تجربتي مع سورة الغاشية
تجربتي مع سورة الغاشية من التجارب العظيمة حيث تُعتبر واحدة من السور التي تدور حول الرجوع إلى الله والحساب الذي يحصل يوم القيامة، وهي السورة الحادية والسبعون من حيث ترتيب النزول، وكان نزولها في مكة المكرمة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة.
تجربتي مع سورة الغاشية
تقول إحدى السيدات: تجربتي مع سورة الغاشية تجعلني لن أنسى عظمة الله وحده، حيث مات والدي ووالدتي في حادث سيارة، وكان عمري لا يتجاوز الخامسة، وقامت خالتي بتربيتي مع ست بنات، تزوج ثلاثة منهن، وكنت أشعر باحتياج إلى حنان الوالدين، وبالرغم من حسن معاملة خالتي لى وزوجها وبناتها اللاتي يُعتبرن إخوات لي، إلا أننى كنت دائما على استحياء وخوف من انتظار الفرج بالزواج، ومن خلال متابعتي لصفحات وتجارب الزواج قرأت عن فضل سورة الغاشية في تيسير الزواج، وبدأت أدعو الله تعالى بأن يرزقني بالزوج الصالح، وبالفعل انتظمت في قراءة هذه السورة المباركة حتى تقدم لي أحد الشباب على درجة عالية من الخلق والاحترام وجمع الله بيننا في خير.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الزمر
أسرار سورة الغاشية
تتعدد أسرار سورة الغاشية وفضائلها ومما ثبت في السنة النبوية: كان النبيُّ يقرأُ في العيدينِ: “سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى” و”هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ”. (( الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل، الصفحة أو الرقم: 644 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
عن النعمان بن البشير أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- كانَ يقرأُ في العيدينِ ويومِ الجمعةِ بـ”سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى” و”هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ” قالَ وربَّما اجتمعا في يومٍ واحدٍ فقرأَ بِهما”. (( الراوي : النعمان بن بشير | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 1122 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
عن سمرة بن جندب أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- كانَ يقرأُ في صلاةِ الجمعة بـ”سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى” و”هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ”. (( الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2808 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
سألَ الضَّحَّاكُ بنُ قيسٍ النُّعمانَ بنَ بشيرٍ ماذا كانَ يقرأُ بِهِ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- يومَ الجمعةِ على إثرِ سورةِ الجمعةِ فقالَ: كانَ يقرأُ بِـ”هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ”. (( الراوي : النعمان بن بشير | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2807 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
عن أبي بن كعب: “مَن قرأَ سورةَ الغاشيةِ حاسبَهُ اللَّهُ حسابًا يسيرًا”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 316 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
من أسرار سورة الغاشية أنها تتحدث عن القيامة وبيان أحوالها وأهوالها، وما يلقاه فيها الكافر والمؤمن من الجزاء. وفيها الإشارة إلى الأدلة والبراهين على قدرة رب العالمين في خلق الإبل العجيبة، والسماء البديعة، والجبال المرتفعة، والأرض الممتدة الواسعة وكلها شواهد على وحدانية الله وجلال سلطانه.
يبين الله للناس من خلالها حقيقة سيطرته على الكون وحتميّة الرجوع إليه يوم القيامة، ويخوفهم عاقبة لامبالاتهم، ويبشرهم بالفوز إن هم سمعوا الذكرى وقد ارسلها الله إليهم مع رسوله. هذا الرسول الذي جاء هم مذكّراً فقط، أما السيطرة والحساب فهي بيد الله. وختمت السورة بالتذكير برجوع الناس جميعاً إلى الله سبحانه للحساب والجزاء.
لقد خلق الله الآخرة للحساب والجزاء، وأن مصير الناس فريقين إما في الجنة أو في النار. ولإثبات هذا المصير الخطير للناس، وأنهم فريقين: شقي وسعيد، تضمنت السورة ثلاثة وسائل تخاطب فيها وجدان الإنسان بالترغيب والترهيب وعقله بالحجة والدليل وأنه مكلّف ومبتلى بالتذكير، كما يلي:
- الآيات (1-16) الترغيب والترهيب والوعد والوعيد: في البداية يسأل تعالى هل تعلمون أو هل أتاكم شيئاً عن القيامة أو الغاشية، والجواب قطعاً أنهم لم يأتيهم من أخبارها، بعد ذلك مباشرة يذكر تعالى بعضاً من أحوال يوم القيامة وما فيها من الأهوال الطامّة وأنها تغشى الخلائق بشدائدها فيجازون بأعمالهم فريقاً في الجنة وفريقاً في السعير، وتبين الآيات وصف كلا الفريقين.
- الآيات (17-20) تأمرهم وتحثهم على النظر، ليتأملوا في خلق الأشياء من حولهم، الدالة على وجود الخالق ودقة صنعته وتقديره وعلى وجود الآخرة. فيسألهم عن كيفيّة خلق الإبل، ورفع السماء، ونصب الجبال، ومدّ الأرض، والاستفهام للتقريع والتوبيخ.
- الآيات (21-26) أمر الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالتذكير. أي ذكّر الناس وعظهم وأنذرهم وبشرهم، فإنك مبعوث لدعوة الخلق إلى الله وتذكيرهم، ولم تبعث مسيطراً عليهم مسلطاً ولا موكلاً بأعمالهم، فإذا قمت بما عليك فلا عليك لوم، وقد عذب الكفار في الدنيا وينتظرهم العذاب الأكبر في الآخرة، وإنما جمعهم وحسابهم يوم القيامة على الله.
اقرأ أيضا: تفسير سورة الغاشية للأطفال