تجربتي مع سورة الحشر من أعظم التجارب التي يمكن أن يختبرها أي مسلم حيث تتضمن السورة الكثير من الآيات المؤثرة، ونزلت سورة الحشر في المدينة المنورة بعد سورة البينة، ويبلغ عدد آياتها أربعًا وعشرين آية، وتُعرف أيضًا بسورة بني النضير.
تجربتي مع سورة الحشر
تقول إحدى السيدات: تجربتي مع سورة الحشر للشفاء من التجارب المُلهمة، حيث تحكي أنه كان لها ابن يبلغ من العمر سنتين ونصف، ولكنه تعب بشكل مفاجئ، حيث ارتفعت درجة حرارته، واختفت ابتسامته، وذبلت النضارة في وجهه، ولم يعد صاحب حركة ونشاط، فذهبوا به إلى المستشفى وأجريت له عدة تحاليل وطلبوا من أهله أن ينام في المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة، وكانت الأم تنتظر النتيجة بفارغ الصبر، حتى قال لها الطبيب : المرض في الدم، وبالفعل أجريت الفحوصات على عينة من الدم، بعد ذلك قال الطبيب : إن مرض ابنك هو سرطان الدم!!
تُتابع صاحب التجربة وتقول بدأت بعد ذلك رحلة العلاج بالمواد الكيماوية، وظهر على الطفل بعض التحسن القليل، ولكن الطفل بعد عدة أيام انتكست حالته وبدأت الخلايا السرطانية تعاود نشاطها من جديد، طرقت الأم أبواب المستشفيات الأخرى، وكانت قد سمعت عن شيخ يقرأ على الناس القرآن،فذهبت إليه وأخذ يقرأ عليه قوله تعالى “لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ” والآيات الأخيرة من سورة الحشر لمدة ثلاثة أسابيع، وبعد انتهاء المدة ذهبت به إلى المستشفى وأجريت له فحوصات أخرى، وكانت المفاجأة الكبرى أنهم قالوا لها: لا أثر للخلايا السرطانية! ولا شك أن ذلك كله كان ببركة تلاوة سورة الحشر.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الشرح
أسرار سورة الحشر
وردت عدة أحاديث تدل على فضائل وخواص سورة الحشر ومن ذلك حديث: “من قال حين يصبح ثلاثَ مراتٍ: أعوذُ بالله السميعِ العليمِ من الشيطانِ الرجيمِ، وقرأ ثلاثَ آياتٍ من آخرِ سورةِ الحشرِ، وكَّل اللهُ به سبعين ألفَ ملَكٍ يصلُّون عليه حتى يُمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدًا، ومن قالها: حين يُمسي كان بتلك المنزلةِ”. (( الراوي : معقل بن يسار | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : نتائج الأفكار، الصفحة أو الرقم: 2/405 | خلاصة حكم المحدث : له شواهد ))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قرأَ خواتيمَ سورةِ الحشرِ في ليلٍ أوْ نهارٍ فماتَ من يومِهِ أوْ ليلتِه فقد أوْجَبَ اللهُ لهُ الجنةَ”. (( الراوي: أبو أمامة الباهلي | المحدث: العراقي | المصدر: تخريج الإحياء، الصفحة أو الرقم: 1/442 | خلاصة حكم المحدث: إسناده ضعيف ))
أَتَى رَجُلٌ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أصَابَنِي الجَهْدُ، فأرْسَلَ إلى نِسَائِهِ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُنَّ شيئًا، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ألَا رَجُلٌ يُضَيِّفُهُ هذِه اللَّيْلَةَ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ؟ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ فَقالَ: أنَا يا رَسولَ اللَّهِ، فَذَهَبَ إلى أهْلِهِ، فَقالَ لِامْرَأَتِهِ: ضَيْفُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا تَدَّخِرِيهِ شيئًا، قالَتْ: واللَّهِ ما عِندِي إلَّا قُوتُ الصِّبْيَةِ، قالَ: فَإِذَا أرَادَ الصِّبْيَةُ العَشَاءَ فَنَوِّمِيهِمْ، وتَعَالَيْ فأطْفِئِي السِّرَاجَ ونَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ، فَفَعَلَتْ، ثُمَّ غَدَا الرَّجُلُ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: لقَدْ عَجِبَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ مِن فُلَانٍ وفُلَانَةَ فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: “وَيُؤْثِرُونَ علَى أنْفُسِهِمْ ولو كانَ بهِمْ خَصَاصَةٌ”. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4889 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
جاء عن الإمام الصادق بعض الآثار في خواص وأسرار سورة الحشر مثل: “من قرأها ليلة جمعة أمِن من بلائها إلى أن يُصبح. ومن توضّأ عند طلب حاجة ثمّ صلّى أربع ركعات يقرأ في كلّ ركعة الحمد والسورة إلى أن يفرغ من الأربع ركعات ويتوجّه إلى حاجة ، يسهّل الله أمرها”. (( تفسير البرهان ٥ : ٣٣١ / ١٠٦٠٠ ))
من الأسرار التي نكشفها عن سورة الحشر لتسهيل فهمها وحفظها أنها ركزت على أنه لا شيء مخلوق قائم بذاته إلا بإذن الله العزيز الحكيم، وقد تكررت فيها {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} مرتين، بالإضافة إلى 20 من أسمائه الحسنى. وهذه الأسماء تشير إلى صفات الكمال والتنزيه عن كل نقص أو عيب، من العزة في الملك، والعلم والخبرة والحكمة في تصريف شؤونه، فهو الخالق، البارئ، المصور يلزم مخلوقاته على الطاعة بالترغيب رأفة وسلام ورحمة، وبالترهيب فهو مهيمن أي رقيب على كل خلقه بأعمالهم، جبار، متكبر، لا إله الا هو المعبود بحق، لا تملك المخلوقات إلا الإذعان له وتسبيحه. لذلك لم تتكرر الأسماء السلام، المؤمن، المهيمن، الجبار، المتكبر، إلا في هذه السورة.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة البينة