تجربتي مع سورة الأنعام

تجربتي مع سورة الأنعام من التجارب التي يجب على المسلمين اختبارها بقراءة هذه السورة المباركة واكتشاف أسرارها وعجائبها، فهي السورة الثامنة وخمسون حسب ترتيب النزول، وقد نزلت بعد سورة الحجر، وليس لها أي أسماء أخرى سوى الأنعام.

تجربتي مع سورة الأنعام

تجربتي مع سورة الأنعام

يقول أحد الإخوة: تجربتي مع سورة الأنعام كانت فارقة في حياتي بشكل كامل، فقد كنت أعاني من تخبط شديد في جميع أمور حياتي، فكنت قد تخرجت من الكلية، ولم أجد عملًا مناسبًا لي، كما أنني كنت أُحب فتاة وأريد أن يجمع الله بيننا في الحلال، ولكن بسبب عدم عملي وسوء أحوالي المادية، فقد رُفضت عندما تقدم إلى الزواج منها، هذا الأمر تسبب في الشعور باليأس والدخول في نوبة اكتئاب.

يتابع: بعد أن قضيت أيامًا طوالًا منعزلًا عن الناس، ليس لدي رغبة في مقابلة أحد أو البحث عن فرصة عمل نتيجة ما أصبت به من إحساس بالعجز أمام الظروف الحياتية، ومرت الأيام وأنا على هذه الحال، لا أحرك ساكنًا، وقد أُصبت بالشحوب والتعب نتيجة نمط حياتي، إلا أن هداني الله ذات مرة لأن أستيقظ من النوم على أذان الفجر، وبرغم عدم التزامي بالصلاة إلا أنني عزمت على الخروج لكي أصلي الفجر، وبعد أداء صلاة الفجر، عُدت إلى البيت وكانت لدي رغبة في قراءة ورد من القرآن الكريم، وفتحت المصحف الشريف، وقلت سأقرأ من السورة التي تُفتح، وبالفعل، انفتح المصحف على سورة الأنعام، وقرأت منها بتدبر، ووجدت أنني أشعر بالراحة مع قراءة آياتها.

يُكمل: بعد هذا الموقف، واظبت على الصلوات وجعلت سورة الأنعام جزءًا من الورد اليومي الذي أقراه من القرآن الكريم، وتحسنت حالتي كثيرًا بعدها، وأصبح لدي طاقة للبحث عن فرصة عمل، حتى هداني الله لإيجاد وظيفة مناسبة، ومن ثم عاودت التقدم للبنت التي كنت أحبها، وشاء الله أن يوافق والدها رغم أنه رفضني في المرة الأولى؛ لأنه شعر أنني هذه المرة أكثر جدية، وأراد الله أن تكون النقطة الفارقة في حياتي بعد قراءة سورة الأنعام.

من الأدعية التي تقرأ بعد سورة الأنعام لقضاء الحوائج المستعصية:

اللهم يا سريع الحساب، يا شديد العقاب، يا غفور يا حليم، يا خالق كل شيء، يا فاطر السماوات والأرض، يا فالق الحب والنوى، يا فالق الإصباح يا مسبب الأسباب، يا فاتح الأبواب، يا قاضي الحاجات، يا مجيب الدعوات، يا ولي الحسنات، يا رافع السيئات، يا مقيل العثرات، يا محيي الأموات، يا نور الأراضين والسماوات، يا غافر الخطيئات، يا ساتر العورات، يا مانع البليات، يا عالم الخفيات، صل على محمد وعلى آل محمد واقض حاجتي في هذه الساعة، يا إله الأولين والآخرين، يا بديع السماوات والأراضين، يا ذا الجلال والإكرام، يا أرحم الراحمين، وصل الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة المائدة

خواص سورة الأنعام

سورة الأنعام

وردت العديد من الأدلة النبوية التي تؤكد على اختصاص سورة الأنعام بالفضل ومن ذلك حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: نزلتْ سورَةُ الأنعامِ بمَكَّةَ ليلًا جملةً ، حولَها سبعونَ ألفَ ملَكٍ يجأرونَ حولَها بالتَّسبيحِ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسير، الصفحة أو الرقم: 1/761 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))

قال علي بن أبي طالب: هكذا أُنزِل القرآنُ خمسًا خمسًا ؛ ومن حفظه هكذا لم ينسَه إلا سورةَ الأنعامِ ، فإنها نزلت جملةً في ألفٍ يُشيِّعُها من كُلِّ سماءٍ سبعونَ ملَكًا ، حتى أدَّوها إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ ، ما قُرِئت على عليلٍ قطُّ إلا شفاه اللهُ عزَّ وجلَّ. ولذلك وصفها عُمَرُ بْنِ الْخَطَّابِ بأنّها مِنْ نَوَاجِبِ الْقُرْآنِ. (( الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الذهبي | المصدر : ميزان الاعتدال، الصفحة أو الرقم: 1/308 | خلاصة حكم المحدث : جيد ))

عن ابن مسعود قال: من صلى الفجر في جماعة وقعد في مصلاه وقرأ ثلاث آيات من “سورة الأنعام” وكل الله به سبعين ملكاً يسبحون الله ويستغفرون له إلى يوم القيامة. (( الراوي : يعقوب القمي | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : لسان الميزان، الصفحة أو الرقم: 1/237 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))

من أبرز ما اشتملت عليه سورة الأنعام من مقاصد وخواص: التعريف بالله الواحد الأحد أي الدعوة إلى التوحيد، وبيان علامات وجود الله: في الخلق، والملك، والنعم، وإرسال الرسل، وإنزال الآيات، وغيرها من علامات تدبيره لأمور مخلوقاته.

دعت سورة الأنعام إلى الإيمان بالله، واتباع الهدى والحق، وعدم التكذيب، وأنه سبحانه خلق الإنسان واستخلفه في الأرض للابتلاء بهذا الإيمان، ثم الحساب والجزاء في الآخرة، فكان أكثرهم مكذبون ومشركون.

وبمعنى آخر تهدف السورة إلى إيصال معنىً واحد هو أن كلّ المخلوقات في الكون وكلّ ما فيه من سنن ثابتة وتدابير وتكاليف، وكلّ شيء علمناه ولم نعلمه مصدره واحد، هو الله وحده لا شريك له.

ورد في سورة الأنعام الآية رقم 122 (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) وهذة الأية جمعت الحروف السبعة التى سقطت من الفاتحة، فأسألوا الله الخير واستعيذوه من الشر.

اقرأ أيضا: أسباب نزول سورة الأنعام

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *