تجربتي مع سورة الحج
تجربتي مع سورة الحج من التجارب التي تؤثر في النفس بشدة؛ حيث ابتدأت السورة الكريمة بمطلع عنيف ومخيف، ترتجف له القلوب، وتطيش لهوله العقول، ذلكم هو الزلزال العنيف الذي يكون بين يدي الساعة، وتُعد سورة الحج هي الثالثة بعد المائة حسب ترتيب النزول، وقد نزلت بعد سورة النور.
تجربتي مع سورة الحج
تقول إحدى السيدات: تجربتي مع سورة الحج كانت بسبب تأخر زواجي، فقد كنت أتمتع بالجمال وبياض البشرة ولون العينين، وأتميز بفضل الله بالمال والجمال، ومع هذا كلما جائنى شاب لخطبتي، أقوم برفضه، وإظهار عيوب كثيرة قد لا تكون من الأصل موجودة فيه، حتى إن عائلتي ظنوا أنني على علاقة ما بأحد الشباب، وعشت فترة طويلة قرابة الخمس سنوات على هذا المنوال، حتى في آخر عامين لم يأتِ أحد لخطبتي، وكنت أسمع من صديقاتي أن عزوف الشباب عني بسبب أنني معقدة ومتكبرة، وظلت الاتهامات تلاحقني، حتى أننى طعنت في شرفي وقالوا عني أنني أخاف الزواج حتى لا ينفضح أمري.
تتابع: كان هذا الأمر بداية لبحثي عن رد الإهانة والظلم الذي في وقعي في حقي بدون أي بينة أو برهان، ونصحنى أحد المشايخ بتلاوة القرآن والتقرب لله، والمحافظة على الصلاة، وقراءة سورة الحج للإسراع من زواجي، كما نصحوني بتلاوة الرقية الشرعية، وبعد هذه النصيحة، أدركت أننى كنت متهاونة في حقوق الله، فندمت وعزمت على تلاوة سورة الحج كل ليلة مع الالتزام بطاعة الله تعالى، وبعد ثلاثة شهور تقدم لخطبتي طبيب ويتميز بالأخلاق الحسنة والصلاح، وهداني الله لتقبله دون أن أرى فيه أي عيوب، بل وجدت راحة واطمئنان وكتب لي الله لنا الزواج كما رزقني الله منه بالذرية الصالحة والحمد لله.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الإسراء
خواص سورة الحج
تتعدد الأدلة على اختصاص سورة الحج بالفضل ومن ذلك ما رُوي عن خالد بن معدان عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “فُضِّلَت سورةُ الحجِّ على القرآنِ بسجدتينِ”. (( الراوي : خالد بن معدان | المحدث : أبو داود | المصدر : السنن الكبرى للبيهقي، الصفحة أو الرقم: 2/317 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ))
وعن أبي بن كعب: “من قرأَ سورةَ الحجِّ أَعْطَى من الأَجر كحَجّة حَجَّها، وعمرة اعتمرها، بعدَد مَن حجّ واعتمر، مَنْ مضى منهم ومن بَقى، ويُكتب له بعدد كلّ واحد منهم حجَّة وعمرة وله بكلِّ آية قرأَها مثلُ ثواب مَنْ حَجّ عن أَبويه” (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 194 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
كما ثبت عن عقبة بن عامر أنه قال: “قلتُ يا رسولَ اللهِ فُضِّلَتْ سورةُ الحَجِّ بأنَّ فيها سَجْدَتَيْنِ؟ قال نعم، ومَن لم يَسْجُدْهما فلا يَقْرَأْهُما”. (( الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 5869 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
وتُعد سورة الحج واحدة من سور المثاني وقد جاء عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضى الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ. (( الراوي : واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 1457 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
ومن الأدلة على اختصاص بعض آيات سورة الحج بالفضل: عَنْ عَلِيِّ بنِ أبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، أنَّه قَالَ: أنَا أوَّلُ مَن يَجْثُو بيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ لِلْخُصُومَةِ يَومَ القِيَامَةِ وقَالَ قَيْسُ بنُ عُبَادٍ: وفيهم أُنْزِلَتْ: “هذانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا في رَبِّهِمْ” قَالَ: هُمُ الَّذِينَ تَبَارَزُوا يَومَ بَدْرٍ: حَمْزَةُ، وعَلِيٌّ، وعُبَيْدَةُ، أوْ أبو عُبَيْدَةَ بنُ الحَارِثِ، وشيبَةُ بنُ رَبِيعَةَ، وعُتْبَةُ بنُ رَبِيعَةَ، والوَلِيدُ بنُ عُتْبَةَ. (( الراوي : قيس بن عباد أو عبادة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3965 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
عن عبد الله بن عباس قال: كان الناسُ منَ الأعرابِ يَأتونَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُسلِمونَ فإذا رجَعوا إلى بِلادِهم فإنْ وجَدوا عامَ غَيثٍ وعامَ خِصبٍ وعامَ وِلادٍ حسَنٍ قالوا إنَّ دِينَنا هذا لَصالِحٌ فتمَسَّكوا له وإنْ وَجَدوا عامَ جَدْبٍ وعامَ وِلادِ سُوءٍ وعامَ قَحْطٍ قالوا ما في دِينِنا هذا خيرٌ فأنزَل اللهُ “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ”. (( الراوي : عبد الله بن عباس | المحدث : الشوكاني | المصدر : فتح القدير، الصفحة أو الرقم: 3/625 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
قرأَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بمكَّةَ النَّجمَ فلمَّا بلغَ هذا الموضِعَ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ألقَى الشَّيطانُ على لسانِهِ تلكَ الغَرانيقُ العُلَى وإنَّ شفاعتَهُنَّ لتُرتَجى قالوا ما ذكَرَ آلهتَنا بخيرٍ قبلَ اليومِ فسجدَ وسجدوا ثُمَّ جاءهُ جبريلُ بعدَ ذلكَ قال اعرِضْ عليَّ ما جئتُكَ به فلمَّا بلغ تلكَ الغَرانيقُ العُلَى وإنَّ شفاعتَهُنَّ لتُرتَجى قال له جبريلُ لم آتِكَ بهذا هذا من الشَّيطانِ فأنزل اللَّهُ من سورة الحج :وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ”. (( الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : السيوطي | المصدر : الدر المنثور، الصفحة أو الرقم: 10/510 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
يتمثل مقصد سورة الحج في الحثّ على تقوى الله والاستسلام له، وبيان أنّ الدين عبادة وجهاد وتعظيم لشعائر الله لما في هذا من منافع للناس في الدنيا من رزق ونصر للمؤمنين وإهلاك للظلمة، وثواب في الآخرة للمؤمنين أو عقاب للكافرين. وركّزت السورة على الإيمان بالساعة والبعث (كعلاج) ليعلم الناس أنهم مجازون على أعمالهم بالثواب أو العقاب.
وسُميت بالحجّ لما فيه من شعائر ومشقّة للدلالة على الجهد المطلوب لأداء التكاليف، والجهاد. وأيضاً كصورة مصغّرة عن البعث والنشور. والغرض من التخويف بالسّاعة هو الحثّ على تقوى الله. كذلك الغرض من ايراد بعض شعائر الحج هو استجاشة مشاعر الإيمان والتقوى والإخبات والاستسلام لله.
اقرأ أيضا: موضوعات ومضامين سورة الحج