تجربتي مع سورة الماعون

تجربتي مع سورة الماعون هي إحدى تجارب قراءة سور القرآن الكريم لتدبره والاستفادة من عظاته وتوجيهاته، وتُعد سورة الماعون إحدى سور القرآن المكي حيث نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بعد سورة التكاثر.

تجربتي مع سورة الماعون

يقول أحد الإخوة: تجربتي مع سورة الماعون للرزق أنني بعدما كنت أعاني من شظف العيش، بدأت ألاحظ تغير أحوالي إلى الأحسن بشكل واضح وفارق، وكنت عندما أرزق بمال بدون جهد أو بخبر مفرح، أتذكر ماذا فعلت لكي يرزقني الله هذا ويتبين لي بعد التأمل أن هناك شيء خلفه في مرة من المرات، هو أنني بعدما قرأت سورة الماعون، قررت أن اشتري مواد غذائية وأوزعها على الفقراء من باب الصدقة، وبعد هذا العمل أتاني رزق من الله لم أفكر فيه أو اتوقعه، وهذه كانت بدايتي مع اكتشاف أسرار سورة الماعون، وهو الأمر الذي جعلني أبدأ بعمل الخير مهما ظننه بسيطا، ففي إحدى المرات ذهبت إلى السوق ووجدت طعامًا مرميًا على الأرض في الممرات، فقررت أن أجمعه بحيث لا تطأه الأقدام، وحفظًا لنعمة الله تعالى من أن تُهدر بهذا الشكل، وقد أخذت هذا الطعام وقدمته للطير، والحقيقة أن جزءًا كبيرًا من شخصيتي تغير بعد قراءة سورة الماعون وإدراك أن أعمال الخير البسيطة مهمة وتساهم في نيل رضا الله، بينما منع هذه الأعمال والاستهانة بها من الأخطاء الفادحة التي يقع فيها الكثير من الناس.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة المطففين

أسرار سورة الماعون

هناك العديد من الأسرار حول سورة الماعون، فقد جاء عن الصحابي الجليل أبي بن كعب رضي الله عنه حديث: “من قرأ سورة أرأيت غفر الله له إن كان للزكاة مؤديًا” (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 327 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

قالت أمُّ عطيَّةَ: أمرَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن لا نمنعَ الماعونَ قلتُ: وما الماعونُ؟ قالت: هو ما يتعاطاهُ النَّاسُ بينَهم. (( الراوي : أم عطية | المحدث : السيوطي | المصدر : الدر المنثور، الصفحة أو الرقم: 15/690 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))

عن قرة بن دعموص النميري: أنَّهم وفدوا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا : يا رسولَ اللهِ ما تعهدُ إلينا ؟ قال : لا تَمنعوا الماعونَ ، قالوا : يا رسولَ اللهِ وما الماعونُ ؟ قال : في الحَجَرِ وفي الحديدةِ وفي الماءِ ، قالوا : فأيُّ الحديدةِ ؟ قال : قُدُورُكُمُ النحاسُ وحديدُ الفأسِ الذي تمتهنونَ بهِ ، قالوا : وما الحَجَرُ ؟ قال : قُدُورُكُمُ الحجارةُ. (( الراوي : قرة بن دعموص النميري | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن، الصفحة أو الرقم: 8/518 | خلاصة حكم المحدث : غريب جداً ))

من الأسرار التي يجب كشفها عن سورة الماعون أنها تتوعّد وتهدد بالويل فئة واحدة من الناس ذكرت صفاتهم، وهم ليسوا الكفار، فالكفار لا يصلون، وليسوا المؤمنين لأن هذه ليست من صفات المؤمنين، إنما هي تقصد وتتوعد المصلين المنافقين المرائين، أو كل الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ولا يتقيدون بأمور الدين إلا رياء وتقية، إذا حضرهم المؤمنون، ويتركونها إذا غابوا عنهم.

نجد مقصد السورة في الآية الرابعة {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4)} وهو تهكّم لأنهم ليسوا كذلك، أما باقي السورة فهي تعجب وتفضح صفات هؤلاء المصلين الذين استحقوا الويل. وقد تكرر في القرآن ذم وتعنيف هذه الصفات، كما قال: {وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصلاة قَامُواْ كسالى يُرَاءونَ الناس ولا يذكرون الله إلاَّ قليلاً (142)} (( سورة النساء )) {وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ (38)} (( سورة النساء )) {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47)} (( سورة الأنفال )) {كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18)}. (( سورة الفجر ))

قال الإمام جلال الدين السيوطي عن التناسب بين سورة الماعون والسورة التي قبلها: لما ذكر تعالى في سورة قريش: {الذي أطعمَهُم مِن جوعٍ} ذكر هنا ذم من لم يُحض على طعام المسكين ولما قال هناك: {فليعبدوا رب هذا البيت} ذكر هنا من سها عن صلاته.

قال برهان الدين البقاعي: مقصود سورة الماعون التنبيه على أن التكذيب بالبعث لأجل الجزاء أبو الخبائث، فإنه يجرئ المكذب على مساوئ الأخلاق ومنكرات الأعمال حتى تكون الاستهانة بالعظائم خلقاً له فيصير ممن ليس له خلاق، وكل من أسمائها الأربعة في غاية الظهور في الدلالة على ذلك بتأمل السورة لتعرف هذه الأشياء المذكورة، فهي ناهية عن المنكرات بتصريحها، داعية إلى المعالي بإفهامها وتلويحها.

اقرأ أيضا: تفسير سورة الماعون للأطفال

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version