في أي عصر عاش المتنبي

في أي عصر عاش المتنبي؟ ومن هو المتنبي وما هي ملامح حياته؟ كلها أسئلة يهتم الكثير من عشاق الأدب العربي ومحبي الأشعار العربية في التعرف عليها، لا سيما وان المتنبي يعد من أشهر شعراء العرب. و هو واحد من أفضل من قال الشعر في العربية. وقد اشتهرت أشعار المتنبي أيما اشتهار وانتشرت أيما انتشار.

في أي عصر عاش المتنبي

ولد المتنبي وعاش في العصر العباسي الثاني. هو أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي الكندي. ولد في الكوفة بالعراق في عام 303 هـ، وقد ماتت أمه صغيرًا فكفلته جدته لأمه وقامت بتربيته. أحب المتنبي الشعر وعلوم العربية من الصغر وتنقل في البداوة وبين الأعراب ساكني الصحراء ليتعلم منهم الألفاظ العربية الأصيلة التي أثرت في شعره أيما تأثير مما جعله من أشهر وأكبر شعراء العصر الإسلامي قاطبة. وقد كان في صغره قد التحق بكُتّاب ليتعلم العربية والقرآن وعلوم النحو، وكان محبًا وملازمًا للوراقين الذين يقومون بنسخ الكتب، وقرأ عندهم الكثير من عيون الكتب في عصره مما زاد من ثقافته وسعة اطلاعه.

سبب تسميته بالمتنبي

هناك أكثر من رواية عن سبب إطلاق اسم المتنبي على ذلك الشاعر:

  • الرواية الأولى: تقول هذه الرواية أن سبب إطلاق ذلك الاسم على الشاعر هو ادعائه النبوة في قابل شبابه في بداوة السماوة بالعراق، وتقول الرواية أيضًا أنه كان إذا ذكر تلك الحادثة استحيا وقال إنما كان ذلك في حداثة السن. ولكن هذه الرواية ضعيفة والكثير من علماء العربية على أنها موضوعة للطعن في المتنبي والانتقاص من قدره. ويقول أديب العربية محمود محمد شاكر أن كل الروايات التي تقول بتنبؤ المتنبي إنما وضعت بعد وفاته بمدة طويلة للطعن في الرجل.
  • الرواية الثانية: الرواية الثانية لأصل الاسم أن الشاعر المتنبي كان من المشهورين بالجد والعبادة وتحرى الصلاح في أفعاله وسكناته تشبهًا منه بالأنبياء والصالحين، كما أكثر في شعره من ذكر المرسلين وأهل الصلاح وضرب بهم الأمثال، فلما اكثر من ذلك أطلقوا عليه اسم المتنبي.
  • الرواية الثالثة: وهي عن أي العلاء المعري والذي يرى أن اسم المتنبي إنما ينسب إلى النبوة وهو المكان المرتفع، وذلك إشارة إلى ارتفاع مكانة وشعر المتنبي عن باقي الشعراء.

في أي عصر عاش المتنبي

المتنبي وسيف الدولة الحمداني

ارتبط اسم المتنبي كثيرًا بالأمير سيف الدولة الحمداني أمير مدينة حلب ومؤسس الدولة الحمدانية. وقد ارتحل المتنبي إلى بلاد الشام في العام 321 وهو لا يزال في مقتبل العمر، ومدح سيف الدولة الذي قربه وجعله رفيقًا له في مجلسه. كما قام أبو الطيب المتنبي بالدفاع عن سيف الدولة بشعره ضد خصومه ومنافسيه من أمراء المناطق والمدن المحيطة. كما دافع عنه بشعره ضد الدولة الإخشيدية التي كانت بينها وبين سيف الدولة الكثير من المعارك والخصومات.

مكث المتنبي عند سيف الدولة ما يقارب تسع سنوات، نظم فيها أكثر من ثمانين قصيدة من عيون الشعر العربي في المدح، وكانت هذه القصائد سبب شهرة الشاعر والتعرف على إجادته وتمكنه من الشعر.

اقرأ أيضًا: سيرة ذاتية عن الشاعر المتنبى

تغير سيف الدولة على المتنبي

ولكن دوام الحال من المحال، فقد سعى الحاسدين والوشاة بين سيف الدولة والمتنبي حتى تغير عليه. وأحس المتنبي بالجفوة بينه وبين الأمير، فكتب عدة قصائد يستعطفه بها. ولكن لم يرجع الحال كما كان عليه فغادر المتنبي حلب واتجه إلى مصر.

رحلة المتنبي إلى كافور الإخشيدي

رحل المتنبي إلى مصر التي كان يحكمها في ذلك الوقت كافور الإخشيدي. وأقام فيها خمس سنوات يمدح فيها كافور  على أمل أن يصله ويجزل له العطاء. إلا أن كافور لم يعطي المتنبي ما كان يأمله بعد كل تلك السنين. كما أن كافور كان يعلم أن المتنبي لم يكن يحبه أو يحترمه إنما يمدحه لأجل المال والعطاء. فلما نوى المتنبي على ترك مصر خاف كافور الإخشيدي من شعر المتنبي وهجاؤه له فمنعه من مغادرة البلاد.

وفي يوم عيد وكان الكل منشغل به، أخرج المتنبي أثقاله وخرج متسللًا من مصر حتى وصل إلى الصحراء، وقد كان ما خاف منه كافور فنظم المتنبي العديد من القصائد التي يهجو فيها كافور الإخشيدي ويعره بكونه عبد خصي يحكم بلدًا مثل مصر.

في أي عصر عاش المتنبيالمتنبي

وفاة أبو الطيب المتنبي

في الطريق من شيراز إلى بغداد كانت وفاة المتنبي مقتولًا على يد رجل يسمى فاتك الأسدي. وهذا الرجل كان المتنبي قد هجا ابن أخته ضبة الأسدي.فتربص به الرجل حتى ظفر به وهو في الخمسين من عمره. وقد قيل أن المتنبي حاول الهرب لكن غلامه استوقفه وقال له ألست القائل في شعرك الخيل والليل والبيداء تعرفني، فعدل المتنبي عن الهرب وقاتل حتى قتل.

تعرفنا على إجابة سؤال في أي عصر عاش المتنبي. كما عرضنا نبذة عن حياة الشاعر وتنقله بين البلدان ومقتله في نهاية الأمر.

المراجع

مصدر 1 

مقالات ذات صلة