تجربتي مع سورة المسد
تجربتي مع سورة المسد من التجارب التي يبحث عنها الكثير من الناس لارتباطها بانتقام الله تعالى، وقد نزلت هذه السورة في مكة المكرمة، وهي من أولى سور القرآن الكريم نزولًا، فهي السورة السادسة من حيث ترتيب النزول.
تجربتي مع سورة المسد
يقول أحد الإخوة: تجربتي مع سورة المسد لرد المظالم من التجارب النافعة حيث كنت أعتاد على قرائتها وتكرار عشرات المرات كل يوم بنية انتقام الله من ظلمني، وبعد الانتهاء من قرائتها كنت أدعو الله تعالى وأقول: رفعت يدي إلى الله وقلت يا رب أغلقت الأبواب إلا بابك وانقطعت الأسباب إلا إليك ولا حول ولا قوة إلا بك يا رب اللّهم إنّي ومن ظلمني من عبيدك نواصينا بيدك تعلم مستقرّنا ومستودعنا وتعلم منقلبنا ومثوانا وسرّنا وعلانيتنا وتطلع على نيّاتنا وتحيط بضمائرنا اللهم عليك بمن ظلمنا، وبالفعل كانت السورة سببًا في الانتقام ممن ظلموني حيث أراني الله فيهم عجائب قدرته بفضل هذه السورة المباركة.
يقول أحد العلماء عن تجربته مع قراءة سورة المسد وتدبرها وكيف وجدها مناسبة لما قبلها من السور: هذه السورة وإن نزلت على سبب خاص وفي قصة معلومة فهي مع ما تقدمها واتصل بها في قوة أن لو قيل: قد انقضى عمرك يا محمد، وانتهى ما قلدته من عظيم أمانة الرسالة أمرك، وأديت ما تحملته وحان أجلك، وأمارة ذلك دخول الناس في دين الله أفواجاً، واستجابتهم بعد تلكؤهم، والويل لمن عاندك وعدل عن متابعتك وإن كان أقرب الناس إليك. فقد فصلت سورة {قل يا أيها الكافرون} بين أوليائك وأعدائك، وبان بها حكم من اتبعك من عاداك، ولهذا سماها عليه الصلاة والسلام المبرئة من النفاق، وليعلم كفار قريش وغيرهم أنه لا اعتصام لأحد من النار إلا بالإيمان، وأن القرابات غير نافعه ولا مجدية شيئاً إلا مع الإيمان.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الضحى
أسرار سورة المسد
من أسرار سورة المسد التي يكشفها الإمام الصادق: «من قرأها على المغص سكّنه اللّه و أزاله، و من قرأها في فراشه كان في حفظ اللّه و أمانه».
عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال : «إذا قرأتم : {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (( المسد : 1] ))فادعوا على أبي لهب، فإنّه كان من المكذبين الذين يكذّبون بالنبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و بما جاء به من عند اللّه عزّ و جلّ».
احتوت السورة على أربعة موضوعات كما يلي:
- الآية الأولى: هلاك أبي لهب في الدنيا جزاء ما كسبت يداه من الأعمال السيئة في الصد عن سبيل الله، والافتراءات الخسيسة الخاسرة على رسول الله، يقول: إنه صابئ، كاذب، ساحر، تباً له. افتتحت السورة بكلمة تبت إشارة إلى الزجر والإنذار الشديد لأبي لهب، وقد خسر وهلك، وللكافرين أمثاله من أن يأتوا فعله، ووعيد لهم إن لم يرتدعوا ينزجروا بالتباب مثله، وهو الخسران المؤدي إلى الهلاك.
- الآية الثانية: لم يغن عنه ماله وما كسب: في عداوته النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في دفع النار عنه يوم القيامة. فالمال والبنون وكل ما كسب الإنسان هو تسخير من الله ليستعين به الإنسان على العبادة والعمل الصالح في الدنيا والفوز بحسن استخدامه كما أمر الله في الآخرة. وهو متاع مؤقت زائل جعله الله فتنة واختباراً للناس ليبلوهم أيهم أحسن عملاً، فتنال به الدرجات يوم القيامة، وليس قوّة وجاهاً يدفع به للصد عن سبيل الله المؤدّي إلى العذاب.
- الآية الثالثة: الوعيد لأبي لهب بأنه سيموت كافراً، وكان وعيده حقاً، وسيصلى ناراً ذات لهب، جزاء أفعاله؛ والإنذار لمن يسيء مثله استخدام النعمة فيستقوي بها على الضعفاء وعلى محاربة الحق.
- الآيات الرابعة والخامسة: يشترك مع الكافرين المكذبين في العذاب كل من أعانهم على تنفيذ أذاهم وعدوانهم على الضعفاء ومحاربة دين الله. والوعيد لهم بالخسران مثل امرأته التي عاونته، فحالها في جهنم في الذل (بعد ما كانت فيه من الشرف والعز) وهي تحمل على ظهرها حزمة من حطب جهنم، كحالها في الدنيا، كانت كالحطابة التي تحمل الحزمة وتربطها في جيدها، تحقيراً لشأنها، فجيد المرأة تضع عليه زينتها لا تشد إليه حبل من الليف.
مقصد سورة المسد هو البت والقطع الحتم بخسران الكافر ولو كان أقرب الخلق إلى أعظم الفائزين، اللازم عنه أن شارع الدين له من العظمة ما يقصر عن الوصف، فهو يفعل ما يشاء لأنه لا كفو له أصلاً، حثاً على التوحيد من سائر العبيد، ولذلك وقعت بين سورة الإخلاص المقرون بضمان النصر وكثرة الأنصار، واسمها تبّت واضح الدلالة على ذلك.