تجربتي مع سورة طه

تجربتي مع سورة طه

by محمود عاطف
تجربتي مع سورة طه

تجربتي مع سورة طه من التجارب التي تدفع المسلم إلى تلاوة كتابة الله تعالى بتدبر ورجاء؛ لتعدد فضائل هذه السورة المباركة، وتُعتبر سورة طه مكّيّة النزول باستثناء آيتين، وهما: الآية مئة وثلاثون، والآية مئة وإحدى وثلاثين، حيث نزلتا في المدينة المنوّرة، وقد نزلت بعد سورة مريم.

تجربتي مع سورة طه

تجربتي مع سورة طه

تقول إحدى السيدات: تجربتي مع سورة طه كانت بعدما عشت طيلة عشر سنوات في معيشة سيئة مليئة بالهم والغم، فكنت تارة أدخل في مشاكل وخلافات مع زوجى، وتارة أخرى أدخل في مشاكل مع أهله، وتارة مع سكان البيت الذي أعيش فيه بسبب أو بدون سبب، حتى إن زوجي كثيرًا كان يقول عنى إنني امرأة مجنونة، وبرغم من تأثير كلماته على نفسيتي، لكنني أعترف فعلًا بأن أعصابي لم تكن كالسابق، فكنت حريصة على الصلاة والعبادة قبل زواجى، ولكن بعد زواجى أصبحت أتكاسل عن فروض الله قليلا، وبعد إنجابي لأول طفل انشغلت في تربيته، وانشغلت عن الله سبحانه جل علاه.

تتابع: مضى عشر سنوات، وكان لا يمر يوم إلا وتطرأ علينا مشكلة، حتى أننى كنت أغضب وأترك البيت لأكثر من شهر وأحيانًا لمدة شهرين، ويتكرر الأمر أكثر من ثلاث مرات في العام، تزداد أعباء الحياة وتزداد الهموم، ولكن ذات يوم جلست مع صديقة لي ونصحتني بالتقرب لله وتلاوة سورة طه فربما أكون مسحورة، وسبب تكدير حياتنا هو أعمال السحر، وحينها تذكرت معامله شقيقة زوجى لي في أول زواجنا وتذكرت كرهها الشديد لي، ولكن لا أريد أن أكرر افتعال خلافات، وشهدت نفسي التزام الصمت وكظم الغيظ، وتلاوة القرآن الكريم وسماع الخطب والمواعظ، والحرص على الدعاء، وتلاوة سورة طة بنية فك السحر وفك الكرب، والحمد لله مضي على هذا العهد قرابة عام والحمد لله حياتنا أفضل بكثير، وأصبحت حياتنا خالية من المشاكل المفتعلة بفضل الله تعالى.

تقول فتاة أخرى تجربتي مع سورة طه كانت بسبب أنني أحب ابن خالتي حبًا جمًا، ولكنه كان لا يبادلني نفس المشاعر وبعدما سمعت عن فائدة قراءة سورة طه من أجل الزواج بالزوج الصالح، واظبت على قراءتها، وبالفعل بعد مدة قصيرة كتب الله بيننا القبول، وتقدم ابن خالتي لخطبتي وتزوجنا، وأصبحنا نعيش حياة سعيدة معًا.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة مريم

خواص سورة طه

سورة طه

وردت الكثير من الأحاديث الصَّحيحة التي تدل على اختصاص سورة طه بالفضل فقد روى معقل بن يسار عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “أعطيتُ سورةَ البقرةِ منَ الذِّكرِ الأولِ ، وأعطيتُ طهَ والطواسينَ والحواميمَ منْ ألواحِ موسى، وأعطيتُ فاتحةَ الكتابِ وخواتيمِ سورةِ البقرةِ منِ تحتِ العرشِ، والمفصلُ نافلةٌ”. (( الراوي : معقل بن يسار | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 1162 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن فضل سورة طه مع بعض السور الأخرى: “بني إسرائيلَ والكهفِ ومريمَ وطه والأنبياءِ: هُنَّ من العِتَاقِ الأُوَلِ، وهنَّ من تِلادِي”. (( الراوي: عبد الله بن مسعود، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4739، خلاصة حكم المحدث: صحيح ))

لقد ذكر عبد الله ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّ هذه السُّورة أنّ لها فضلًا كبيرًا، فالعتاق عند العرب هي الأمور التي تبلغ قمة الجودة والفضل، وقد أخذت هذه السُّورة هذه المكانة لأنَّها جمعت قصص الأنبياء والرُّسل عليهم السَّلام، وأمّا قوله -رضي الله عنه- إنّها من التِّلاد فيعني أنَّها من السُّور الأولى التي نزلت على المؤمنين وحفظوها في بداية الدعوة، فالتِّلاد في الأصل هو المال القديم الموروث.

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “اسمُ اللهِ الأعظَمُ الَّذي إذا دُعِيَ به أجاب في سُوَرٍ ثلاثٍ في البَقرةِ وآلِ عِمْرانَ وطه”. (( الراوي : أبو أمامة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار، الصفحة أو الرقم: 177 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))

لقد تظافرت الشروح لهذا الحديث لتعيين وتحديد اسم الله الأعظم الوارد بصورة مشتركة بين هذه السُّور الثَّلاث، فاسم الله الأعظم الوارد في سورة البقرة هو ما ورد في آية الكرسي في قوله تعالى: {اللهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، واسم الله الأعظم في سورة آل عمران هو ما ورد في بداية السُّورة وافتتاحيتها في قوله تعالى: {اللهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}.

وأمَّا اسم الله الأعظم الوارد في سورة طه فهو في قوله تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ}، وقال الألباني إنّ الأقرب في رأيه في شرح هذا الحديث إنَّ الآية التي تحوي اسم الله الأعظم في سورة طه هي قوله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا}، فاسم الله الأعظم في هذه الحال هو “الله” جلّ جلاله.

كانت سورة طه من السُّور الأوائل التي نزلت على المسلمين، فكان يتلوها المسلمون سرًّا حين كانت الدعوة سريّة في مكّة، ومن بينهم كانت أخت عمر بن الخطاب وزوج أخته، وعندما علم عمر بن الخطاب بإسلامهم ذهب إليهم غاضبًا، وما إن سمع آيات سورة طه حتَّى شرح الله صدره للإسلام، وسأل عن النَّبي -صلّى الله عليه وسلّم- ليعلن إسلامه أمامه.

عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: “لا تدعوا قراءة سورة طه فإن اللّه يحبها ويحب من يقرأها، ومن أدمن قراءتها أعطاه اللّه يوم القيامة كتابه بيمينه ، ولم يحاسبه بما عمل في الإسلام ، وأعطي في الآخرة من الأجر حتى يرضى”. (( ثواب الأعمال ، ص 137 ))

يتمثل مقصد سورة طه  في بيان أن الله ما جعل القرآن شقاء ولكن رحمة ونوراً ودليلاً إلى السعادة في الدنيا والجنة في الآخرة. نزل رحمة للناس وتذكيراً لهم بواجباتهم في الحياة، المبنيّة على فطرة الله، والتي فيها سعادتهم وحمايتهم من الشقاء في الدارين، وأن كل نفس ستجزى في الآخرة بما عملت في الدنيا من خير أو شر.

اقرأ أيضا: موضوعات ومضامين سورة طه

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

You may also like

Leave a Comment