تجربتي مع سورة القدر من أعظم التجارب التي تدفع المسلم إلى إدراك فضل القرآن وعلو قدره لأن الله أنزله ولأنه نزل في ليلة القدر المباركة والتي هي خير من ألف شهر، وتُعد سورة القدر هي السورة الخامسة والعشرين من حيث ترتيب نزول سور القرآن الكريم.
تجربتي مع سورة القدر
يقول أحد الإخوة: تجربتي مع سورة القدر للرزق وفك الكرب أنني كنت أملك ثلاثة مستودعات وتم إغلاقهم جميعا، وعندما سعيت في أمر فتحهم من جديد، لم أترك وسيلة إلا وقامت بها، حتى إنني استعنت بمساعدة كبار رجال الدولة، ولكن بكل مرة كنت أتعثر بمشكلة تعطل فتح هذه المستودعات.
يُكمل ويقول أنه بيوم من الأيام عندما ضاق به الحال وانغلقت بوجهه كل السبل، كان في الصلاة وقد سمع خطبة الإمام كاملة، وكان الإمام يتحدث عن فضل سورة القدر للرزق، وبالفعل قص على الإمام بعد انتهاء الخطبة ما حدث له، فأوصاه الإمام بأن يذهب للمختص وقبل أن يدخل عليه مكتبه يقرأ سورة القدر ويستغفر بعدها خالقه كثيرا، وبإذن الله مشكلته محلولة بفضل الله تعالى.
وبالفعل فعل ما أملاه عليه الإمام، ومن بعدها عاد إليه فرحا مستبشرا فقد رضاه الله بما يحب، أخبر الإمام أن أكثر شيء تعجب منه عندما أخبره المسئول ضرورة إخراج تصريحات ورسوم قيمتها تقدر بأكثر من ربع مليون، ومما جعله مستاء وضيق الصدر أن القيمة كبيرة للغاية ولا يملكها بوقته الحالي، وعندما سأل المسئول عنها وبرر موقفه المادي، وجد المسئول نفسه يسأله متعجبا: “ومن طلب منك إحضار مثل هذه التصريحات”، يقسم الرجل بأنه متأكد مليون بالمائة أن من طلب منه إحضار التصريحات المسئول نفسه الذي نفى ضرورتها من الأساس، سبحان الله حقا مقلب القلوب والأبصار، وبالفعل حُلت مشكلة هذا الرجل، واستطاع فتح هذه المستودعات وتحسنت أحواله المادية من بعدها مرة أخرى بفضل قراءة سورة القدر.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الدخان
أسرار سورة القدر
هناك العديد من الأسرار المرتبطة بسورة القدر، فهي من السور ذات الفضائل المتعددة؛ لارتباطها بخير الليالي، فعن أنس بن مالك قال: كنتُ يومًا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذ سُئِلَ عن فضلِ الصلاةِ فقال من صلى الغداةَ في جماعةٍ كان لهُ ثوابُ من قرأ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وإنَّ سورةَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ كما قال اللهُ عزَّ وجلَّ هي خيرٌ من ألفِ شهرٍ ومن صلى الظهرَ والعصرَ في جماعةٍ رفع اللهُ لهُ في الجنةِ خمسين درجةً ما بين كل درجةٍ ودرجةٍ مسيرةَ خمسين عامًا ومن صلى العشاءَ في جماعةٍ كان لهُ ثوابُ من حجَّ حجةً وعمرةً ومن صلى العتمةَ في جماعةٍ كانت بثوابِ من قام ليلةً. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن القيسراني | المصدر : ذخيرة الحفاظ، الصفحة أو الرقم: 4/2321 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] دينار بن عبد الله ))
تحتاج سورة القدر إلى كشف أسرارها ليسهل فهمها وحفظها، حيث تبين السورة تلازم وترابط نزول القرآن العظيم مع ليلة القدر المباركة، مما يدل على فضل وشرف وعلو قدرهما معاً، وعلى زيادة تشريفهما وقدرهما بهذا التلازم والترابط.
في الآية الأولى من السورة بيان فضل القرآن وعلو قدره من ثلاثة وجوه: الأول بأن أسند الله إنزاله إليه فقال {إنا أنزلناه (1)}. الثاني: بأن جاء بضميره في {أنزلناه} دون اسمه شهادة له بالاستغناء عن التعريف. الثالث: الوقت المبارك والفضيل الذي نزل فيه فقال {إنا أنزلناه في ليلة القدر (1)}، {ليلة القدر خير من ألف شهر (3)} كما قال تعالى في سورة الدخان {إنا أنزلناه في ليلة مباركة (3)}.
في الآيات من الثانية إلى الخامسة: بينت السورة أن ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها، وهي ليلة سالمة من كلّ آفة وشر، وذلك لكثرة خيرها. وقد ورد في سورة الدخان أنه {فيها يفرق كل أمر حكيم (4)} من عند الله، وهي ليلة سلام من غروب الشمس حتى مطلع الفجر. وقد تواترت الأحاديث في فضلها وأنها في رمضان وفي العشر الأواخر منه خصوصاً في أوتاره، وهي باقية في كل سنة إلى قيام الساعة.
تحمل ليلة القدر معنيين: الأول أنها الليلة التي تقررت فيها الأقدار، بمعنى آخر أنها ليست ليلة عادية كباقي الليالي، ولكنها ليلة رحمة وضعت فيها الأقدار أو عينت. ونزول الوحي بهذا الكتاب في هذه الليلة ليس فقط لإنزال الكتاب ولكنه رسالة إنذار، ورحمة من الله، وحدث يفرق بين الحق والباطل، وتتغير فيه أقدار العالم كلّه.
وهذا المعنى قيل في سورة الدخان: {حم (1) والكتاب المبين (2) إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين (3) فيها يفرق كل أمر حكيم (4) أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين (5) رحمة من ربك إنه هو السميع العليم (6)}.
قال الإمام برهان الدين البقاعي: مقصود سورة القدر تفصيل الأمر الذي هو أحد قسمي ما ضمنه مقصود {اقرأ} وعلى ذلك دل اسمها لأن الليلة فضلت به، فهو من إطلاق المسبب على السبب، وهو دليل لمن يقول باعتبار تفضيل الأوقات لأجل ما كان فيها.
اقرأ أيضا: فوائد من سورة القدر