تجربتي مع سورة الضحى

تجربتي مع سورة الضحى من أكثر التجارب المطمئنة للنفس، فقد نزلت هذه السورة تثبيتًا لفؤاد النبي صلى الله عليه وسلم بعد انقطاع الوحي عنها، وهي السورة الحادية عشر من حيث ترتيب نزول سور القرآن الكريم.

تجربتي مع سورة الضحى

تفسير سورة الضحى للأطفال

يقول أحد الإخوة: تجربتي مع سورة الضحى بمثابة رسالة لكل من يشعر بالوحدة في هذا الزمان، ولكل لمن تخلي عنه أحب الناس إليه والخلان في موقف هو بحاجتهم أن يقفوا بجانبه، وإلى كل من ضاقت به الدنيا بما رحبت وضل الطريق وتركه الصديق وتخلي عنه الحبيب والعزيز والرفيق، تبدأ قصتي عندما تعرضت لبعض الظروف الصعبة منذ أكثر من عشر سنوات حيث كان هناك شراكة بيني وبين شخص في محل تجاري، وضاقت بي الأحوال وعانيت من المشاكل، وانتهى الأمر بي إلى الدخول في أزمة مادية طاحنة، ولم أجد من يقف بجانبي او يرشدني أو ينصحني للتوجيه في حل تلك المشكلة.

يتابع: عندما يوم الخميس، صليت صلاة العشاء في مسجد قريب من بيتنا، ودعوت الله كثيرا وألححت بالدعاء بأن يفرج الله همي ويفك كربي وينقذني من ضيقي الذي أنا فيه، وفي صباح يوم الجمعة قبل الفجر رأيت رؤيا أنني أقف أمام باب الكعبة وأرفع يداي للدعاء وكان هناك رجل بجانبي يرتدي اللباس الأبيض ولم أري وجهه، ولكنه كان مشعا بالنور، وأخذ يقول لي عليك بسورة الضحي.. الضحي ..الضحي..وكرر قراءة السورة 10 مرات، وانتهت الرؤيا، والعجيب أنني لم أكن أحفظ آياتها جيدًا، فإذا بي أستيقظ وأنا أحفظها تماما.

يُكمل: اقترب موعد صلاة الجمعة، فقمت بتجهيز نفسي للصلاة وصلينا صلاة الجمعة، ومن المصادفات المذهلة التي حدثت أن الشيخ في الركعة الأولى من صلاة الجمعة قرأ سورة الضحي، فانتبهت إلى الرؤيا واعتبرت بما فيها من إشارة، فالله يريدني أن أتمسك بهذه السورة؛ لأنه فيها الفرج من عند الله، وأذكر أنني استمريت على قراءتها يوميا مئات المرات، فهي من السور الصغيرة الجميلة، وكنت أقرأها ليل نهار، وخلال عشر أيام فقط من المواظبة على قراءة سورة الضحى، تحسنت أحوالي المادية كثيرا وزالت همومي، وفرجت من حيث لا أحتسب بحمد الله وبركة سورة الضحى.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الرحمن

أسرار سورة الضحى

 

سورة الضحى

هناك العديد من الأسرار والفضائل المرتبطة بسورة الضحى ومن ذلك ما ثبت أن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أُصيب بالهمّ والغمّ في بداية دعوته؛ لانقطاع الوحي؛ أي جبريل عنه خمس عشرة ليلةً؛ لحكمةٍ عَلِمها الله -عزّ وجلّ-، وقيل انقطع الوحي اثني عشر يوماً، وقيل خمسة وعشرين يوماً، وقيل أربعين يوماً، فبدأ كفّار قريش، ومنهم زوجة أبو لهب وقال له: يا مُحَمَّدُ، إنِّي لَأَرْجُو أنْ يَكونَ شيطَانُكَ قدْ تَرَكَكَ، لَمْ أرَهُ قَرِبَكَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ – أوْ ثَلَاثَةٍ – فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {وَالضُّحَى واللَّيْلِ إذَا سَجَى، ما ودَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلَى}. [1]

روي أنَّ جَرْوًا دخلَ البيتَ ودخلَ تحتَ السَّريرِ وماتَ فمكثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أيَّامًا لا ينزِلُ عليه الوحْيُ فقال يا خولَةُ ما حدَثَ في بيتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جبريلُ لا يَأْتِينِي فهَلْ حدَثَ في بيتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حدَثٌ فقُلْتُ ما أتى علَيْنَا يومٌ خيرٌ من يومِنا فأخذَ بُرْدَهُ فلَبِسَهُ وخرَجَ فقلْتُ لو هَيَّأْتِ البيتَ وكنستِهِ فأهويْتُ بالمِكْنَسَةِ إلى السريرِ فإذا شيءٌ تحْتَ ثقيلٌ فلم أزلْ حتَّى أخْرَجْتَهُ فإذا جروٌ ميِّتٌ فأخذْتُهُ بِيَدِي فأَلْقَيْتُهُ خلفَ الدارِ فجاءَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تَرْعَدُ لِحْيَتُهُ وكان إذا أتى الْوَحْيُ أخذَتْهُ الرِّعْدَةُ فقال يا خولَةُ دَثِّريني فأَنْزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ وَالضُّحَى واللَّيلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى. [2]

عُرِض علَيَّ ما هو مفتوحٌ لِأُمَّتي بعدي فسرَّني فأنزَل اللهُ تعالى {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} إلى قولِه {فَتَرْضَى} أعطاه اللهُ في الجنَّةِ ألفَ قصرٍ مِن لؤلؤٍ ترابُها المِسكُ في كلِّ قصرٍ ما ينبغي له. [3]

ومن الأسرار التي نكشفها لفهم سورة الضحى وتسهيل حفظها: أنها احتوت على ثلاثة موضوعات، في ثلاثة مجموعات من الآيات، تتحدث عن عطاء الله وتكريمه للإنسان، كما يلي:

  • الآيات (1-5) أقسم سبحانه بوقت الضحى، وبالليل إذا سكن بالخلق واشتد ظلامه، أنه ما تركك (أيها النبي) ربك، وما أبغضك بإبطاء الوحي عنك. ولَلدَّار الآخرة خير لك من الأُولَى، ولسوف يعطيك ربك حتى ترضى بذلك. الخطاب موجه للنبي وهو كذلك للمؤمنين.
  • الآيات (6-8) بدليل أنه: ألم يَجِدْك يتيماً فآواك؟ ووجدك ضالاً فعلَّمك وهداك بالقرآن؟ ووجدك فقيراً فأغناك بالرزق وبالقناعة والصبر؟
  • الآيات (9-11) يأمر تعالى بثلاث أشياء لكي تدوم وتزداد تلك النعم الثلاث: فأما اليتيم فلا تُسِئْ معاملته، وأما السائل فلا تزجره، واقض حاجته، وأمّا بنعمة ربك التي أسبغها عليك فابذلها لهم وتحدث بها.

اقرأ أيضا: فضل سورة الضحى

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

المراجع
  1. الراوي : جندب بن عبدالله | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4950 | خلاصة حكم المحدث : صحيح []
  2. الراوي : جدة حفص القرشي | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/141 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] أم حفص لم أعرفها‏‏ []
  3. الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الطبراني | المصدر : المعجم الأوسط، الصفحة أو الرقم: 1/179 | خلاصة حكم المحدث : لم يرو هذا الحديث عن معاوية إلا مروان []

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *