تجربتي مع سورة الكوثر من التجارب العظيمة حيث أنها أقصر سور القرآن الكريم، وقد نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة بعد سورة العاديات، وهي السورة الخامسة عشرة من حيث ترتيب نزول سور القرآن الكريم.
تجربتي مع سورة الكوثر
تقول إحدى الإخوات: تجربتي مع سورة الكوثر للزواج من التجارب الواقعية المذهلة، حيث كنت أعاني من تأخر الزواج حتى سمعت بفضل قراءة سورة الكوثر سبعين مرة في الصباح والمساء، وبالفعل جربت هذه الطريقة، ودعوت الله بأدعية الزواج المجربة، فكنت أقول: “اللهم سخر لي زوج كما سخرت البحر لسيدنا موسى عليه السلام، وألن لي قلبه كما ألنت الحديد لداوود عليه السلام، فإنه لا ينطق إلا بإذنك، ناصيته في قبضتك وقلبه في يديك تصرفها كيف شئت”، و”اللهم بلطيف صنعك في التسخير وخفي لطفك في التيسير الطف بي ويسّر لي أمر الزواج وتمّمه بخير ولطف، واصرف عني السوء والشر إنك على كل شيء قدير”، ولم يمض أكثر من شهر حتى تقدم أحد الشباب لخطبتي، وكتب الله لنا الزواج ببركة هذه السورة الكريمة.
يقول أحد الإخوة: تجربتي مع سورة الكوثر وتدبرها أنني وجدت هذه السورة مليئة بالعجائب، نبدأ بملاحظات عابرة تتعلق بتناسبات صوتية وحرفية الهدف منها إشعار القارئ أن سورة الكوثر تخفي خلف كلماتها العشر أمورا كثيرة وكثيرة جدا: كلمات السورة استنادا إلى الخط والرسم عشر: {إِنَّا- أَعْطَيْنَاكَ- الْكَوْثَرَ- فَصَلِّ- لِرَبِّكَ- وَانْحَرْ-إِنَّ- شَانِئَكَ- هُوَ- الْأَبْتَرُ}، كما أن كل آية مُكونة من نسيج حرفي من حروف عشر-بدون اعتبار المكرر منها-.
وفي قوله تعالى : (إنا أعطيناك الكوثر) دل على عطية كثيرة مسندة إلى معطٍ كبير، ومن كان كذلك كانت النعمة عظيمة عنده، وأراد بالكوثر الخير الكثير، ومن ذلك الخير الكثير ينال أولاده إلى يوم القيامة من أمته، من غير ما وعد به الله وأعطاه في الدارين، من مزايا التعظيم، والتقديم، والثواب ما لم يعرفه إلا الله، وقيل إن الكوثر ما اختص به من النهر الذي ماؤه أحلى من العسل وعلى حافته أواني الذهب والفضة كعدد النجوم.
يُتابع: واستوعبت سورة الكوثر كل أنواع الضمير في اللغة العربية دون أن تغفل الأحوال الإعرابية المختلفة وهذا من العجب العجاب لأننا نضع نصب أعيننا دائما أن عدد مفرداتها لا تتجاوز عدد أصابع الإنسان، فمن بارز الضمائر في السورة ما ظهر في فعل “أعطيناك”، ومن مستترة ما كمن في فعل “صل “أو” انحر”، فلله درها من سورة عجيبة.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الملك
أسرار سورة الكوثر
تعظم أسرار سورة الكوثر حيث ورد في فضائلها عن الصحابي الجليل أبي بن كعب: “من قرأ سورة الكوثر أسقاه الله من أنهار الجنة”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 326 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “أغْفَي رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إغفاءةً، فرفعَ رأسَه مُتَبَسِّمًا فإما قال لهم، وإما قالوا له: يا رسولَ اللهِ لم ضحكتَ؟ فقال: إنه أُنزِلَت عليَّ آنفًا سورة، فقرأَ بسم الله الرحمن الرحيم “إنا أعطيناك الكوثرَ” حتى ختمَها فلما قرأها قال: هل تدرُون ما الكوثرُ؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلمُ قال: فإنه نهرٌ وعدنِيه ربِّي عز وجل في الجنةِ، وعليه خيرٌ كثيرٌ، عليه حوضٌ ترِدُ عليه أمتِي يومَ القيامةِ، آنِيَتُه عددُ الكواكبِ”. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : شرح الطحاوية، الصفحة أو الرقم: 227 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال:”بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِنَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ الْمُجَوَّفِ قُلْتُ مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ قَالَ هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ فَإِذَا طِينُهُ أَوْ طِيبُهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ شَكَّ هُدْبَةُ”. ((الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6581 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
ومن أسرار سورة الكوثر أنها احتوت السورة على بشارتين للنبي صلى الله عليه وسلم: الأولى أنه أعطي الخير الكثير والثانية بالبتر لعدوه؛ ثم أمر له بالصلاة والنحر، وقال عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-: “لمَّا قدِم كعبُ بنُ الأشرفِ مكَّةَ أتَوْه فقالوا: نحنُ أهلُ السِّقايةِ والسَّدانةِ وأنتَ سيِّدُ أهلِ يثرِبَ فنحنُ خيرٌ أم هذا الصُّنَيْبِيرُ المُنبَتِرُ مِن قومِه يزعُمُ أنَّه خيرٌ منَّا؟ فقال: أنتم خيرٌ منه فنزَل على رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ}.
اقرأ أيضا: تفسير سورة الكوثر للأطفال