تجربتي مع سورة يوسف
تجربتي مع سورة يوسف من أهم التجارب التي يجب على المسلم اختبارها، وذلك بقراءة هذه السورة المباركة حيث أخبر الله عز وجل عباده بأن سورة يوسف هي أحسن القصص، لكثرة العبر والحكم التي لم تتضمن مثلها قصة في القرآن الكريم، ولذكر الأنبياء والصالحين والملائكة والشياطين، والجن والإنس، وقصص الملوك والتجار والعلماء، والرجال والنساء، وفيها ذكر التوحيد والفقه وتفسير الرؤيا، والسياسة وغيرها من الأمور التي تفيد في الدين والدنيا.
تجربتي مع سورة يوسف
تجربتي مع سورة يوسف كانت مُفيدة ومؤثرة علىّ بشكل كبير للغاية، فهذه السورة قادرة على أن تُزيل الهموم والأحزان، كما أنها كانت سببًا في إراحة أعصابي وتهدئة نفسي، فهي سورة إيناس وسكينة وتفريج للهموم، كما قال العلماء: “ما قرأها محزونٌ إلا سُرِّي عنه”.
ومن أهم الفوائد الروحانية التي استفدتها من تجربتي مع سورة يوسف وقرائتها ما يأتي:
- الاستعانة على قضاء الحوائج بالكتمان، ويجب على المؤمن أن يكتم ما يخشاه ويحاذر وقوعه ويبعد عن أسباب الشر، قال تعالى: {لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً}.
- معرفة أن الرؤيا الحسنة التي يراها المسلم حق: فالمسلم يؤمن أن الرؤيا من عند الله وفيها إخبار بأمر ما.
- التوكل على الله عز وجل والصبر على الابتلاء وحسن الظن به، ومعرفة أنّ الكون كله مسيّر وفق حكمة الله تعالى وعلمه، وأنّه فوق مستوى إدراك البشر، لذا يجب على البشر عدم الانشغال بما لا يستطيعون الوصول إليه، قال تعالى: {إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}.
- الثقة في تدبير الله سبحانه وعدم اليأس والتذمّر، وخاصةً عند الوقوع في أحداث محبطة ومؤذية ولم تُفهم الحكمة منها، فيجب ترك الأمور إلى مُدبّرها.
- عدل الوالدين بين الأولاد والمساواة بينهم، وعدم إيثار أحد على الآخر، لأنَّ ذلك يُعكّر صفو الحياة ويؤول إلى اختلال الجو الأسري.
- الابتعاد عن أماكن الفتنة والابتلاء، ليتجنب المؤمن أن يقع في أسباب المعصية فيندم ويكبر ذنبه؛ لذلك يجب تجنب الخلو بالنساء وخاصةً من يظهرن الفتنة، ليحصل المؤمن على عصمة الله سبحانه وحفظه وعدم الوقوع في شر عظيم.
- تقديم الأمر الذي فيه خير وأجر عظيم في الآخرة، وإن كان ظاهره عقوبة دنيوية، والبعد عن الخيار الذي فيه معصية وإن كان فيه خير دنيوي، فقد اختار يوسف عليه السلام الدخول إلى السجن على عدم الوقوع في المعصية، وقد كان طريقًا له للوصول إلى العزة في الدنيا والنجاة في الآخرة.
- الذنب ينغّص على فاعله حياته، فإخوة يوسف -عليه السلام- قالوا: {سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ}؛ لأنهم لم ينسوا ما فعلوه بيوسف -عليه السلام- من قبل، وكانوا على نية التفريط بأخيهم مرة أخرى.
- سورة يوسف أمل وإيناس لكل من يحلم بالنجاح والوصول إلى هدفه، ولكن واقعه مرير ومُبتلى، وهي عظة لكل من يبحث عن عمل ومجتمعه مُحبط وظروفه صعبة، فأكثر ما تحدثت عنه السورة هو عدم اليأس.
- عبادة الله سبحانه والدعاء إليه ومناجاته في الرخاء والشدة، ومهما كانت الظروف والأحوال، ودعوة الناس إلى الله سبحانه وتوحيده بكل الأماكن والظروف، كما دعا يوسف عليه السلام الفتيين إلى توحيد الله سبحانه وهما في السجن.
- التواضع لله عز وجل بعد النصر والنجاح، والتذكر بأنَّ النجاح والنصر من فضل الله على عباده، قال تعالى: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}.
- التأكيد على أن الصراع بين الحق والباطل قائم، فقد بدأ هذا الصراع منذ أن خلق الله الدنيا وما عليها، ولن ينتهي إلا بانتهائها، وهذه سنّة الله تعالى في خلقه
- جزاء الدعوة إلى الله النصر بعد المعاناة: إذ يصاحب الدعوة إلى الله الكثير من المصاعب التي يبذل فيها الداعي كل ما يملك من طاقة، ويجزيه الله بصبره النصر والتأييد من عنده رغم ضعفه ويأسه من أسباب النصر.
اقرأ أيضا: موضوعات ومضامين سورة يوسف
سورة يوسف مفيدة للرزق
لم يُذكر عند أهل العلم بالصريح أنَّ سورة يوسف مفيدة للرزق، ولكنها سورة شملت الانتقال من حال إلى حال، ومن يسر إلى عسر، ومن ضيق إلى فرج، ومن فرح إلى سرور، ومن ذل إلى عز، والقرآن الكريم شفاء لما في الصدور ورحمة للمؤمنين وهمومهم فلا مانع من قراءة السورة لتفريج الحال.
اقرأ أيضا: أسباب نزول سورة يوسف
عجائب سورة يوسف
وردت كلمة (يوسف) في سورة يوسف 25 مرة، وحين نتتبع كلمة (يوسف) أينما وردت في آيات السورة ونحسب ترتيبها بين كلمات الآية، كمثال على ذلك: الآية 4 (إذ قال يوسف لأبيه يأبت إني رأيت أحد عشر كوكبا) نجد أن ترتيب كلمة يوسف في الآية هو 3 حيث أن قبلها كلمتين (إذ قال)، والآية 7 (لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين) نجد أن ترتيب كلمة يوسف في الآية هو 4 حيث أن قبلها ثلاث كلمات (لقد كان في ..)
وهكذا نمضي في عد ترتيب كلمة يوسف في المرات الـ 25 التي ورد فيها في السورة ثم نجمع هذه التراتيب كلها فنجد أن مجموعها يساوي 156 ومن العجيب أن هذا العدد 156 هو قيمة كلمة يوسف بحساب الجمّل
حيث أن الياء يساوي 10، والواو يساوي 6، والسين يساوي 60 ، والفاء يساوي 80 فيكون المجموع 156 مساوياً لترتيب الكلمة بين جميع الآيات التي وردت فيها، من هنا ندرك أنه أينما وردت كلمة يوسف في السورة فقد وردت بحساب دقيق جداً يستحيل على أي بشر أن يأتي بمثله.
اقرأ أيضا: قصة يوسف عليه السلام للاطفال