تجربتي مع سورة العاديات
تجربتي مع سورة العاديات من التجارب شديدة الأهمية؛ لأنها من السور التي تتضمن التهديد والوعيد للناس بإيثارهم الدنيا وإهمالهم الاستعداد للآخرة؛ وأن ربهم بهم لخبير سيخرج ما في صدورهم ويحاسبهم على النعم التي أنعمها عليهم، فأعرضوا وكفروا به، وانشغلوا عن دينه بحب المال.
تجربتي مع سورة العاديات
يقول أحد الشباب: تجربتي مع سورة العاديات من التجارب الملهمة التي غيرت حياتي تمامًا، فمنذ سنوات كانت كل أسباب الدنيا والحياة بعيدة عني وتُدْبِر عني بالميل والذراع، وكنت أعيش في ضنك شديد جدًّا وحالتي صعبة إلى حد بعيد وإلى أقصى درجة، وكان من ابتلاء الله لي أن أرى أمامي أن بعض الوظائف تتيسر وهي ذات دخل كبير، ولكن هذه الوظائف إذا قيست بميزان الشرع فإنها وظائف محرمة غير مقبولة شرعًا. يحكي الشاب أنه كلما جاءت وظيفة أمامه ذهب إلى أحد الشيوخ ليسأله عن حكم الله تعالى في هذه الوظيفة، والشيخ ينظر إلى حاله الشديد وحالته المتعسرة ويشفق عليه إشفاقًا كبيرًا ولكنه في نهاية الأمر يضع الأمر بميزان الشرع فيرى أن العمل محرم ولا يجوز بحال من الأحوال، فيفتي الشاب بعدم جواز هذا العمل، فيذهب الشاب ويعود إلى الشيخ مرة أخرى بعد عدة أيام بوظيفة جديدة ويستفتيه فيها فيفتيه الشيخ بأن هذا العمل أيضًا غير موافق للشرع، ولكنه أوصاه بقراءة سورة العاديات للرزق وتيسير الحال وذلك لما رأى من حاجته الشديدة للعمل والمال.
استجاب الشاب لوصية الشيخ وواظب على قراءة سورة العاديات بنية الرزق، ومرت الأيام ولكنه لا يزال في ضيق شديد والأبواب في وجهه مُقْفَلة حتى في يوم من الأيام يفتح الله له بابًا من الرزق الحلال الطاهر الذي لا تشوبه شائبة، وكان لا يظن أن يأتيه العمل من هذا الباب أبدًا ولكن الله عز وجل يسر له الأمور نظير صدقه وإخلاصه وطلبه للحلال، فهذا الشاب لم يستعجل الحرام أبدًا فجازاه الله تعالى بالرزق الوفير الحلال، ثم انتقل الشاب إلى المدينة وخطب فتاة ديِّنة وتزوجها، وفتح الله عليه من أبواب رزقه الشيء الكثير ورزقه بالولد الكثير، وعاد إلى بلده ومسقط رأسه فاشترى به قصرًا كبيرًا، وذلك بفضل صدق الشاب مع الله تعالى وحرصه على عدم اقتراف المحرمات، كما أن سورة العاديات والمداومة على قرائتها كانت من أسباب الرزق الذي رُزق به الشاب.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة التكوير
أسرار سورة العاديات
تكثر أسرار سورة العاديات وفضلها، ومن الفضائل التي وردت في السنة النبوية حديث: “إذا زُلْزِلَتِ تعدلُ نصفَ القرآنِ والعادياتُ تعدلُ نصفَ القرآنِ”. (( الراوي : الحسن البصري | المحدث : الشوكاني | المصدر : فتح القدير، الصفحة أو الرقم: 5/695 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ))
عن أبي بن كعب رضي الله عنه: من قرأ سورة العاديات أُعطي من الأجر كمن قرأ القرآن، ومن أدمن قرائتها وعليه دَين أعانه الله على قضائه سريعاً كائناً من كان”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 323 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يوتِرُ بإِذَا زُلْزِلَتْ ، وَالْعَادِيَاتِ ، وَألْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ، وَتَبَّتْ وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. (( الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : أبو نعيم | المصدر : حلية الأولياء، الصفحة أو الرقم: 7/212 | خلاصة حكم المحدث : تفرد به عن شعبة عبد الله بن واقد الحراني وفي حديثه لين ))
هناك بعض الأسرار حول سورة العاديات التي يحتاج المسلم إلى التعرف عليها لكي يفهم ويتدبر هذه السورة الكريمة خصوصًا وأن بعض كلماتها غير مطروقة في وقتنا الحاضر، وقد احتوت هذه السورة على ثلاثة موضوعات: الأول يقسم فيه تعالى بمخلوق عظيم المنفعة وهو الخيل ويذكر من صفاتها، على أن الإنسان كنود، ثم يبين صفات الإنسان المهلكة، ثم تهديد ووعيد بأن الله خبير به وسيحاسبه على كفره وجحوده.
- الآيات (1-5) أقسم الله تعالى بالخيل الجاريات في سبيله نحو العدوِّ، حين يظهر صوتها من سرعة عَدْوِها. فالخيل اللاتي تنقدح النار من صلابة حوافرها؛ من شدَّة عَدْوها. فالمغيرات على الأعداء عند الصبح. فهيَّجْنَ بهذا العَدْو غباراً. فتوسَّطن بركبانهن جموع الأعداء.
- الآيات (6-8) جواب القسم: إن الإنسان لِنعم ربه لَجحود، وإنه بجحوده ذلك لمقر. وإنه لحب المال لشديد.
- الآيات (9-11) أفلا يعلم الإنسان ما ينتظره إذا أخرج الله الأموات من القبور للحساب والجزاء؟ واستُخرج ما استتر في الصدور من خير أو شر. إن ربهم بهم وبأعمالهم يومئذ لخبير، لا يخفى عليه شيء من ذلك، والاستفهام للإنكار أي يفعل ما يفعل من القبائح فلا يعلم نثر ما في القبور من الموتى، وميّز وبين ما في الصدور من الخير والشر. إن رب المبعوثين بهم لخبير لا تخفى عليه منهم خافية فيجازيهم بالخير خيراً وبالشر شراً.
اقرأ أيضا: فوائد من سورة العاديات