تجربتي مع تشتت الانتباه من التجارب الهامة حيث يُعتبر تشتت الانتباه من أبرز الحالات النفسيّة التي تبدأ مع الأشخاص منذ الصّغر، بحيث يصبح الشخص غير قادر على التركيز في الأمور واتباع الأوامر وتنفيذها، ويواجه صعوبات كبيرة في الفهم والإدراك.
تجربتي مع تشتت الانتباه
تقول إحدى السيدات: تجربتي مع تشتت الانتباه كانت تجربة صعبة للغاية مررت بها مع ولدي، حيث لاحظنا أنه لا يتكلم وقال الأخصائي أنه يعاني من مشكلة ضعف السمع، وبالفعل اشترينا له سماعة بسعر مرتفع للغاية، ومن ثم حولنا لطبيب نفسي ليصرف لنا ريسبدال ربع ملم في الصباح والمساء، وكان بالفعل له تأثير عليه لكن مع الوقت لم يعد يؤثر فيه، ورغم أننا ذهبنا وقمنا بالعديد من جلسات التخاطب لكن لم يكن هناك أي نتائج إيجابية، لنذهب به بعد ذلك إلى إحدى المستشفيات ليقول لنا أنه يحتاج لطبيب نفسي، وبالفعل شخصه الطبيب النفسي بأنه يعاني من تشتت الانتباه وفرط الحركة، وبعدها بدأنا في البحث عن سبب مشكلة تشتت الانتباه وفرط الحركة؛ ليخبرنا أحد المتخصصين في جدة بأن السبب في الكهرباء الزائدة بالمخ، ونصحنا بضرورة منع العلاج الذي يأخذه وهو علاج ريسبدال وبالمقابل أعطانا علاج ديباكين بمقدار 2 ملم في الصباح والمساء، وبالفعل أصبحت حركة ابني أقل كثيرا كما أنه أصبح أكثر هدوءا وأقل صراخا من السابق.
اقرأ أيضا: أنواع الأمراض النفسية و العصبية
تشتت الانتباه
تشتت الانتباه يعني تحويل انتباه الفرد عن المهمة التي يقوم بها، نتيجة الانشغال المتكرر، مما يؤدي إلى توقف نشاطه أو إلغائه، والذي يؤدي بدوره إلى ضياع الوقت، ويشير ذلك إلى وجود شيء حول الفرد يسيطر على وقته واهتمامه دون وعي منه، ولا يستطيع تحقيق إنجاز أو شيء يذكر.
يحصل تشتت الانتباه بسبب ضعف التركيز والذي يؤدي بدوره إلى محاولة التركيز في شيء آخر، وعدم مقدرة الفرد في السيطرة على الانتباه الشخصي، ويصب الفرد تفكيره على الشيء الخطأ ولا يركز على الشيء المطلوب، ومن الأمثلة على ذلك قيام شخص بقيادة سيارة وسمع صوت رنين الهاتف، فأن صوت رنين الهاتف يعمل على تشتيت انتباهه، مما يدفعه إلى التفكير في معرفة من هو الشخص الذي يحاول الاتصال به.
ويعرف تشتت الانتباه بأنّه اضطراب منشأه نفسي، يمكن ملاحظة أعراضه منذ الطفولة، ويؤدي إلى عدم وجود توافق وانسجام بين الوظائف النفسية والعصبية، نتيجة عدم قدرة الطفل على التركيز والانتباه على ما يطلب منه القيام به حتى أثناء تعليمه، ويتحرك بشكل مستمر.
أعراض تشتت الانتباه
أما بالنسبة للأعراض والعلامات التي قد تظهر على الطفل المصاب بتشتت الانتباه فتندرج ضمن الفئات الثلاث الرئيسية الآتية:
- عدم الانتباه أو السهو: قد يعاني الطفل من صعوبة في التركيز والانتباه، وعدم القدرة على الاستمرار بنشاط محدد وإتمام المهام، فهو يتشتت بسهولة، بالإضافة إلى عدم القدرة على الاستماع لجميع التعليمات، وبالتالي قد يفوته الانتباه لبعض التفاصيل المهمة، وقد يعاني الطفل من أحلام اليقظة والنسيان، ويمكن ملاحظة شرود الطفل وسرحانه في تفكيره.
