تجربتي مع سورة الصافات

تجربتي مع سورة الصافات من التجارب الهامة التي تدعونا إلى التدبر عند تلاوة هذه السورة المباركة، فهي من السورة التي تُعنى بأصول العقيدة الإسلامية التي تهدف إلى تثبيت دعائم الإيمان في صدور المسلمين وترسيخ القيم الإسلامية الحقة، وقد نزلت سورة الصافات في مكة المكرمة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة.

تجربتي مع سورة الصافات

تجربتي مع سورة الصافات

يقول أحد الشباب: تجربتي مع سورة الصافات كانت عندما كنت أعاني من الحزن والضيق وكثرة المشاكل والخلافات الزوجية، بخلاف الأمراض والألم الجسدي دون سبب واضح، كما كنت أواجه كسلًا رهيبًا غير مبرر يجعلني لا أنجز الأهداف والأعمال المطلوبة مني.

يتابع الشاب بعد ذلك ويقول أنه وجد الحل السحري لكل المشاكل وأن تلك الطريقة هي الشافية العافية كما أنها تكشف عن حالات المس والسحر واللبس والأعمال السفلية والعليا، حيث يجلس بعد العشاء ويقرأ العشر آيات الأولى من سورة الصافات ويتكرر ذلك عشر مرات ويكون ذلك على كوب ماء مُضاف إليه ماء الورد، ويحكي أنه شرب نصفه واغتسل بنصفه الآخر وبعد ذلك كرر قراءة سورة الصافات 21 مرة، ويُوضح الشاب الذي يحكي هذه التجربة أن ما فعله قلب حياتي 180 درجة حيث اختلفت حياته بالكلية وتحولت ظروفه إلى الأحسن بفضل الله تعالى وقراءة سورة الصافات.

يحكي بعض الناس تجاربهم مع سورة الصافات وذلك بكتابة العشر الأوائل من السورة بالمسك على المريض في حال كان لدى الشخص عزيزًا عليه يعاني من مرض جسدي شديد، ومن الأدعية التي تُدعى للتخلص من الأمراض بعد إلهي أذهب البأس ربّ النّاس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا، أذهب البأس ربّ الناس، بيدك الشفاء، لا كاشف له إلا أنت يارب العالمين، اللهم إني أسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل، أن تشفيه وتمده بالصحّة والعافية، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، إنك على كل شيءٍ قدير.

الدليل على قراءة سورة الصافات على المريض ما ثبت عن أبي بن كعب قال: إنِّي كنتُ عند النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فجاء أعرابيٌّ فقال: “يا نبيَّ الله، إنَّ لي أخًا وبه وجعٌ، قال: ما وجعُهُ؟، قال: لممٌ، قال: فأتِنِي به”، فوضعَهُ بين يديهِ فعوَّذهُ بالفاتحة وأوَّل البقرةِ وآيةِ الكرسيِّ و “إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ” وثلاثة من آخر البقرة و “شهِدَ الله” وآية في الأعْراف “إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ” وآخرِ سورةِ المؤمنينَ “فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ” و “وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا”، وعشرٍ منْ أوَّلِ الصافاتِ وثلاثةٍ من آخرِ الحشرِ و “قُلْ هُوَ” والمعوذتينِ فقامَ الرجلُ كأنهُ لم يَشْكُ شيئًا”. ((  الراوي : أبي بن كعب | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 5/118 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح ))

اقرأ أيضا: فوائد النجوم في سورة الصافات

خواص سورة الصافات

تختص سورة الصافات ببعض الفضائل ودليل ذلك ما جاء عن أبي بن كعب -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” من قرأ والصافات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل جني وشيطان وتباعدت عنه مردة الشياطين وبرئ من الشرك وشهد له حافظاه يوم القيامة أنه كان مؤمناً بالمرسلين”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 240 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

ومن الأدلة أيضًا على اختصاص سورة الصافات بالفضل العظيم: “يا علي مَن قرأَ (والصَّافَّات) لا يصيبه يوم القيامة جُوع، ولا عطش، ولا يفزع إِذا فزع النَّاس، وله بكلّ آية قرأَها ثواب الضَّارب بسيفين فى سبيل الله”. (( الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الفيروز آبادي | المصدر : بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، الصفحة أو الرقم: 398 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

عن عبد الله بن عمر: أنّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ يأمرُنا بالتَّخفيفِ ويؤُمُّنا بالصَّافَّاتِ. (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : عبد الحق الإشبيلي | المصدر : الأحكام الصغرى، الصفحة أو الرقم: 206 | خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد] ))

ومن خواص سورة الصافات أنها ترشدنا إلى التراص في صفوف الصلاة، وعدم الرجوع للصفوف الخلفية إلا من بعد إتمام الصفوف المتقدمة، كالملائكة التي تقف متراصة بأجنحتها في الهواء انتظارًا لأمر الله تعالى، كما ورد في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألَا تَصُفُّونَ كما تَصُفُّ المَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ فَقُلْنَا يا رَسولَ اللهِ، وكيفَ تَصُفُّ المَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قالَ: يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأُوَلَ ويَتَرَاصُّونَ في الصَّفِّ”. (( الراوي : جابر بن سمرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 815 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

تدعو سورة الصافات إلى الحرص على مداومة ذكر الله تعالى في كل وقت، كالملائكة التي تداوم على ذكر الله تعالى وتوحده، ولا تنقطع عن ذلك، قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا لِجُلَسَائِهِ: “أطَّتِ السَّماءُ وحُقَّ لها أن تَئطَّ إنَّهُ ليسَ فيها مَوضعُ قدمٍ إلَّا وعليهِ ملَكٌ قائمٌ أو راكعٌ أو ساجدٌ ، وقالَ الملائكةُ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ}”. (( الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2312 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))

يقول الإمام برهان الدين البقاعي عن مقصد سورة الصافات: لما كان من البلاغة أن يناسب بين القسم والمقسم عليه، وكأن الاصطفاف دالاً على اتحاد القصد كما في صفوف القتال والصلاة، وكان الملائكة لا قصد لهم إلا الله من غير عائق عن ذلك، فكانوا أحق الخلق بالاصطفاف، تارة للصلاة، وتارة للتسبيح والتقديس، وتارة لتدبير الأرزاق، وتارة لتعذيب أهل الشقاق، إلى غير ذلك من الأمور.

اقرأ أيضا: فوائد من سورة الصافات

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version