تجربتي مع سورة الفجر من التجارب الملهمة حيث تمتاز هذه السورة بتعدد موضوعاتها وفوائدها العظيمة، وتُعتبر سورة الفجر هي السورة العاشرة من حيث ترتيب النزول، فقد نزلت بعد سورة الليل.
تجربتي مع سورة الفجر
يحكي أحد المسلمين حديثًا تجربته مع سورة الفجر: فيقول تجربتي مع سورة الفجر كانت بعد أن سمعتُها من الشيخ سعد الغامدي وكنتُ أفكر وأنا أسمع.. سبحان الله، هذا رائع جدًّا! وهكذا كنتُ أستمع لتسجيل الجزء الثلاثين بتكرار طوال الوقت، وكنت أجد تلاوة سورة الفجر جميلة جدًّا، في البداية صارت آياتها مفضّلة لدي لمجرّد وقعها على أذني، وخاصة الجزء الذي في آخر السورة الذي يقول فيه: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (٢٨) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (٢٩) وَادْخُلِي جَنَّتِي (٣٠)}.
كانت طريقة تلاوة الشيخ سعد الغامدي لها، رائعة جدًّا! لم أكن أعرف المعنى حينها ولكنها أسرتني فقط بنغمة الترتيل، وعندما بدأتُ أقرأ وأفهم المعنى، أسرتني بكل جوانبها! وجعلتني أفكر في شيء واحد فقط، ماذا لو سمعنا هذا النداء من الله؟ الله.. الله سيُسمع هذا النداء لبعضنا فقط.. نحن سنسمعها منه.. ادخل، لذلك أجد هذه الآيات عزيزة على قلبي، لأن طموحي وأملي بأن أسمع تلك الكلمات من الله، وأبنائي ووالديّ يسمعونها. إن شاء الله.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الأعلى
أسرار سورة الفجر
تتعدد أسرار سورة الفجر وفضائلها، فقد جاء عن الصحابي الجليل أبي بن كعب: “من قرأ سورة الفجر في الليالي العشر غُفر له، ومن قرأها في سائر الأيام كانت له نوراً يوم القيامة”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 317 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
قال الإمام الصادق عليه السّلام : «من قرأها عند طلوع الفجر أمن من كلّ شيء إلى طلوع الفجر في اليوم الثاني ، ومن كتبها وعلّقها على وسطه ثمّ جامع زوجته يرزقها اللّه تعالى ولدا تقرّ به عينه ويفرح به».
ومن الأسرار التي نكشفها لتسهيل وفهم سورة الفجر أنه يمكن تقسيم السورة إلى أربعة مجموعات من الآيات: تبدأ بالقسم، ثم ذكر قصص ثلاث من الأُمم المكذبين لرسل الله، وهم أقوام عاد، وثمود، وفرعون، وبيان ما حلّ بهم من العذاب والدمار بسبب طغيانهم بالنعمة، ثم بيان سنة الله تعالى في ابتلاء العباد بالغنى والفقر، ثم المصير في الآخرة وانقسام الناس إِلى سعداء وأشقياء، كما يلي:
- الآيات (1-5) أقسم الله سبحانه بوقت الفجر، والليالي العشر، وبكل زوج وفرد، وبالليل إذا يَسْري بظلامه، أليس في ذلك قسم لذي عقل؟ يقسم تعالى تأكيداً وتوبيخاً للإنسان على عدم استفادته من عقله، فيظل على جهله لا يعلم أن هناك نظام وأن هناك خالقاً أنشأه ولا يزال يدير شؤونه، وقد ابتلاه بالنعمة، وهو قادر على يجعل يوماً لإقامة العدل والجزاء في الآخرة، بل وهو آت كما الفجر.
- الآيات (6-14) درس عملي حقيقي من تاريخ الإنسان وما حصل للأمم من أمثال عاد وثمود وفرعون الذين أساؤوا استخدام النعمة فطغوا في البلاد وحرموا منها العباد. وفي هذا دليل على وجود مدبر عادل للكون وأن من يفسد نظام الكون يجازى ويعاقب، بعضه في الدنيا ولا بدّ سيستكمل في الآخرة. تدل القصص على أن ما فعله سبحانه بأقوام عاد وثمود وفرعون شيء يدعوا إلى التدبر والتأمل، إذ يشير سبحانه بما لا لبس فيه إلى أن هذه الأمم الثلاث {طغوا في البلاد (11)} بسبب إنعام الله عليهم، وأن سبب زوال هذا الإنعام واستبداله بالعذاب هو طغيانهم مستعينين بنعم الله، فكان الجزاء من نفس العمل، ولو أن هذه الأمم أكرمت اليتيم، وتحاضوا على طعام المسكين، بدلاً من الطغيان والفساد، لأدام الله عليهم كرمه ونعمته.
- الآيات (15-20) يبين الله سبحانه وتعالى بعض من طبيعة الإنسان وظلمه لنفسه وجهله، فهو خالق الإنسان ويعلم صفاته: فإذا بسط له ليختبره أيشكر أم يكفر ظنّ أن هذا البسط إكرام ونعمة. وإذا قدر عليه ليختبره أيصبر أم يجزع ظنّ أن هذا التضييق في الرزق إهانة من الله له. ولم يفهم حكمة الله في الابتلاء. وهذا الجهل هو سبب الفساد لأن من كان عنده المال يظن أنه يستحقه، فلا يرغب في الخير ولا يرحم به غيره، فيبخل به ويحبه حباً عظيماً، ويحرم أصحاب الحقوق من حقهم.
- الآيات (21-30) تأكيد بأن يوم الحساب آت، وأنّ الأرض زائلة، وأنه تعالى يجيء لفصل القضاء بين عباده ومعه الملائكة مصطفين، وتحضر جهنم إلى جلسة الحكم، عندها يتحسّر الإنسان على تفريطه وكلّ دقيقة لم يقدم فيها لحياته.
اقرأ أيضا: تفسير سورة الفجر للأطفال