هل هناك تعارض بين الحرية والحتمية

هل هناك تعارض بين الحرية والحتمية مثل هذا السؤال قد يأخذك للتفكير في كل مجريات الكون، لتبدأ في التساؤل بعد ذلك ما إن كنت مُسير أو مُخير في كل القرارات التي تأخذها طوال حياتك.

والأمر ليس بالسهولة التي يظنها البعض حيث إن هنالك من يعتقد كل ما يتخذه من قرارات تكون بحرية تامة وبمحض إرادتهم الشخصية عنها.

لكن على صعيد أخر هنالك من يدرك أن تلك القرارات حتمية لا مجال للرجوع بها أو حتى تغييرها.

بالتالي هل هناك تعارض بين الحرية والحتمية هذا بالضبط ما نتطرق للإجابة عنه عبر الأسطر المقبلة.

هل هناك تعارض بين الحرية والحتمية؟

إذا كنت تبحث عن إجابة مباشرةً ففي تلك الحالة نعم بالفعل يتواجد تعارض بين كليهما، وهذا ما يتضح في تعريف كلاً منهما.

فمن ناحية تجد إن الحرية قائمة على حسن الاختيار بناءً على أسس ونتائج سابقة عن أي أحداث ماضية.

في حين الحتمية قائمة في تلك الحالة على تواجد مسار واحد يمكن أن تكون عليه الأحدث بدون أي تغيير.

لكن في تلك الحالة هنالك تعارض واضح بظل تواجد حرية الإرادة والتي تلغي تماماً إمكانية الحتمية.

مثل هذا الأمر كان يشكل مشكلة كبيرة بين فلاسفة اليونان منذ القدم وما زالت هنالك الكثير من المجادلات والمناظرات بين الفلاسفة مستمرة حتى يومنا هذا.

ومن خلال هذا التعارض ظهر اسم اللاتوفقية والذي يعبر عن الموافقة على فكر والتعرض مع الأخر.

نرشح لك:- أحاديث عن الحرية

ما هي اللاتوافقية؟ ومن هم التوافقيون؟

تشير إلى حالة التعارض ما بين الحتمية والحرية حيث من المستحيل التوفيق بين كليهما، وتقوم على ادعاءين هما:

  1. الحتمية صحيحة:- وبذلك تكون فرصة التعبير عن حرية الإرادة غير ممكنة بل مستحيلة.
  2. الحتمية خاطئة:– أما في تلك الحالة تقوم على أن حرية الإرادة ما تزال ممكنة وقابلة التحقق.

والنقيض من ذلك هنالك التوافقيون والذين يرون أن هنالك إمكانية إلى توافق كلاً من الحتمية مع الحرية.

بل منهم من يقول إن الحتمية في غاية الأهمية لحدوث حرية الإرادة.

موضحين في هذا أنه بطبيعة الحال الاختيار الحتمي لابد أن يرجع إلى أحداث وتسلسلات الماضي.

بالتالي وضحوا إن المشكلة ما بين أتباع اللاتوافقية تعبر عن مأزق مفتعل لا أساس له مطلقاً من الصحة.

لكن من جهة التوافقيين أنفسهم ما تزال هنالك اختلاف في نتائج تلك القضية بناءً على اختلاف في تعريف كلاً منهم لحرية الإرادة والتي تكون كالتالي:

  • التوافقيون الكلاسيكيون:- يعتبرون حرية الإرادة بأنها حرية الفعل حتى إن كان ذلك الفعل ما تزال هنالك مقدرة على فعله إذا لم تتواجد أي عراقيل فيزيائية.
  • التوافقيون المعاصرون:– بالنسبة للفكر الحديث يعتبرون حرية الإرادة بأنها تعبير عن القدرة النفسية في إبداء الآراء وتوجيه التصرفات.

ما هي حرية الإرادة؟

للتعرف أكثر على إجابة سؤال هل هناك تعارض بين الحرية والحتمية تحتاج لمعرفة ما هي حرية الإرادة في الأساس.

والتي يعرفها المؤلفون على أنها القدرة على التصرف بكل حرية مع الأخذ في الاعتبار بعض الدوافع الشخصية لتحقيق ذلك.

بالتالي نتعرف منه على أن الفاعل لتلك الدوافع ما زال لم يتعرض لأي إكراه أو تعرض للتقييد عند أخذ القرار.

فعلى سبيل المثال قال آرثر شوبنهارو:- (الرجل يستطيع أن يفعل ما يرغب به، لكنه لا يستطيع أن يفعل ما يرغب به).

وهذا ما يشير إلى كل شخص قد يمتلك حرية فعل ما يشاء وفقاً لدوافعه الخاصة، لكن ما تزال تلك الدوافع بطبيعة الحال محدودة.

بالتالي تصبح بذلك الإرادة الحرب أقرب ما يكون إلى الحكم الذاتي والقدرة على الحياة بناءً على القواعد التي يضعها كل شخص كبديل عن ترك الحكم إلى عناصر القوى الحتمية الخارجية.

قد يهمك:- كيف اتعلم الفلسفة .. خطوات لتعلم الفلسفة ..

ما هي الحتمية؟

من الفرضيات الفلسفية التي تذكر أن كل ما حدث مسبقاً في الكون من أحداث مختلفة.

بما في ذلك إدراك الإنسان وأفعاله الخاصة محددة وفقاً لتسلسل منطقي.

والذي يتكون في مسار من الحوادث والأسباب التي تؤدي في النهاية إلى حدوث بعضها البعض.

ومثل هذا يكون اتباعاً إما لقوانين الطبيعة كما يؤمن البعض، أو أنهاء قضاء الله عز وجل كما يؤمن البعض الأخر.

لكن في الأخير لحل جدال هل هناك تعارض بين الحرية والحتمية يمكن القول أن الحتمية قد لا تكون عائق في طريقة تحقيق حرية الإرادة، لكن إذا ما غابت الحتمية يؤدي هذا إلى غياب الحرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *