراف أصابعي، حينها شعرت أن الموت جاء ولا مفر منه، ولكن بعد عودتي من عند الطبيب بدأت أنفاسي ترتاح قليلا خاصةً بعد أداء الصلاة، وعلى الرغم من عدم قدرتي على النوم في تلك الليلة، إلا أني استطعت النوم قبل الشروق، وفي الصباح بدأت أبحث عما حدث لي وتبين أنه نوبة وسواس تصيب بعض الأفراد نتيجة التعرض لحادث ما، ومع تقربي إلى الله أكثر والمحافظة على الصلاة بانتظام في أوقاتها، والحرص على الاستغفار في كل وقت شعرت بتحسن كبير والحمد لله.
اقرأ أيضا: تجربتي مع نوبات الهلع
وسواس الموت والاحلام
يُعد وسواس الموت والأحلام أحد أنواع القلق، والذي يتسم بالخوف من الموت أو من الموت الفعليّ، وقد يُطلق عليه البعض اسمه قلق الموت، وقد يرتبط هذا الوسواس مع غيرهِ من الأمراض مثل الهلع، الاكتئاب، اضطراب ما بعد الصدمة، واضطراب القلق المرضيّ.
يختلف هذا الوسواس عن رُهاب الموت والذي يُعد خوف عام من الموت أو الأشياء المرتبطة فيه، وقد يكون وجود بعض القلق والخوف من الموت جزء طبيعيّ من حالة الإنسان، ولكن بعض الأشخاص قد يكون مجرد التفكير في الموت أو عملية الموت قد يُشكل قلقًا وخوفًا شديدين، وعادةً ما يشعر الأشخاص بالمُصابين بهذا الوسواس من القلق الشديد والخوف بمجرد تذكر أن الموت لا مفر منه.
أعراض وعوامل خطورة وسواس الموت والاحلام
قد يؤدي قلق الموت والأحلام المزعجة إلى شعور الشخص بالخوف من الانفصال أو الخوف من تعاملهِ مع خسارة قريب أو حبيب، أو قد يكون قلق شديد خوفًا من ترك الأشخاص بعد الموت، وفي ما يأتي بيان لأعراض وعوامل الخطورة التي تزيد من خطر الإصابة به:
الأعراض
قد لا تظهر أعراض قلق الموت والأحلام المزعجة لفترة طويلة، ولكن قد يشعر المريض ببعض الأعراض عندما يُفكر بالموت أو بموت أحد أفراد الأسرة، وفي ما يأتي بيان لأهم أعراض هذا الوسواس:
- الأعراض النفسيّة:
- نوبات الهلع.
- زيادة في القلق.
- دوخة.
- زيادة في التعرق.
- تسارع نبضات القلب.
- غثيان وألم في المعدة.
- حساسية لدرجات الحرارة الساخنة والباردة.
- الأعراض العاطفية:
- عادةً ما يتجنب المريض الجلوس مع غيرهِ، ويُفضل الجلوس لوحدهِ لفترات طويلة.
- غضب.
- حزن.
- شعور بالذنب وقلق مستمر.
عوامل الخطورة
قد يرتبط قلق الموت بالمعتقدات الدينيّة للشخص، وذلك خوفًا من الحياة ما بعد الموت أو الحساب، وعادة ما يتم تشخيصهُ اعتمادًا على عدد من الأسئلة التي يسألها الأخصائي النفسيّ المحترف للمريض، وفي ما يأتي بيان للعوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة به:
- العمر: تُعد فترة العشرينيات هي الذورة في الإصابة بمرض قلق الموت، ولكنهُ عادةً ما يتلاشى مع تقدم العمر.
- الجنس: يُعاني كُلٌ من الرجال والنساء من قلق الموت خلال العشرينيات من العمر، ولكن تبين أن نسبة الإصابة بهِ مرة أخرى في الخمسين من العمر تكون أعلى عند النساء مقارنة مع الرجال.
- المشاكل الصحية: عادةً ما يكون الأشخاص المُصابين بالأمراض الجسديّة هم أكثر خوفًا وقلقًا من الموت مقارنة مع غيرهم من الأشخاص.
اقرأ أيضا: تجربتي مع الاكتئاب
علاج وسواس الموت والاحلام
- عادةً ما يُركز علاج القلق والرهاب من تخفيف الرهبة والقلق المتعلقان بالموت والأحلام المزعجة، وتتواجد العديد من الطرق العلاجية المستخدمة التي تساعد في تخفيف الأعراض وتجنب نوبات الهلع والخوف من الموت، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه الطرق:
- العلاج النفسيّ بالتحدث: قد يُساعد مشاركة المريض بأفكارهُ للطبيب بالقدرة على التخفيف من الأعراض، وقد يُوصي الطبيب ببعض التعليمات التي تُساعد المريض في التعامل مع هذه المشاعر.
- العلاج السلوكيّ المعرفيّ: يُساعد هذا النوع من العلاج على إيجاد حل عمليّ لمشكلة المريض، ويُعد الهدف من هذا العلاج هو تغيير نمط التفكير لدى المريض.
- تقنيات الاسترخاء: قد تُساعد بعض تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق في تحسين الأعراض الجسدية لهذا القلق.
- الأدوية: قد يصف الطبيب في بعض الحالات الأدوية التي تُساعد في تقليل القلق والهلع الشائعة عند مرضى الوسواس.
اقرأ أيضا: تجربتي مع دواء risperidone