تجربتي مع سورة المزمل

تجربتي مع سورة المزمل من التجارب شديدة التأثير في نفس المسلم حيث تتضمن آيات سورة المزمل توجيهًا إلهيًا بقيام الليل وترتيل القرآن والتبتل إلى الله؛ والصبر على تحمل ثقل الوحي وأعباء الدعوة إلى دين الله، وتُعد سورة المزمل هي السورة الثالثة من حيث ترتيب نزول سور القرآن الكريم.

تجربتي مع سورة المزمل

تجربتي مع سورة المزمل

تقول إحدى السيدات: تجربتي مع سورة المزمل للزواج كانت بعد أن توفى زوجي ومعي أربع بنات ولم أنجب ذكورا، وكان عمر الكبري 6 سنوات وقتها، عشت عمري كله في تربيتهن، وعانيت الإنفاق عليهن من معاش زوجي ومن مرتب وظيفتي البسيط، ومع هذا تمنيت ذلك اليوم الذى أري ابنتي عروسة تتزوج من شاب يعوضها عن الأب والأخ، ومضت الأيام حتى بلغت ابنتي خمسة وعشرين عاما، ولم يتقدم شخص مناسب للزواج منها، فلم أتردد في قراءة سورة المزمل مرات عديدة بنية زواج ابنتي، وكل يوم كنت أقرأ سورة المزمل 40 مرة يوميا والتزمت بالمداومة على قراءة سورة المزمل، لمدة عشرين يوما، وبعدها تقدم لابنتى طبيب من أسرة طيبة، وأدعو الله لجميع بناتي بالزوج الصالح.

تحكي إحدى الفتيات تجربتها مع سورة المزمل للزواج من شخص معين فتقول: كنت أعشق شابا أكبر مني بخمس سنين، ولكننا افترقنا لسنوات كثيرة، وكلما جائني عريس أجد نفسي أرفض بدون سبب، بالرغم من أن كل الشباب الذين يتقدمون لخطبتي من أسر وعائلات محترمة، بعد ذلك بدأت أفكر في ضرورة زواجي خصوصا بعد العتاب المستمر من والداتي وأخواتي البنات، وأدركت أنني مقصرة مع ربي، فبدأت بالحرص على الصلاة والمواظبة عليها، وقراءة القرآن الكريم، وكنت علمت أن سورة المزمل ذات مفعول سحري للزواج من شخص معين، فقرأ بنية تيسير الزواج من الزوج الصالح، وكانت المفاجأة السارة، حيث طرق الشاب الذي كنت أحبه بابنا وطلبنا للزواج، ويسر الآن لنا الزيجة، ومعنا الآن طفلين والحمد لله.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة العلق

أسرار سورة المزمل

سورة المزمل

تعظم أسرار سورة المزمل حيث وردت العديد من الأحاديث التي تدل على خواص هذه السورة ومكانتها ومن ذلك ما ثبت عن السيدة عائشة أنها سُئلت: أخبِريني عن خُلقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت: ألسْتَ تقرَأُ القرآنَ ؟ قُلْتُ: بلى قالت: خُلُقُ نبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان القرآنَ قال: فهمَمْتُ أنْ أقومَ ولا أسأَلَها عن شيءٍ فقُلْتُ: يا أمَّ المؤمنينَ أنبِئيني عن قيامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت: ألسْتَ تقرَأُ هذه السُّورةَ {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}؟ قُلْتُ: بلى قالت: فإنَّ اللهَ جلَّ وعلا افترَض القيامَ في أوَّلِ هذه السُّورةِ فقام نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابُه حَولًا حتَّى انتفخَت أقدامُهم وأمسَك اللهُ خاتمتَها اثنَيْ عشَرَ شهرًا في السَّماءِ ثمَّ أنزَل اللهُ جلَّ وعلا التَّخفيفَ في آخِرِ هذه السُّورةِ فصار قيامُ اللَّيلِ تطوُّعًا بعدَ فريضتِه. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2551 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))

قال عبد الله بن مسعود: لما نزلت أولُ المُزمِّلِ كانوا يقومون نحوًا من قيامِهم في شهرِ رمضانَ حتى نزل آخرُها وكان بين أولِها وآخرِها سنةٌ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 1305 | خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح] ))

عن عبد الله بن مسعود أنه قال: اجتَمَعَتْ قُرَيشٌ في دارِ النَّدوةِ فذكَروا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال بعضُهم ساحرٌ قالوا ليس بساحرٍ وقال بعضُهم كاهنٌ قالوا ليس بكاهنٍ وقال بعضُهم مجنونٌ قالوا ليس بمجنونٍ قالوا يُفرِّقُ بَيْنَ الحبيبِ وحبيبِه فصدَر المُشرِكونَ على ذلكَ فبلَغ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فزُمِّل في ثيابِه ودُثِّر فأنزَل اللهُ عزَّ وجلَّ {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}. (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الطبراني | المصدر : المعجم الأوسط، الصفحة أو الرقم: 2/319 | خلاصة حكم المحدث : حسن الإسناد ))

من أسرار سورة المزمل أن مقصدها يتضح في الخمس آيات الأولى التي تحكي قصة تزمل الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم الأمر بقيام الليل وترتيل القرآن لأن فيهما الاستعانة على ما سيُلقى من قول ثقيل، وتطبيق ما فيه من الأوامر، والقيام بطاعة الله، والاستعانة على الصبر على الأذى والتوكل على الله وحده، فهو الذي يحاسب كل عامل بعمله.

تلخص الآية قبل الأخيرة هذا المقصد بأن هذه السورة (وكذلك القرآن) تذكرة، والإنسان مخير بأن يفعل ما يشاء، والأولى له أن يتبع سبيل الله: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً (19)}.

قال الإمام برهان الدين البقاعي: نزلت سورة المزمل للإعلام بأن محاسن الأعمال تدفع الأخطار والأوجال، وتخفف الأحمال الثقال، ولاسيما الوقوف بين يدي الملك المتعال، والتجرد في خدمته في ظلمات الليال، فإنه نعم الإله لقبول الأفعال والأقوال، ومحو ظلل الضلال، والمعين الأعظم على الصبر والاحتمال، لما يرد من الكدورات في دار الزوال.

اقرأ أيضا: تفسير سورة المزمل للأطفال

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version