- فرط النشاط: يعاني الطفل في هذه الحالة من سرعة الشعور بالملل والضيق، وكثرة الحركة، وعدم القدرة على الهدوء أو الجلوس دون حركة عند الحاجة، مع قيامه بالقفز، والتسلق، والتشاجر في أوقات غير مناسبة، ويؤدي اندفاع الطفل إلى إنجاز المهام بسرعة، مع وجود الكثير من الأخطاء نتيجة عدم الاكتراث، وقد تؤدي هذه التصرفات إلى إزعاج الآخرين دون قصد.
- الاندفاع: يتصف بعض الأطفال المصابين بهذا الاضطراب بالاندفاع، الأمر الذي يؤدي إلى فعل بعض الأشياء بسرعة دون تفكير ودون استئذان أيضًا، كذلك ليس لديهم القدرة على الانتظار فهم يقاطعون الآخرين غالبًا، ويستخدمون أغراضًا لا تخصهم، ويقومون ببعض الأفعال المحفوفة بالمخاطر، كذلك هم خشنون في التعامل، بالإضافة إلى الانفعالات العاطفية الشديدة غير المناسبة للموقف.
اقرأ أيضا: ما هو امفيتامين
علاج تشتت الانتباه
يعتمد تحديد العلاج المناسب لتشتت الانتباه على عدد من العوامل المختلفة، مثل: الصحة العامة للمصاب، والعمر، والتاريخ الصحي، والأعراض المصاحبة للمرض، وتحمّل المصاب للعلاج والأدوية المستخدمة، والتفضيلات الشخصية، وتوقعات تقدم المرض أو انحصاره.
وتتضمن العناصر الرئيسية للعلاج: التدريب السلوكي الخاص، ودعم الأهل، واختيار مركز تعليمي مناسب، إضافة إلى العلاجات الدوائية، وتجدر الإشارة إلى أنّ العلاج بالمنشطات النفسية، يُعد من الطرق العلاجية ذات الفعالية العالية لدى معظم الأطفال المصابين بهذا الاضطراب، وفيما يأتي بيان لبعض أنواع العلاجات المتبعة بشيء من التفصيل:
- المنشطات النفسية: تساهم هذه الأدوية في تنظيم مستويات بعض العناصر الكيميائية في الدماغ، المسؤولة عن ضبط القدرة على التركيز والسيطرة على الأفعال الاندفاعية، لذلك تُستخدم هذه الأدوية للحد من بعض صفات الاضطراب الرئيسية وتحفيز الدماغ لمساعدته على التركيز، ومن هذه الأدوية ما يأتي: ميثيل فندات، ديكستروأمفيتامين، مجموعة من أملاح الأمفيتامين.
- مضادات الاكتئاب: قد يتم في بعض الحالات وصف بعض أنواع مضادات الاكتئاب للأطفال والمراهقين المصابين بهذا الاضطراب للمساعدة على زيادة الانتباه والتركيز، والتخفيف من أعراض القلق والاكتئاب، والحد من العدوانية.
- العلاج النفسي: بسبب البيئة التي تنشأ في المنزل الذي يعاني أحد أفراده من تشتت الانتباه، فإنّه يُنصح بإجراء جلسات العلاج النفسي التي تتضمن تعلم مهارات إدارة السلوك للوالدين، وذلك للتخفيف من التوتر لدى جميع أفراد المنزل، وعادة يتم إجراء هذه الجلسات ضمن مجموعات، تتضمن أهالي لمجموعة من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب، وذلك لتعزيز الدعم فيما بينهم.
اقرأ أيضا: طرق تنمیة الذكاء والتركیز عند الأطفال