تجربتي مع سورة الطور
تجربتي مع سورة الطور من أكثر التجارب نفعًا، حيث تتحدث السورة عن معالجة العقيدة الإسلامية في نفوس العباد، وقد جاءت على ذكر أصول العقيدة، التي تشمل الرسالة والوحدانية والبعث من القبور والجزاء يوم القيامة.
تجربتي مع سورة الطور
من أعظم تجارب سورة الطور ما مر به الصحابي الجليل جبير بن مطعم، حيث كانت سببًا في إسلامه، وذلك حينما قدم على الرسول -عليه الصلاة والسلام- فداءً لأسرى معركة بدر وكان رسول الله يصلي المغرب ويقرأ بسورة الطور من بدايتها حتى وصل إلى قوله تعالى:”أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ * أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ” فقال جبير: كاد قلبي أن يطير وأسلم في حينها خوفا من أن ينزل العذاب. (( الراوي : جبير بن مطعم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 1833 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
تقول إحدى السيدات: تجربتي مع سورة الطور أنني كنت أعاني من تقصير وتكاسل شديد عن الصلاة، وعندما كنت أصلي، كثيرًا ما كنت أسرح ولا أركز في قراءة الآيات والركوع والسجود، كما أنني كنت أواجه مشاكل صحية عديدة مثل التعب الشديد بعد الاستيقاظ من النوم، حيث كانت تظهر بعض العلامات الزرقاء في جسمي، وبالتالي أبقى طوال اليوم مجهدة ومتعصبة للغاية، كما كنت أمر ببعض المشاكل في منطقة الرحم، ولم تكن تلك الآلام التي أشعر بها ذات علاقة بالدورة الشهرية، وبرغم أنني ذهبت إلى أكثر من طبيب، إلى أن جميع الأدوية لم تجدِ معي نفعًا، واكتشفت بعد ذلك أن سبب هذا المرض الذي أعاني منه هو المس، وبعدها قرأت عن السور التي تفيد في حالات المس، ومن هذه السور سورة الطور، وقررت أن أواظب على تلاوتها مع الالتزام بأداء الصلوات الخمس، وبالفعل، أصبحت أكثر تركيزًا وخشوعًا في الصلاة، كما بدأت حالتي الصحية تتحسن.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الأعراف
أسرار سورة الطور
تعظم أسرار سورة الطور حيث تُعتبر واحدة من أبرز سور المفصل، ومن الأحاديث التي تؤكد على فضلها ما روي عن أبي بن كعب: من قرأ هذه السورة كان حقّاً على الله تعالى أن يُؤمنه من عذابه ، وأن يُنعِم عليه في جنّته. ومن قرأها وأدمن في قراءتها ، وكان مقيّداً مغلولاً مسجوناً ، سهّل الله عليه خروجه ، ولو كان ما كان من الجنايات. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 273 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
يدل على اختصاص سورة الطور بالفضل أنها كانت من السور التي يقرأها النبي صلى الله عليه في صلاة المغرب بدليل ما جاء عن أم الفضل رضي الله عنها: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاةِ المغربِ سورةَ الأعرافِ وسورةَ الطُّورِ والمرسلاتِ. (( الراوي : أم الفضل | المحدث : ابن حزم | المصدر : المحلى، الصفحة أو الرقم: 3/170 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
قال الإمام الصادق عن فضل سورة الطور: من أدمن في قراءة سورة الطور ، وهو معتقل ، سهّل الله خروجه ، ولو كان ما كان عليه من الحدود الواجبة ، وإذا أدمن في قراءتها وهو مسافر ، أمِن في سفره ممّا يكره ، وإذا رُشّ بمائها على لدغ العقرب ، برئت بإذن الله تعالى. (( مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ١٧٥ / ١٠١٥٦ ))
يتمثل مقصد سورة الطور في تحقيق وقوع العذاب الذي هو مضمون الوعيد المقسم على وقوعه في الذاريات الذي هو مضمون الإنذار المدلول على صدقه في {ق}، فإن وقوعه أثبت وأمكن من الجبال التي أخبر الصادق بسيرها، وجعل دك بعضها آية على ذلك، ومن الكتاب في أثبت أوضاعه لإمكان غسله وحرقه، ومن البيت الذي يمكن عامره وغيره إخرابه، والسقف الذي يمكن رافعه وضعه، والبحر الذي يمكن من سجره أن يرسله، وقد بان أن اسمها أدل ما يكون على ذلك بملاحظة القسم وجوابه حتى بمفردات الألفاظ في خطابه.
تضمنت سورة الطور ثلاثة أقسام رئيسية، في القسم الأول من الآية الأولى حتى الآية العاشرة: يقسم تعالى بستّ من مخلوقاته العظيمة وهي: الطور، وكتاب مسطور، في رق منشور، والبيت المعمور، والسقف المرفوع، والبحر المسجور، بأن عذابه واقع لا محالة، وذلك في يوم تضطرب فيه السماء ويزول نظامها وتتحرك الجبال من أماكنها، وما من أحد غير الله يستطيع منع العذاب عن المكذبين.
يشتمل القسم الثاني من السورة على الآية الحادية عشر وحتى الآية التاسعة والعشرين، وذلك بتوضيح أن الويل في جهنم للمكذبين الذين يخوضون في الباطل ويتخذون دينهم هزواً ولعباً، والنعيم في الجنات للمتقين الذين كانوا في الدنيا مشفقين من عذاب الله وعقابه، وكانوا يتضرعون إليه وحده لا شريك له. {فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (29)} أي لا تبال بتقوّلهم الباطل فقد برّأك الله منه، ذكّر فيهتدي المؤمنون وتقام الحجة على المكذبين.
يبدأ القسم الثالث والأخير من سورة الطور بالآية الثلاثين وينتهي بنهاية السورة، ويعتني هذا القسم بتوبيح المكذبين وتعنيفهم على تقوّلهم الباطل عن الله والرسول والقرآن فهم لا يؤمنون، وجهلهم بالحق والخلق والملك والرزق فلا عقل لهم، وقصور سمعهم وعدم علمهم بالغيب وشركهم وكيدهم وضعف فهمهم وحجتهم فهم لا يبصرون.
اقرأ أيضا: فوائد من سورة الطور