تجربتي مع سورة النور

تجربتي مع سورة النور من أعظم تجارب قراءة سور القرآن الكريم، حيث أنزلها الله تعالى، وقدّر ما فيها من الأحكام والحدود على الوجة التام، وجعل آياتها واضحات بيناتٍ، ودالّات على ما فيها من أحكامٍ؛ للاتّعاظ، والتذكرة، وقد نزلت سورة النور في المدينة امُنورة، ويبلغ عدد آياتها أربعاً وستين آيةً.

تجربتي مع سورة النور

تجربتي مع سورة النور

تقول إحدى الفتيات: تجربتي مع سورة النور أنني كنت أعاني من مشاكل تأخر الزواج، فكلما تقدم شابٌ لخطبتي، تحدث العديد من الصعوبات التي تعيق إتمام الخطبة والزواج، وقد أثّر هذا الأمر كثيرًا على نفسيتي، حتى سمعت في إحدى المرات على التلفاز أحد الفقهاء يقول أن سورة النور من السور ذات التأثير العجيب في تسهيل أمور الزواج، وبالفعل داومت على قرائتها بشكل يومي قبل أن أنام، ولم يمر شهر، حتى رزقني الله بشاب صالح تقدم لخطبتي، وسهّل الله الأمور بيننا، ولم تحدث تلك التعقيدات التي كانت دائمًا ما تمنع من إتمام الزواج، ونحن الآن متزوجان والحمد لله.

يحكي أحد الشباب تجربته مع سورة النور، فيقول أن هذه السورة كانت هي القاعدة التي تحرص والداه على قرائتها وتعليمها له منذ صغره، وذلك بسبب أنها تشتمل على العديد من أساسيات التربية القويمة فضلًا عن غرس القيم الأخلاقية داخل الحياة، وتُعلم السور آداب الزيارة والاستئذان، كما أنها تحذر بشدة من قذف المحصنات، ولذلك تُعد هذه السورة ذات نفع كبير على تربية النشء بشكل صحيح.

يروي أحد الشباب أنه كان يعاني من مشاكل الأرق وعدم النوم بالإضافة إلى الشعور بالجاثوم عند الاستيقاظ من نومه، مما أثر عليه في آداء عمله وتسبب في الكثير من المشاكل مع مديريه في العمل، حيث كادت تلك المشكله أن تدمر حياته كلها، حتي سمع من أحد المشايخ خلال خطبة الجمعة عن فضل قراءة سوره النور وما بها من بركات لعلاج مشاكل النوم، و بالفعل أقدم علي قرائتها بشكل يومي بعد أداء قيام الليل، وكان للسورة تأثير كبير في تنظيم حياته وانتهاء مشكلة الجاثوم التي كانت تواجهه باستمرار.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة يوسف

خواص سورة النور

تختص سورة النور بالعديد من الفضائل ومن ذلك ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: علِّموا رجالَكم سورةَ المائدةِ وعلِّموا نساءَكم سورةَ النورِ. (( الراوي : مجاهد بن جبر المكي | المحدث : ابن عراق الكناني | المصدر : تنزيه الشريعة، الصفحة أو الرقم: 2/209 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ))

جاء عن أبي بن كعب: من قرأَ سورةَ النُّورِ أُعطِى من الأَجر عشرَ حسنات، بعدد كلّ مؤمن فيما مضى، وفيما بقى. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 205 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

يدل على فضل سورة النور أنها جاءت لتبرئه السيدة عائشة أم المؤمنين لما خاض الناس في عرضها، حيث أرسلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى عائشةَ قالَتْ فجِئْتُ وأنا أنتفِضُ من غيرِ حُمَّى فقال يا عائشةُ ما يقولُ الناسُ فقالَتْ لا والذي بعثَكَ بالحقِ لا أعتذِرُ من شيءٍ قالوه حتى ينزِلَ عذري منَ السماءِ فأنزل اللهُ فيها خمسَ عشرةَ آيةٍ من سورةِ النورِ ثم قرأَ الحكمَ حتى بلغَ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبينَ والطَّيِّبُونَ للطَّيِّبَاتِ قال فالخبيثاتُ من النساءِ للخبيثينَ منَ الرجالِ والخبيثونَ منَ الرجالِ للخبيثاتِ من النساءِ والطيباتُ منَ النساءِ للطيبينَ منَ الرجالِ والطيبونَ منَ الرجالِ للطيباتِ منَ النساءِ. (( الراوي : الحكم بن عيينة | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/84 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح ))

لمَّا نزَلَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُرآنُ خرَج، فجلَسَ على المِنبَرِ، فتَلا على النَّاسِ ما أنزَلَ اللهُ: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} إلى قولِهِ: {عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 11]، قال: ثمَّ نزَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأمَرَ برجُلَيْنِ وامرأةٍ، فضُرِبوا حدَّهم ثمانِينَ ثمانِينَ، وهمُ الذينَ تَوَلَّوْا كِبْرَ ذلكَ، وقالوا بالفاحشةِ: حسَّانُ، ومِسْطَحٌ، وحَمْنةُ. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار، الصفحة أو الرقم: 2963 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))

كان أبو بكرٍ رضوانُ اللهِ عليه يُنفِقُ على مِسطَحٍ لقرابتِه منه وفقرِه فقال: واللهِ لا أُنفِقُ عليه أبدًا بعدَ الَّذي قال لعائشةَ ما قال فأنزَل اللهُ {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} [النور: 22] إلى قولِه: {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22] فقال أبو بكرٍ: واللهِ إنِّي لَأُحِبُّ أنْ يغفِرَ اللهُ لي فرجَع إلى مِسطَحٍ بالنَّفقةِ الَّتي كان يُنفِقُ عليه فقال: واللهِ لا أنزِعُها منه أبدًا قالت: وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سأَل زينبَ بنتَ جحشٍ عن أمري: ( ما علِمْتِ وما رأَيْتِ ؟ ) فقالت: أحمي سمعي وبصري ما علِمْتُ إلَّا خيرًا قالت: وهي الَّتي كانت تُساميني مِن أزواجِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فعصَمها اللهُ بالورَعِ وطفِقتْ أختُها حَمنةُ بنتُ جحشٍ تُحارِبُ لها فهلَكتْ فيمَن هلَك. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 4212 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

قرأَ ابنُ عبَّاسٍ سورةَ النُّورِ ثمَّ جعلَ يفسِّرُها، فقالَ رجلٌ : لو سمعَتْ هذا الدَّيلمُ لأسلَمَت. (( الراوي : يعقوب بن سفيان | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر، الصفحة أو الرقم: 7/126 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))

يتبين من سورة النور أن الله مالك الكون يتصرف به كيف يشاء، أنار الطريق وأصلح المجتمع المؤمن بأن جعله بيوتاً نزيهة شريفة طاهرة، حماها بتدبيره وتقديره وكما أراده بنفسه، فهو الهادي والمشرّع والمزكي بالأخلاق والآداب وما فيه صلاح أمر الناس، رحمة منه وفضلاً. فاتمروا بأوامره وانتهوا عن زواجره واتبعوا دينه لأنكم راجعون إليه فيوفيكم جزاء أعمالكم.

اقرأ أيضا: موضوعات ومضامين سورة النور

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version