تجربتي مع سورة الزخرف من التجارب ذات الآثار العظيمة على النفس، وتُعتبر سورة الزخرف من سور المثاني، وتبلغ عدد آياتها تسعًا وثمانين آيةً، وقد نزلت بعد سورة فصلت.
تجربتي مع سورة الزخرف
تقول إحدى الفتيات: تجربتي مع سورة الزخرف من التجارب شديدة الأهمية في حياتي، فأنا فتاة أبلغ سبعة عشر عاما، عندما كنت في المرحلة الابتدائية كانت حياتي طبيعية، لكن تغيرت عندما أصبحت في المرحلة المتوسطة، صارت تحدث معي أمور غريبة، وأحلام مزعجة، أرى رجلا ملامحه غير واضحة يلاحقني وأنا خائفة ثم تطورت الأمور عندما أصبحت في الصف الثالث متوسط فبدأت أرى خيالات سوداء تمر بجانبي وأرى في المنام إني في عرس، وقد تكرر هذا الحلم أكثر من مرة، فبدأت أبكي من دون سبب، وأشعر بضيق في التنفس، وشرود الذهن طوال الوقت،
تتابع: ومرة كنت نائمة واستيقظت في الساعة الثانية ونصف ليلا، كنت خائفة ومرعوبة، فجأة استدرت على يساري ورأيت شيئا لا يصدق، رأيت رجلا لونه ازرق نائم بجواري مع ضحكة مليئة بالخبث، ارتعدت فرائصي لما رأيت، وبدأت في الصراخ، عندما سمع أهلي صوت صراخي، انطلقوا إليّ، يحاولون تهدئتي، ويسألونني عما حدث، فلما أخبرتهم، ذهبوا بي إلى أحد المشايخ الذي طالبني بالالتزام، وقراءة سورة الزخرف بشكل يومي مع الثقة في الله أنه قادر على تخليصي من هذه الشرور، وبالفعل بعد المواظبة على قراءة السورة والالتزام، تحسن الوضع كثيرا، صحيح كانت تواجهني بعض المشاكل في البداية، ولكن الآن ما دُمت محافظة على قراءة سورة الزخرف، فلا تواجهني نفس تلك الكوابيس والهواجس السيئة.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الدخان
أسرار سورة الزخرف
تكثر أسرار سورة الزخرف حيث وردت بعض الدلائل على فضل هذه السورة ومكانتها، فقد جاء عن الصحابي الجليل أبي بن كعب: “من قرأ سورة ( الزخرف ) كان ممّن يقال له يوم القيامة : يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون ، ادخلوا الجنّة بغير حساب”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 252 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لقد عُلِّمْتُ آيةً من القرآنِ ما سألني عنها رجلٌ قطُّ فما أدري أَعَلِمها الناسُ فلم يسألوا عنها أم لم يَفْطِنوا لها فيسألوا عنها ثم طَفِقَ يُحدِّثنا فلما قام تلاومنا أن لا نكونَ سألناهُ عنها فقلتُ : أنا لها إذا راح غدًا فلما راح الغدَ قلتُ : يا ابنَ عباسٍ ذكرتَ أمسَ أنَّ آيةً من القرآنِ لم يسألك عنها رجلٌ قطُّ فلا تدري أعلمها الناسُ فلم يسألوا عنها أم لم يَفطنوا لها فقلتُ : أَخْبِرْني عنها وعن اللاتي قرأتَ قبلها قال : نعم. إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال لقريشٍ : يا معشرَ قريشٍ إنَّهُ ليس أحدٌ يُعْبَدُ من دونِ اللهِ فيهِ خيرٌ وقد عَلِمَتْ قريشٌ أنَّ النصارى تعبدُ عيسى بنَ مريمَ وما تقولُ في محمدٍ فقالوا : يا محمدُ ألست تزعمُ أنَّ عيسى كان نبيًّا وعبدًا من عبادِ اللهِ صالحًا فلئن كنتَ صادقًا فإنَّ آلهتهم لكما تقولون قال : فأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ في سورة الزخرف { وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ } قال : قلتُ : ما يصِدُّون قال : يضجُّون { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ } قال : وهو خروجُ عيسى ابنِ مريمَ عليهِ السلامُ قبل يومِ القيامةِ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 4/329 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
من خواص سورة الزخرف ورود دعاء السّفر ضِمن آياتها كما جاء في الحديث الشريف: “أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كان إذا سافَر فركِب على راحلتِه كبَّر ثلاثًا ثمَّ قال:”سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ* وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ“، يقرَأُ الآيتينِ ثمَّ يقولُ:”اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُك في سفري هذا البِرَّ والتَّقوى ومِن العملِ ما ترضى اللَّهمَّ هوِّنْ علينا السَّفرَ واطوِ لنا الأرضَ اللَّهمَّ أنتَ الصَّاحبُ في السَّفرِ والخليفةُ في الأهلِ اللَّهمَّ اصحَبْنا في سفرِنا فاخلُفْنا في أهلِنا، وكان إذا رجَع قال:”آيِبونَ تائِبونَ لرَبِّنا حامِدونَ”. (( الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 2/234 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
يتمثل مقصد سورة الزخرف في التنبيه على شرف القرآن وفضله: أقسم تعالى به وأثنى عليه، ففيه للناس الخير كلّه، قرآن مبين، أصله عند الله (في اللوح المحفوظ)، عليّ، حكيم، أمر به الله ليتدبروا آياته ويهتدوا به. ولم يكن برحمته ليتركهم على ضلالهم وإن كانوا مسرفين معرضين بدون أن يذكرهم بكتابه، فنبههم لما خلقوا لأجله وهو عبادة الله وحده لا شريك له ونهاهم عن عبادة الأصنام والأنداد.
اقرأ أيضا: أسباب نزول سورة الزخرف