ميّز الله سبحانه وتعالى الإنسان عن غيره من المخلوقات بميزة العقل، وأعطاه قدرات ومهارات فضّله بها عن سائر مخلوقاته، كما أنّه ميّز بعض الناس عن غيرهم بتفاوت في الفروقات الفرديّة في القدرات والتميّز والإبداع، وهذا ما يُسمّى بالذكاء، وقد كتب الشعراء عدة قصائد شعر عربي عن الذكاء.
شعر عربي عن الذكاء
قال الإمام الشافعي:
أَخي لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ
سَأُنبيكَ عَن تَفصيلِها بِبَيانِ
ذَكاءٌ وَحِرصٌ وَاِجتِهادٌ وَبُلغَةٌ
وَصُحبَةُ أُستاذٍ وَطولُ زَمانِ.
قال شاعر الحمراء:
كَثَّر الله زُمرةَ الأَغبياءِ
وجزاهُم خيرا عنِ الأذكيَاء
وَوقاهُم من كلِّ عَينٍ تُؤدِّي
بِهمُ لانقراَضهم وانقِضَائي
لا عَدِمنا لَهم وُجوداً فلولا
هُم لمَا بأن قطُّ فضلُ الذكاء
وذَوو القَدرِ والمكَانةِ ساوَوا
غيرَهُم من حُثالةِ الدَّهمَاء
خلقَ اللهُ في التَّبايُن سِرّاً
بل حوَى فيه حكمةَ الحُكماء
فَبهِ امتازَ عالِمٌ من جَهُولٍ
وكَريمٌ عن زمرةِ البُخَلاء
آهِ لولاَهم لا استَوى كلُّ ضِدٍّ
مَعَ ضِدٍّ بلا كبيرِ عَنَاء
واستَوى في الأنامِ خيرٌ وشرٌ
وتَساوى نورٌ معَ الظَّلماء
ولِذا فليَدُم لئامٌ وبُخَّا
لٌ وسُفلٌ وعاشَ أهلُ الغَبَاء.
قال ابن النقيب:
برِحَ الخفاءُ فما ذكاءُ إِياسِ
فيما نراهُ بأوْحدٍ في النّاسِ
إِنَّ الذكاءَ الأوحدِيَّ ذكاءُ مَنْ
جَلَّتْ مداركُهُ عن الأجناسِ
قاضي دِمَشقَ الأصمعيّ محمد
تِرْبُ الندى طَوْدُ العلوم الراسي
قَامَتْ على فضْلِ الأواخر حُجَّةٌ
منه تَمُتُّ بشاهدٍ وقياس
فَهْمٌ تعلَّق بالثرّيا مُسْفِراً
عن خِبْرَةٍ ودراية ومراس
وبَصارة في المُشْكِلاتِ تكفّلَتْ
منها بدفعِ مواقِعِ الإِلباس
وبديع نقْدٍ لا يُشَقُّ غبارُهُ
وملاحِظٌ نورية المقابس
جاءَتْ بتدقيقٍ نجيٍّ وحيُه
خلاّبِ ألباب الورى خلاّسِ
طيباً لآثارٍ له ومآثرٍ
مسْكية الأرواح والأنفاسِ.
قال الجميح الأسدي:
أَمسَت أُمامَةُ صَمتاً ما تكلِّمُنا
مجنونةٌ أم أحسَّت أهلَ خَرُّوبِ
مرَّت براكب ملهُوزٍ فقال لها
ضُرِّي الجُميحَ ومَسيهِ بِتَعذيبِ
ولو أصابت لقالت وهي صادقَةٌ
إن الرياضَةَ لا تُنصِبكَ للشيبِ
يأبَى الذكاءُ ويأبى أنَّ شَيخكُمُ
لن يُعطِيَ الآنَ عَن ضربٍ وتأديبِ.
قال المتنبي:
لا يُدْرِكُ المجْدَ إلَّا سَيِّدٌ فَطِنٌ
لِمَا يَشُقُّ على السَّادَاتِ فَعَّال
لا وارثٌ جَهِلَت يُمْنَاه ما وَهَبَت
ولا كَسُوبٌ بغير السَّيف سَئَّالُ.
كما قال المتنبي في قصيدة أخرى:
أفاضِلُ الناسِ أَغراضٌ لِذا الزَمَنِ
يَخلو مِنَ الهَمِّ أَخلاهُم مِنَ الفِطَنِ
وَإِنَّما نَحنُ في جيلٍ سَواسِيَةٍ
شَرٍّ عَلى الحُرِّ مِن سُقمٍ عَلى بَدَنِ
حَولي بِكُلِّ مَكانٍ مِنهُمُ خِلَقٌ
تُخطي إِذا جِئتَ في اِستِفهامِها بِمَنِ
لا أَقتَري بَلَداً إِلّا عَلى غَرَرٍ
وَلا أَمُرُّ بِخَلقٍ غَيرِ مُضطَغِنِ
وَلا أُعاشِرُ مِن أَملاكِهِم أَحَداً
إِلّا أَحَقَّ بِضَربِ الرَأسِ مِن وَثَنِ
إِنّي لَأَعذِرُهُم مِمّا أُعَنِّفُهُم
حَتّى أُعَنِّفُ نَفسي فيهِمِ وَأَني
فَقرُ الجَهولِ بِلا عَقلٍ إِلى أَدَبٍ
فَقرُ الحِمارِ بِلا رَأسٍ إِلى رَسَنِ.
