تجربتي مع ختم القران يوميا

تعظم فضائل ختم القرآن الكريم إذ إن تلاوة كتاب الله تعالى وآياته ينال بها القارئ أجرًا بكل حرف يقرأه عشر حسنات، وعند الاطلاع على تجربتي مع ختم القران يوميا تزيد حماسة الكثير من المسلمين إلى الاقتداء بالسلف الصالح وأصحاب العزيمة القوية لختم كتاب الله تعالى وتدبره.

تجربتي مع ختم القران يوميا

تجربتي مع ختم القران يوميا

يقول أحد الإخوة: تجربتي مع ختم القران يوميا أنني اعتكفتُ في العشر الأواخر من رمضان المبارك في أحد المساجد بمكة المكرمة، وكنت دائمًا ما أقرأ في السير وأسمع عن السلف الصالح وقرائتهم للقرآن الكريم، وأتعجب من قدرتهم على ختم القرآن كاملًا في ثلاثة أيام أو في يومين، بل زاد إعجابي وتعجبي من عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي قرأ القرآن الكريم كاملًا في ركعة واحدة، ومع مجيء العشر الأواخر من رمضان، قلت لم لا أُجرب أن أختم القرآن يوميًا؟!

يتابع: استعنت بالله تعالى وبدأت بقراءة القرآن الكريم من بعد الفجر، ووجدت أن الجزء يأخذ مني من ثلث إلى نصف ساعة فقط، وبعدما انتهيت من قراءة ثمانية أجزاء، كنت قد شعرت ببعض التعب، فنمت قليلًا، وبعدها استيقظت وأنجزت بعض الأعمال، وبعد الظهر، عاودت القراءة مرة أخرى إلى بعد العصر، لأجد أنني انتهيت من قراءة نصف القرآن، وبعد أداء صلاة التراويح تابعت القراءة مرة أخرى، حتى تمكنت من الانتهاء من ختم القرآن قبل انتهاء اليوم.

يقول: لا تسألني عن الفرحة التي غمرتني بعد تجربتي مع حتم القران يوميا ومن بعدها، أصبحت أستثمر كل دقيقة في يومي، وأستخسر ضياع أي دقيقة من اليوم حتى لأني أنظر إلى البطالين والجالسين بلا عمل، فأتمنى لو كان الوقت يُشترى؛ لاشتريه منهم.

ويحكي هذا الأخ عن الرؤيا التي رآها بعد ختم القرآن الكريم كاملًا يوميًا، فقد كان نائمًا ورآى شيئًا أسود اللون مقبلًا عليه، وكأنه هيكل عظمي محترق، ويمشي يتخطى جميع الناس ويتجه نحوي، لدرجة أنني قلت أنه شيطان يريد إيذائي، وبعد اقترابه مني، فإذا به يسقط سقوطًا مدويًا، لدرجة أن يده ارتفعت إلى الخلف وسقطت، ليستقظ هذا الشاب، ولا يدري معنى هذه الرؤيا؛ لكنه موقن أنها حق.

بعد هذه الرؤيا، يقول الشاب، أنني كنت أعاني من بعض الآلام في مناطق متفرقة من جسدي، لدرجة أنني آلفت هذه الآلام، وإذا بي أشعر براحة، ويكأنني كنت أحمل حملًا ثقيلًا ومن ثم نزعته عن نفسي، لأعيش في راحة ببركة ختم القرآن الكريم يوميًا.

اقرأ أيضا: دعاء ختم القران الكريم كامل

ختم القرآن الكريم عند الصحابة والسلف الصالح

ختم القرآن الكريم

ورد الكثير من الاقوال التي تصف تعامل السلف مع القرآن وفي ما يأتي بعض ما ورد عنهم:

عثمان بن عفان

اشتهر عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بكثرة تلاوته للقرآن الكريم ورُوِيَّ عنه أنّه ختم القرآن الكريم كاملًا بركعة واحدة وكان علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إذا سُئل عن الوقت المتبقي من الليل يقول: “انظروا أين بلغَ عثمانُ من القرآن”، فكان حريصًا على اكتساب أجر تلاوة القرآن الكريم في كل ليلة.

عبد الله بن عمرو

وروى عبد الله بن عمرو تلاوته لكتاب الله تعالى وكيف كان يقرأه في كل ليلة فقال: “جمَعْتُ القُرآنَ فقرَأْتُ به في ليلةٍ فبلَغ ذلك النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : اقرَأْه في كلِّ شهرٍ قال : فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ دَعْني أستمتِعْ مِن قوَّتي ومِن شبابي فقال: اقرَأْه في كلِّ عِشرينَ قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ دَعْني أستمتِعْ مِن قوَّتي ومِن شبابي قال: اقرَأْه في عَشْرٍ فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ دَعْني أستمتِعْ مِن قوَّتي ومِن شبابي قال: اقرَأْه في سَبعٍ فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ دَعْني أستمتِعْ مِن قوَّتي ومِن شبابي فأبى”. (( الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 756 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

قتادة بن دعامة

ومن الذين اشتهروا بالمداومة على ختم كتاب الله تعالى والحرص على تلاوته قتادة بن دعامة؛ فكان يختم القرآن الكريم مرةَ في كل سبعة أيام، وفي شهر رمضان المبارك يختمه مرةً كل ثلاثة أيام وإذا جاءت العشر الأواخر من شهر رمضان ختم كتاب الله تعالى في كل ليلة.

محمد بن مسعر

كان المسعر بن كدام حريصًا على قراءة القرآن الكريم في كل ليلة قبل أنّ ينام وكان يقرأ نصف القرآن حيث روى ابنه محمد بن مسعر ذلك وقال: “انَ أَبِي لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ نِصْفَ الْقُرْآنِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ وِرْدِهِ لَفَّ رِدَاءَهُ ثُمَّ هَجَعَ عَلَيْهِ هَجْعَةً خَفِيفَةً، ثُمَّ يَثِبُ كَالرَّجُلِ الَّذِي ضَلَّ مِنْهُ شَيْءٌ فَهُوَ يَطْلُبُهُ، وَإِنَّمَا هُوَ السِّوَاكُ، وَالطُّهُورُ، ثُمَّ يَسْتَقْبِلُ الْمِحْرَابَ، فَكَذَلِكَ إِلَى الْفَجْرِ، وَكَانَ يَجْهَدُ عَلَى إِخْفَاءِ ذَلِكَ جِدًّا”.

الإمام البخاري

ورُوِيَّ عن الإمام البخاري -رحمه الله- كيف كان يختم القرآن الكريم في نهار شهر رمضان المبارك كل يوم ختمة، وكان يختمه كذلك في القيام مرة كل ثلاثة أيام، وهذا ما رواه مسبح بن سعيد حين قال: ” كان محمدُ بن إسماعيل البخاري رحمه الله يختمُ في رمضان في النهار كُلَّ يومٍ خَتمة ويقومُ بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بخَتْمَة”.

الأسود بن يزيد

جاء عن الأسود بن يزيد أنّه كان يختم القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك كل ليلتين، وفي باقي الأشهر يختم كتاب الله تعالى في كل ست ليالي.

سعيد بن جبير

رُوِيَّ عن سعيد بن جبير أنّه قرأ القرآن الكريم في ركعة واحدة عند دخوله الكعبة، وقيل إنه كان في رمضان يختم القرآن الكريم كاملًا بين المغرب والعشاء، وقيل أيضًا إنه كان يختم القرآن الكريم كاملًا في كل ليلتين.

ابن عساكر

كان ابن عساكر كثير التقرب والعبادة لله تعالى وكان حريصًا على تلاوة القرآن الكريم وختمه فيختمه في كل جمعة، وفي شهر رمضان المبارك يختمه في كل يوم مرة.

اقرأ أيضا: من هو أول من جمع القرآن الكريم

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *