تتساءل الكثير من السيدات عن تجربتي مع خراج الثدي حيث تصاب المرأة في بعض الأحيان بخراج الثدي، وهو عبارة عن كتلة صغيرة مليئة بالقيح تنمو تحت جلد الثدي نتيجة للعدوى، والذي يسبب الشعور بألم ومظهر مزعج، كما أن هذا الخراج يزيد من مخاوف المرأة حول أسبابه ومؤشراته.
تجربتي مع خراج الثدي
تقول إحدى السيدات: تجربتي مع خراج الثدي كانت بعد الولادة حيث امتنع طفلي عن الرضاعة الطبيعية لمدة ثلاثة أيام متواصلة، وكنت وقتها أقوم بعملية تدليك الثدي بصورة يومية حتى لا يجف ولا يتحجر بشكل كامل، ولكن بعد مرور اليوم الرابع، وجدت أن منطقة الثدي متحجرة تمامًا، وتؤلمني بشدة، ومن ثم بدأت المنطقة في الاحمرار وزاد حجمها، لأقوم بعد ذلك بعمل بعض الكمادات بالمياه الساخنة، ولكن من غير فائدة؛ لذلك قررت زيارة الطبيب المختص لعلاج مشكلة الخراج، فوصف لي مضاد حيوي، ولكن مع الأسف لم يتمكن هذا الدواء من صرف الخراج، وأخبرني الطبيب أنه يجب عليّ أن أقوم بعملية جراحية من أجل إزالة الخراج تمامًا حتى لا يتسبب في مشاكل مستقبلية، وبالفعل قمت بأخذ بنج موضعي، رغم أن الطبيب نصحني بأخذ بنج كلي؛ لذلك كنت أشعر بالخوف، ولكن العملية كانت بسيطة للغاية، وبمجرد انتهاء العملية، أخذت مضادات حيوية، وكنت أغير على الفتيل لمدة ثلاثة أيام، والحمد لله اختفى خراج الثدي تمامًا، ولم أعد أشتكي من هذه المنطقة.
اقرأ أيضا: أعراض ورم الثدي الحميد
أسباب خراج الثدي
يتساءل الكثير من الناس عن أسباب حدوث خراج الثدي، وخاصةً عند محاولتهم في إيجاد طرق علاج التهاب الثدي المناسبة عند إصابتهم بذلك، ومن الجدير بالمعرفة أن هناك سببين رئيسين لحدوث هذا الخراج، وهما:
- الإصابة البكتيريّة: حيث تتواجد البكتيريا على الجلد، فمن الطبيعيّ وجود البكتيريا على سطح الجلد، وغالبًا ما تكون هذه البكتيريا غير ضارّةٍ بتواجدها هناك، ولكن عند دخول هذه البكتيريا إلى داخل الجسم، قد تسبب الضّرر، وهذا ما يحدث إذا دخلت البكتيريا إلى الثدي، فقد تدخل هناك عند وجود فتحاتٍ أو تشققاتٍ على جلد الثدي أو الحلمات، وبالتالي تُسبب التهاب الثدي.
- انسداد قنوات الحليب: ففي الثدي، تعمل قنوات الحليب على نقل الحليب من الغدد الحليبيّة إلى الحلمات، وعند انسداد هذه القنوات، يتراكم الحليب داخل الثدي ويُسبب الالتهاب.
ومن الجدير بالمعرفة أنّ هناك بعض الأمور التي من شأنها أن تزيدَ من خطر الإصابة بخراج الثدي، كتشقق الحلمات، وارتداء حمّالات الصدر الضّيّقة، والرّضاعة بوضعيّة واحدة فقط، والتّعرّض لالتهاب سابق في الثدي، كما أن الشهور الثلاثة الأولى بعد الولادة، تزيد فيها احتمالية الإصابة بالتهاب الثدي، فهذه الأمور تزيد من احتمالية الإصابة البكتيريّة أو انسداد قنوات الحليب وتراكم الحليب داخل الثدي.
اقرأ أيضا: طرق الوقاية من سرطان الثدي
أعراض خراج الثدي
في حالة الإصابة بخراج الثدي، يمكن أن تحدث بعض الأعراض، وهي:
- ظهور تورم في المنطقة المصابة.
- ألم شديد في الثدي، وخاصةً عند الضغط عليها.
- الحكة والاحمرار.
- سخونة في الثدي.
- انخفاض في إنتاج الحليب.
- صداع.
- غثيان وتقيؤ.
وتزداد شدة الأعراض في حالة تكون الصديد داخل الخراج، حيث يصعب على المرأة ملامسة الثدي أو النوم على المنطقة المصابة، كما يمكن أن يؤثر خراج الثدي على المنطقة المحيطة به، ليسبب تضخم بالغدد الليمفاوية الموجودة أسفل الإبط.
علاج خراج الثدي
تتمثل طرق علاج خراج الثدي في:
المضادّات الحيوية: فعندما يتمُّ تشخيص المريض على أنّه مصاب بالتهاب الثدي، فعادةً ما يتم إعطاؤه مضادًا حيويًّا لمدة عشر أيام، ويجب أن يأخذ المريض العلاج كاملًا لنهايته، حتى وإن شعر بتحسن قبل إنتهاء مدة العلاج، وذلك للقضاء على البكتيريا بشكلٍ كامل، وبالتالي حتى لا تتكرر الإصابة بالالتهاب، أما في حال عدم زوال الالتهاب بعد تناول الدواء كاملًا فيجب مراجعة الطبيب مرةً أخرى، للنظر في الحالة من جديد.
مُسكّنات الألم: فللتخفيف من حِدَّة الألم المُصاحب لالتهاب الثدي، قد يُوصي الطبيب باستخدام مسكّنات الألم، والتي لا تستلزم وصفةً طبيّة، مثل الباراسيتامول، والإيبوبروفين، وهما يتوفّران بأسماء تجاريةٍ متعددةٍ في الصيدليات.
ويجب أن تعلم النساء المرضعات، أن الاستمرار في الرّضاعة الطبيعيّة في حال الإصابة بالتهاب الثدي هو أمرٌ آمن، ولا يُؤثّر على الحليب الذي يتناوله الطفل من أمّه، كما أن الرّضاعة الطبيعيّة تساعد على التخلُّص من الإصابة.
أمّا القيام بفطام الطفل فجأةً خوفًا من التأثير عليه، يزيد الأمر سوءًا بسبب تراكم الحليب في الثدي، وبالإضافة إلى طرق علاج التهاب الثدي المذكورة فهناك بعض التّوصيات للنساء المرضعات المصابات بالتهاب الثدي، قد تساعدهنّ في علاج التهاب الثدي لديهن، ومن هذه التّوصيات:
- عدم التوّقف عن الرّضاعة لمدة ساعاتٍ طويلةٍ، فيتراكم الحليب في الثدي، مما قد يسبب انسدادًا لقنوات الحليب وتفاقمًا للمشكلة.
- تدليك الثدي من المنطقة المصابة باتجاه الحلمة، أثناء الرّضاعة أو أثناء استخدام المضخّة.
- إفراغ الثدي بالكامل أثناء الرّضاعة الطبيعيّة، ويساعد في ذلك وضع الماء الدافئ.
- إرضاع الطفل من الجهة المصابة أوّلًا، حيث إن الطفل يكون جائعًا، فيأخذ الحليب بقوةٍ أكبر ويقوم بإفراغ الثدي، وإرضاع الطفل بوضعيّةٍ مناسبة وصحيّة، وتغيير الوضعيات بين الحين والآخر.