تجربتي مع سورة الكافرون
تقول إحدى السيدات: تجربتي مع سورة الكافرون هي تجربة مذهلة لتطهير النفس من جميع الشرور، في البداية أُصبت وأنا طفلة بالمس بسبب أنني حبست نفسي في الحمام بالخطأ، ولم أستطع الخروج منه، فقمت بالصراخ، وكنت لا أزال طفلة صغيرة، وعشت أيامًا صعبة جدًا بسبب المس، ودخلت أيضًا في مرحلة من الوساوس حيث كنت أسمع أصوات غريبة بوضوح، وكنت أرى كل ألعاب الأطفال على هيئة أشباح تتحرك؛ لذلك كنت أفزع منها بشدة، وعندما كنت أنام، أشعر بأحد ينام بجواري وأسمع نفسه، فكاني يُصيبني شلل تام في الجسد، وبرغم أنني ذهبت إلى الكثير من المشايخ إلى أنهم لم يجدوا معنا أي نفع، بل أحيانًا كانوا يتسببون في إضلالنا أكثر، حتى هدانا الله إلى أحد المشايخ الأفاضل، الذي تحدثت معه في كل التفاصيل والأحداث التي أراها، فدلني على رقية، وكان يقول لي ركزي على قراءة سورة الكافرون سبع مرات متوالية بنية التخلص من جميع الشرور التي بجسدي، وسبحان الله بمجرد مواظبتي على الرقية وتوكلي على الله، اختلفت حياتي كثيرًا والحمد لله.
اقرأ أيضا: تجربتي مع الشفاء بالقران
أسرار سورة الكافرون
تعظم أسرار سورة الكافرون حيث أنها من السور التي ورد العديد من الأدلة في فضائلها حيث أنها تعدل ربع القرآن الكريم لحديث: (”قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ” تعدلُ ثلثَ القرآنِ و”قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ” تعدلُ ربعَ القرآنِ). (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 654 | خلاصة حكم المحدث : صحيح )) وهذا لا يعني بالطبع أنها تغني عن قراءة جميع سور القرآن الكريم.
تُعتبر سورة الكافرون من السور التي يُستحب قرائتها في ركعة السنة الأولى من صلاة الفجر بدليل الحديث الذي رواه جابر بن عبد الله: (أنَّ رجلًا قام فركَع ركعتَيِ الفجرِ فقرَأ في الرَّكعةِ الأولى {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1] حتَّى انقضَتِ السُّورةُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا عبدٌ عرَف ربَّه ) وقرَأ في الآخِرةِ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] حتَّى انقضَتِ السُّورةُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا عبدٌ آمَن بربِّه ) فقال طلحةُ: فأنا أستحبُّ أنْ أقرَأَ بهاتَيْنِ السُّورتَيْنِ في هاتَيْنِ الرَّكعتَيْنِ). (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2460 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
يُستحب قراءة سورة الكافرون في صلاة المغرب ليلة الجمعة فعن جابر بن سمرة أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يقرأُ في صلاةِ المغربِ ليلةَ الجمعةِ ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ، وكان يقرأُ في صلاةِ العشاءِ الآخرةِ ليلةَ الجمعةِ سورةَ الجمعةِ والمنافقينَ. (( الراوي : جابر بن سمرة | المحدث : ابن حبان | المصدر : الثقات، الصفحة أو الرقم: 6/367 | خلاصة حكم المحدث : محفوظ عن سماك ))
تُعد سورة الكافرون براءة من الشرك ويُستحب قرائتها قبل النوم لحديث نوفل بن فروة الأشجعي: (أنَّه قالَ يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئًا أقولُهُ إذا أويتُ إلى فراشي فقالَ اقرأ { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } فإنَّها براءةٌ منَ الشِّركِ). (( الراوي : نوفل بن فروة الأشجعي | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : تخريج مشكاة المصابيح، الصفحة أو الرقم: 2/383 | خلاصة حكم المحدث : [حسن كما قال في المقدمة] ))
ورد عن جبير بن مظعم: قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أتُحِبُّ يا جُبَيرُ إذا خرَجْتَ في سفرٍ أن تكونَ مِن أمثَلِ أصحابِك هيئةً وأكثرِهم زادًا فقلتُ نَعَمْ بأبي أنت وأمِّي قال فاقرَأْ هذه السُّورَ الخَمْسَ { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } و { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ } و { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } و { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ } و { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } وافتَتِحْ كلَّ سورةٍ ببسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ واختِمْ قِراءتَك ببسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم قال جُبَيرٌ وكنتُ غنيًّا كثيرَ المالِ فكنتُ أخرُجُ في سفرٍ فأكونُ أبَذَّهم هيئةً وأقَلَّهم زادًا فما زِلْتُ منذُ علَّمَنيهنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقرَأْتُ بهنَّ أكونُ مِن أحسَنِهم هيئةً وأكثرِهم زادًا حتَّى أرجِعَ مِن سَفَري. (( الراوي : جبير بن مطعم | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 10/136 | خلاصة حكم المحدث : فيه من لم أعرفهم ))
يتمثل مقصد سورة الكافرون في الأمر بالتبرؤ من عبادة الكافرين، وأن يخاطبوا إذلالاً لهم واعزازاً لدين الله: إن رضيتم بدينكم، فقد رضينا بديننا، لكم جزاء دينكم، ولنا جزاء ديننا.
اقرأ أيضا: أسباب نزول سورة الكافرون