قال الببغاء:
قَد بَلَونا الذَكاءَ في كُلِّ نابِ
فَوَجدناهُ صَنعَةَ السِنجابِ
حَرَكاتٌ تَأبى السُكونَ وَأَلحا
ظٌ حِدادٌ كَالنارِ في الإِلتِهابِ
خَفَّ جِدّاً عَلى النُفوسِ فَلَو شا
ءَ تَرامى مُجاوِراً لِلتَصابى
وَاِشتَهَت قُربهُ العُيونُ إِلى أَن
خِلتُهُ عِندَها أَخاً لِلشَبابِ
لابِسٌ جِلدَةً إِذا لاحَ خَلنا
هُ بِها في مُزَرَّةٍ مِن سَحابِ
لَو غَدا كُلُّ ذي ذَكاءٍ نَطوقاً
رَدَّ في ساعَةِ الخِطابِ جَوابي.
قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
يا فَرَنسا نِلتِ أَسبابَ السَماء
وَتَمَلَّكتِ مَقاليدَ الجِواء
غُلِبَ النَسرُ عَلى دَولَتِهِ
وَتَنَحّى لَكِ عَن عَرشِ الهَواء
وَأَتَتكِ الريحُ تَمشي أَمَةً
لَكِ يا بَلقيسُ مِن أَوفى الإِماء
رُوِّضَت بَعدَ جِماحٍ وَجَرَت
طَوعَ سُلطانَينِ عِلمٌ وَذَكاء.
قال الأحنف العكبري:
العقل معدوم فلا عقل
فصحّ عقل معه جهل
وإنما العاقل من لم يكن
يحفظ عنه في الخطا فعل
ويدّعي العقل جميع الورى
صغيرهم والشيخ والكهل
والجهل في الإنسان قبل الحجى
فالعقل فرع والغبا الأصل
والعقل مأسور بكف الهوى
مضطهد يتبعه الفضل
وأي عقل صحّ من عاقل
يحتاج في فعل إلى عذل
لا بدّ للعاقل من زلة
يسقط فيها ذلك الفضل
والناس كاثنين فذو فطنة
وحكمة في رأيه حزل
وجاهل قد ادّعى حكمة
برُدّه عن جهله النعل.
اقرأ أيضا: ما هو مفهوم الذكاء
أبيات شعر عربي عن الذكاء
- قال نيقولا الصائغ:
يا سيّداً حازَ الذكاءَ فلم يَزَل
يجري بَميدانِ الحِجَى ويَجُولُ
هاكَ المعمَّى ما يُماثلُ قولنا
تَرَكَ الهَوَى عنهُ الثَرَى المجبولُ.
- قال بهاء الدين زهير:
ما العَقلُ إِلّا زينَةٌ
سُبحانَ مَن أَخلاكَ مِنهُ
قُسِمَت عَلى الناسِ العُقو
لُ وَكانَ أَمراً غِبتَ عَنهُ.
- قال بطرس كرامة:
لو كان صحبك مثل الرمل في عدد
لم تلق غير إله الخلق من سند
إن كنت ذا فطنة أو كنت ذا رشد
فعش فريدا ولا تركن إلى أحد
- قال أبو تمام:
لا رِقَّة الحضر اللَّطيف غَذَتهم
وتباعدوا عن فِطْنَة الأعرابِ
فإذا كشفتهم وجدت لديهم
كرم النُّفوس وقلَّة الآدابِ.
- قال المتنبي:
ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ
وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ
وَالناسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ فَمُطلَقٌ
يَنسى الَّذي يولى وَعافٍ يَندَمُ.
- قال عمر الخيام:
العقل يعجب في تصرفه
ممن على الأيام يتكل
فنوالها كالريح منقلبٌ
ونعيمها كالظل منتقل.
- كما قال آخر:
أَلْمَعيُّ الظُّنونِ مُتَّقدُ الذِّهْنِ
أعانته فِطْنَة وذكاءُ
مِخْلَطٌ مِزْيَلٌ مِعَنٌّ مِفَنٌّ
كلُّ دَاء له لَدَيْهِ دَوَاءُ.
- قال الخبز أرزي:
وذي فطنةٍ نكته في استه
على غير وعدٍ بمثل الكَتِفْ
فقلت له اعصر فقال لحنت
بقولك أعصِر بفتح الألِفْ
فقلتُ فديتُكَ من أحمقٍ
فقال وأحمقُ لا ينصرفْ.
- قال ابن عيينة:
انظر وفكِّر فيما تمرُّ به
إنَّ الأريب المفكر الفَطِن.
- قال عبيد الله بن عبد الله بن طاهر:
ذو العقلِ يسخو بعيشِ ساعتِه
وبالذي بعدَها تشحُّ يدُه
وكلُّ ذي فِطْنَةٍ ومعرفةٍ
أهمُّ مِن يومِه عليه غدُه.
- قال ابن الرومي: