سوف نتناول اليوم قضية هامة وهي حكم الاجهاض في الاسلام، المقصود بالاجهاض هو فقدان الحمل قبل اكتماله، وقد يحدث هذا الاجهاض طبيعيا بدون تدخل من المرأة سواء بسبب أن الحمل ضعيف أو لعدم اكتمال نمو الجنين بالشكل الطبيعي، وفي هذه الحالة ليس هناك إثم لأنه أمر خارج عن إرادة المرأة ولم تسعى اليه.
وهناك حالات أخرى مثل أن تكون معها أبناء كثيرة والحمل يشق عليها، أو أن إكمال الحمل خطر على حياة الأم وحتى نحافظ على حياتها لابد من اسقاطه، في هذه الحالة لابد من تقارير طبية لطبيب مسلم يؤكد ضرورة اجهاض الحمل خوفا على حياة الأم كونها هي الأصل، ومن هنا يتضح أن الاجهاض اذا كان لسلامة الأم وبعذر شرعي فلا يوجد اثم ولا كفارة على الأم، وإذا كان حدوث الاجهاض بدون عذر يجب على الأم الكفارة وهي بالاستغفار وليس بالمال، ويعتبر الاجهاض في الاسلام من الأمور الخطيرة لأنه ازهاق وتعدي على كائن سوف ينمو ويكون نفس مؤمنة بالله.
حكم الاجهاض في الاسلام
حكم الإجهاض في الاسلام قبل نفخ الروح: خلال الأسابيع الأولى، أي قبل نفخ الروح وقبل اتمام الأربعة أشهر، ولقد اختلف الفقهاء في ذلك فمنهم من أجاز الاجهاض قبل نفخ الروح للضرورة مثل فقهاء الحنفية بينما المالكية حرم الإجهاض قبل نفخ الروح وأنه يجب اخراج الكفارة إذا حدث الاجهاض، أما الحنابلة والشافعية فقد اتفقا على تحريم الاجهاض قبل نفخ الروح في الجنين وتم ذكر السبب في ذلك بأن النطفة بعد أن تستقر في الرحم تكون جاهزة ومهيأة للتخليق ونفخ الروح وألزموا الغرة والكفارة على الاجهاض قبل نفخ الروح.
حكم الاجهاض في الاسلام بعد نفخ الروح: لقد اتفق جمهور الفقهاء في الحكم حيث أجمعوا على تحريم الإجهاض بعد اتمام الجنين 4 أشهر حيث يتم نفخ الروح في الجنين، حيث روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال ( أن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح) لذلك فإن الإجهاض بعد نفخ الروح لايجوز وحرام شرعا لأنه يعتبر قتل للنفس.
حكم الاجهاض في الاسلام من الأمور التي يوجد فيها حالات عديدة، والأصل أنه لايجوز اسقاط الحمل الا في وجود عذر شرعي يبيح ذلك، ويختلف الحكم اذا كان الحمل أكمل أربعون يوما ويترتب مصلحة على اسقاط ويدفع ضرر عن الأم، وغير ذلك من المبررات الشرعية، أما بعد نفخ الروح في الجنين يكون أصبح نفس ويختلف الحكم في ذلك حيث أنه من المحرم التعدي على الجنين في هذا الحال.
وقد صرح الدكتور أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن كفارة الاجهاض بدون عذر مرضي وتقرير طبي من طبيب مسلم موثوق به هي الاستغفار فقط.
اجهاض الحمل لجنين مشوه يجوز لأن الاجهاض في هذه الحالة دفعا للضرر، ويأتي ذلك بعد إجراء الفحوص المختبرية التي تثبت تشوه الجنين بشكل غير قابل لأي علاج، وإذا استمر الحمل واكتمل يكون حياته كلها ألم على أهله وعليه يجوز في هذه الحالة الاجهاض.
كفارة الإجهاض
لا يجوز للمرأة الحامل أن تجهض الجنين إلا إذا كان هناك خطر شديد يهدد حياتها، وإذا فعلت ذلك بدون عذر شرعي يقع عليها الإثم ويجب عليها كفارة الاجهاض وذلك بأن تستغفر الله وتتوب اليه وتتصدق كثيرا، ومن الأمور التي تبيح الاجهاض وجود خطر يهدد حياتها مع ضرورة وجود تقارير طبية تثبت ذلك، ويكون الاجهاض قبل اتمام الجنين 4 أشهر أي قبل أن يتم نفخ الروح بالجنين، ولكن بعد نفخ الروح لا يجوز ذلك ويجب الكفارة.