تجربتي مع سورة الإنسان

تجربتي مع سورة الإنسان من أعظم تجارب قراءة سور القرآن الكريم، حيث أنها ذات فوائد عديدة، وتُعتبر سورة الإنسان من سور المُفصّل، وقد نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بعد سورة الرحمن.

تجربتي مع سورة الإنسان

تجربتي مع سورة الإنسان

تقول إحدى الفتيات: تجربتي مع سورة الإنسان بدأت عندما كنت أعاني من كوابيس وأحلام مزعجة مستمرة، أتذكر جميع الأحلام والكوابيس التي تمر علي، حتى إن بعض الكوابيس التي أذكرها مرت علي منذ ثلاث سنوات، وأستيقظ على الحال التي كنت عليها أثناء الحلم وقد أتكلم وأنا نائمة أحياناً، ولا أستطيع التمييز بين الواقع وما رأيته في الحلم، هناك شخصية رأيتها عدة مرات في الحلم أشعر بأنها حقيقية وأعيش معها بل وأكن لها مشاعر كبيرة، ولذلك ساءلت أحد المتخصصين عن ذلك فقال لي: السبب هو أن حركة الدماغ قد تكون شديدة جدًّا في بعض الأحيان خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم بعض سمات وأعراض القلق، خاصة في مرحلة اليفاعة ومرحلة البلوغ وما بعدها، والذي أتصوره أن هذه الأحلام المزعجة قد تكون مرتبطة بهذه الحركة الدماغية، والتي هي في الأصل مرتبطة بالقلق.

تتابع الفتاة وتقول أن هذا المتخصص الذي لجأت إليه نصحها بأن تحرص على قراءة أذكار النوم، وتلاوة سورة الإنسان كل يوم قبل النوم على طهارة بعد أداء ركعتين، وبالفعل استجابت الفتاة لتلك النصائح، ولاحظت تأثير قراءة سورة الإنسان عليها، حيث انتهت جميع الكوابيس التي كانت تزعجها وأصبحت تحظى بنوم هانئ.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الرحمن

أسرار سورة الإنسان

سبب تسمية سورة الإنسان

تكثر الأسرار التي تمتاز بها سورة الإنسان، حيث وردت العديد من الأحاديث في فضلها ومنها ما جاء عن أبي بن كعب رضي الله عنه: “مَنْ قرأ سورة الإنسان كان جزاؤه على الله جَنَّة وحريرًا”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 309 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: “أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يَقْرَأُ في صَلَاةِ الفَجْرِ، يَومَ الجُمُعَةِ: الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ، وَهلْ أَتَى علَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ، وَأنَّ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يَقْرَأُ في صَلَاةِ الجُمُعَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ، وَالْمُنَافِقِينَ”. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 879 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

ومن خواص سورة الإنسان: كان علِيًا رضِي اللَّهُ عنهُ كان أعبدَ النَّاسِ : يصومُ النَّهارَ ، ويقومُ اللَّيلَ ، ومنه تَعلَّمَ النَّاسُ صلاةَ اللَّيلِ ونوافِلَ النَّهارِ ، وأكثَرُ العباداتِ والأَدعيةِ المأثورةِ عنه تستوعِبُ الوقتَ، ولم يُخِلَّ في صلاةِ اللَّيلِ – حتَّى في ليلةِ الهَريرِ. وقال ابنُ عبَّاسٍ : رأيتُهُ في حربِهِ وهو يَرقبُ الشَّمسَ ، فقُلتُ : يا أميرَ المؤمنينَ ماذا تصنَعُ ؟ قال : أَنظرُ إلى الزَّوالِ لِأُصَلِّيَ . فقلتُ : في هذا الوقتِ ؟ فقال : إِنَّمَا نقاتِلُهم علَى الصَّلاةِ . فلمْ يغفَلْ عن فِعلِ العبادَاتِ في أوَّلِ وقتِها في أصعَبِ الأوقَاتِ . وجمعَ بينَ الصَّلاةِ والزَّكاةِ ، وتصدَّقَ وهوَ راكِعٌ ، فأنزلَ اللَّهُ تعالى فيه قُرآنًا يُتلى: “هَلْ أَتَى عَلَى الإنسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ”. (( الراوي : عبد الله بن عباس | المحدث : ابن تيمية | المصدر : منهاج السنة، الصفحة أو الرقم: 7/495 | خلاصة حكم المحدث : غير ثابت ))

نجد مقصد سورة الإنسان في الآيات الثلاثة الأولى وهو أن الله خلق الإنسان وأنعم عليه ليبتليه هل يشكر أم يكفر، ثم باقي السورة في بيان مصير الشاكر والكافر. أي أن مقصد خلق الإنسان هو أن يعرف الله ويشكره على نعمة الإيجاد وعلى الوعد بالنعيم في الجنة. الله خلق الإنسان ولم يك شيئاً فجعله سميعاً للكلام بصيراً للآيات وهداه إلى طريق الحق ليبتليه أيشكر أم يكفر.

فهذه نعم عظيمة حصل عليها الإنسان في الدنيا بدون سابق فضل منه أو شيء قدمه يستحق الشكر. جعل الله جزاء شكرها الفوز في الآخرة بجنات وسرور ونعيم وملك كبير، وجزاء كفرها عذاب في النار وسعير. إنه ابتلاء رابح بالاختيار بين سبيل السعادة أو سبيل الشقاء، بل هو حق وواجب لمن وفقه الله أن يختار الإنسان السعادة بمعرفة الله المنعم، وشكره وطاعته باتباع الفطرة، وأن يعرض عن الشقاء بالكفر بالله المنعم وعصيانه بمخالفة الفطرة.

قال الإمام برهان الدين البقاعي:  مقصود سورة الإنسان ترهيب الإنسان بما دل عليه آخر القيامة من العرض على الملك الديان بتعذيب العاصي في النيران وتنعيم المطيع في الجنان بعد جمع الخلائق كلها الإنس والملائكة والجان وغير ذلك من الحيوان، ويكون لهم مواقف طوال وأهوال وزلزال، لكل منها أعظم شأن، وأدل ما فيها على ذلك الإنسان بتأمل آيته وتدبر مبدئه وغايته، وكذا تسميتها بهل أتى وبالدهر وبالأمشاج من غير ميل ولا اعوجاج.

اقرأ أيضا: أسباب نزول سورة الإنسان

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *