تجربتي مع نقص فيتامين د من التجارب بالغة الأهمية، حيث يختلف فيتامين د اختلافاً كلّياً عن معظم الفيتامينات الأخرى؛ حيث إنّه يُعدّ من الهرمونات الستيرويدية التي تنتج عن الكوليسترول عند تعرّض البشرة لأشعة الشمس؛ ولذلك غالباً ما يُشار إلى فيتامين د باسم فيتامين أشعة الشمس.
تجربتي مع نقص فيتامين د
تقول إحدى السيدات: تجربتي مع نقص فيتامين د بدأت منذ شعوري بالألم والتعب والإرهاق الشديد عند ممارسة أي مجهود، كما ظهرت بعض البقع الحمراء على جلدي، وتساقط شعري بشكل مبالغ فيه، وأصبحت ضربات قلبي سريعة للغاية، وقد جعلتني كل هذه الأعراض أشعر بالقلق حيال حالتي الصحية، ولذا توجهت فوراً إلى الطبيب، والذي قام بعمل تحليل فيتامين د لي والذي أوضح أن هناك نقصا شديدا به، فقام الطبيب بإعطائي روشتة تحتوي على أحد أنواع فيتامينات د، وكانت نصائح الطبيب أن أقوم بتناول الوجبات التي تحتوي على فيتامين د، ولابد من الجلوس بالشمس لمدة لا تقل عن ربع ساعة يومياً.
تتابع: حينما كنت أتعرض للشمس كنت أشعر بتحسن كبير في حالتي وأحسست بالسعادة، وأصبحت أكثر نشاطاً من ذي قبل، كما قلت لدي الأعراض التي كنت أشعر بها. ثم جاء اليوم لإعادة التحاليل مرة أخرى للتأكد من رفع فيتامين د وبالفعل فقد زادت النسبة من 9 درجات إلى أن وصلت إلى 36، وها أنا الآن ما زلت أداوم على تناول الأطعمة التي ترفع فيتامين د، ولا يمر يوما دون أن أجلس في الشمس ما لا يقل عن ربع ساعة يومياً وهو ما حسن صحتي وعزز مناعتي كثيراً.
اقرأ أيضا: دواعي استخدام كبسولات فيتامين د3
أعراض نقص فيتامين د
يمكن أن يعاني الكثير من الأشخاص من نقص فيتامين د إلاّ أنّهم لا يدركون ذلك، وهذا لأنّ الأعراض عادةً ما تكون غير ظاهرة، ولا يسهُل التعرف عليها، ومن أبرز الأعراض التي قد يُسبّبها نقص فيتامين د في الجسم ما يأتي:
- تكرار الإصابة بالعدوى: حيث يلعب فيتامين د دوراً مهمّاً في الحفاظ على صحة وقوة الجهاز المناعيّ، لذلك فإنّ نقصه قد يؤدي إلى تكرار الإصابة بالعدوى والأمراض.
- الشعور بالإرهاق والتعب: حيث أشارت بعض الدراسات إلى أنّ انخفاض مستويات فيتامين د في الدم قد يؤدي إلى الشعور بالإرهاق، وهذا بدوره قد يؤثر سلباً في نوعية الحياة وقد يؤدي إلى انخفاض مستويات الطاقة في الجسم.
- الشعور بآلام في الظهر والعظام: حيث قد يُسبب نقص فيتامين د المعاناة من آلام الظهر، وذلك لأنه يعدّ ضرورياً لتحسين امتصاص الكالسيوم في الجسم، الذي يُعتبر مهماً للحفاظ على صحة العظام.
- الإصابة بالاكتئاب: فقد لاحظت بعض الدراسات وجود علاقةٍ بين نقص فيتامين د والإصابة بالاكتئاب، وخاصّةً لدى كبار السن، ومن الجدير بالذكر أنّ تناول فيتامين د قد يساعد على تحسين أعراض الاكتئاب لدى الأشخاص الذين يعانون من نقصٍ في فيتامين د، وخصوصاً الاكتئاب الموسمي الذي يحدث خلال فصل الشتاء.
- بُطء شفاء الجروح: حيثُ إنَّ فيتامين د يساعد على شفاء الجروح؛ وذلك لأنه يساهم في مكافحة العدوى، والتقليل من الالتهابات، وعليه فإنّ نقصه قد يؤدي إلى صعوبة شفاء الجروح الناجمة عن الإصابة بالعدوى، أو العمليات الجراحية.
- مشاكل العظام: حيث يُعدّ انخفاض الكثافة المعدنية في العظام مؤشراً على نقص الكالسيوم ومواد غذائيةٍ أخرى في العظام، وهذا يزيد من عرضة إصابة كبار السن، وخاصةً النساء بكسور العظام، ومن بين هذه المواد الغذائية يلعب فيتامين د دوراً مهمّاً في استقلاب العظام، وامتصاص الكالسيوم.
- تساقط الشعر: حيث لوحظ أنّه يمكن أن يرتبط نقص فيتامين د مع الإصابة بالثعلبة، وهو من أمراض المناعة الذاتية التي تتمثل بتساقط الشعر الشديد من الرأس وأجزاء أخرى من الجسم.
اقرأ أيضا: ما هي أسباب نقص فيتامين د
علاج نقص فيتامين د
يهدف علاج نقص فيتامين د إلى رفع مستويات هذا الفيتامين للمستويات الآمنة مع المحافظة عليها وتجنب خطر نقصانها، وتعتمد الكمّية التي يحتاجها الجسم من فيتامين د لتعويض هذا النقص على عدّة عوامل منها شدّة النقص، والحالة الصحّية، كما يؤثّر الوقت من السنة على احتياجات فيتامين د؛ فإذا كان الشخص يعاني من انخفاض في مستوى الدم في أشهر الشتاء فإنّه سيحتاج إلى كمّيات أكثر بقليل مقارنة مع أشهر الصيف للقدرة على التعرض لأشعة الشمس.
ويتضمّن علاج نقص فيتامين د تناول جرعات عالية منه يومياً مدّة شهر، وبعد ذلك تقل الجرعة تدريجياً إلى الكمّية المُوصى باستهلاكها، وفي حال المعاناة من تشنّجات عضلية، أو نقص في مستويات الكالسيوم، أو الفوسفات، فإنّه يُوصى إضافتهما أيضاً لاستهلاكهما على شكل مكملات غذائية، وقد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد إلى استهلاك تركيب خاص من مكملات فيتامين د.
وتجدر الإشارة إلى أنّ استهلاك المكمّلات الغذائية لفيتامين د يكون باستشارة الطبيب، وتتوفر هذه المكملات في شكلين، هما: د2؛ الذي يُعرف باسم الإرغوكالسيفيرول؛ ويأتي من المصادر النباتية، ود3: ويسمى بالكوليكالسيفيرول؛ ويأتي هذا النوع من المصادر الحيوانية، ويكون امتصاصه بالجسم بسهولة أكثر من د2 ويستمر في الجسم لفترة أطول.
كما يمكن علاج نقص فيتامين د عن طريق الحقن، حيث يستمر أخذ حقنة صغيرة من فيتامين د لنحو ستة أشهر، ويعدُّ العلاج باستخدام هذه الطريقة جيداً للأشخاص الذين لا يفضّلون تناول الأدوية عن طريق الفم أو الذين قد يغفلون عن استهلاك أقراص فيتامين د.