الشاي اسم صيني يطلق على شجرة كانت تُزرع قديمًا في شرقي آسيا كما يُطلق على المشروب الذي يصنع من أوراق هذه الشجرة، ويُعتبر نبات الشاي دائم الخضرة، ويتميز مشروب الشاي بطعمه الرائع وتأثيره الجميل على النفس بعد تناوله؛ ولذلك كتب الشعراء المعاصرون العديد من قصائد شعر عربي عن الشاي.
شعر عربي عن الشاي
يقول الشاعر الموريتاني محمد ولد بن ولد أحميدا في واحدة من أجمل قصائد شعر عربي عن الشاي :
حُقَّ لِهَذَا الشَّايِ أَن يُوصَفَا
فِي مَجلسٍ صَافٍ ويَومٍ صَفَا
في مَجلِسٍ مَا شَابَهُ شَائِبٌ
خَالٍ مِن أربَابِ الخَنَا والجَفَا
مَا ضَمَّ إِلاَّ سَيِّداً مَاجِداً
أو مِزهَراً أو شَادِناً أهيَفَا
ضَمَّ الأَديبَ الناجِيَ المُرتَضى
وَالمُرتَضى ابنَ المُرتَضى يُوسُفَا
وفِيهِ أخنَاثُ الفَتَاةُ التى
فِيهَا لِعَلاتِ العَلِيلِ شِفَا
شَمسَيَّةُ الوَجهِ إِذَا قَابَلَت
شَمس الضُّحَى أيقَنتَ أن تُكشَفَا
والشَّاىُ شَاىٌ مُنتَقىً مُصطفي
مِن خَيرِ شَاىٍ مُنتَقىً مُصطفي
تَبدُو عَلَى كَأسَاتِه هَالَةٌ
تَخَالُ بَدرَ التَّمِّ فِيهَا اختفي
تَرشَافُها شَافٍ لِنَفسِ الفَتَى
إنَّ شِفَاءَ النَّفسِ أن تَرشُفَا.
يقول الشاعر الإماراتي كريم معتوق في قصيدة الشاي الأخضر:
فمن كأس شايٍ صغيرٍ بمقهى
تذكرتُ كازا
وما مرَّ فيها
تذكرتُ .. يا حزنَ تلك الليالي
وما يعتريني إذا قلتُ كازا
وما يعتريها
كأنَّ ضلوعي تقيم حصاراً
لتحوي الحنينَ الذي يحتويها
سلاماً لكازا
لكلِّ الليالي التي قد أرتني
وكلِّ العيونِ التي جرَّدتني
من الحبِّ والوجدِ والكبرياءْ
تعثرتُ يا لغةً من دماءْ
تُريني الذي مـرَّ قبل الكتابةِ
قبل الأحاديثِ قبل الغناءْ
كما غصَّ بالريق ناعي الحياة
أغصُّ بصمتي أغصُّ بماءْ
إذا ما تذكرتُ والشاي حولي
أحاديثَ كازا
بذاكَ المساءْ
ومن كأس شايٍ بلون الشجرْ
تذكرتُ كازا
وبادرتُ أبحثُ بين الوجوهِ
لعلَّ الذي كان فيها حضرْ
لعلَّ التي باغتتني سلاماً
هناكَ ..
تباغتني في خبرْ
فقد كان للشاي أشهى حديثٍ
وأرقى بكاءٍ وأعلى صورْ
تذكرتُ كازا وآخرَ موتٍ
وأوَّلَ موتٍ هناكَ حَضَرْ
أأكتبُ عنها ..؟
وغصَّ بيَ الحرفُ غصَّ الحنينْ
كأنيَّ خارطةُ العاشقينْ
أذوبُ وأعرفُ حين أذوبُ
تصيرُ حروفي من الياسمينْ
لماذا تجيئينَ في كأسِ شايٍ
وكان فراقُكِ سبعَ سنينْ
عجافاً
وأذكرُ كانت عجافاً
وكم كان فيها الحنينُ سمينْ
لماذا تريدينني دون ماءْ
أما قلتُ قبلاً أغصُّ بماءْ
إذا ما تذكرتُ والشايُ حولي
أحاديثَ كازا
بذاكَ المساءْ.
يقول الشاعر الفسلطيني الكبير محمود درويش في قصيدته عن الشاي:
للعدو الذي يشرب الشاي في كوخنا
فرس في الدخان. وبنت لها
حاجبان كثيفان. عينان بنيتان. وشعر
طويل كليل الأغاني على الكتفين. وصورتها
لا تفارقه كلما جاءنا يطلب الشاي. لكنه
لا يحدثنا عن مشاغلها في المساء, وعن
فرس تركته الأغاني على قمة التل.
***
في كوخنا يستريح العدو من البندقية،
يتركها فوق كرسي جدي. ويأكل من خبزنا
مثلما يفعل الضيف. يغفو قليلاً على
مقعد الخيرزان. ويحنو على فرو
قطتنا. ويقول لنا دائماً:
لا تلومو الضحية!
نسأله: من هي؟
فيقول: دم لا يجففه الليل..
تلمع أزرار سترته عندما يبتعد
عم مساء! وسلم على بئرنا
وعلى جهة التين. وامش الهويني على
ظلنا في حقول الشعير. وسلم على سرونا
في الأعالي. ولا تنس بوابة البيت مفتوحة
في الليالي. ولا تنس خوف
الحصان من الطائرات،
وسلم علينا، هناك, إذا اتسع الوقت…
هذا الكلام الذي كان في ودنا
أن نقول على الباب… يسمعه جيداً
جيداً، ويخبئه في السعال السريع
ويلقي به جانباً.
فلماذا يزور الضحية كل مساءٍ؟
ويحفظ أمثالنا مثلنا،
ويعيد أناشيدنا ذاتها،
عن مواعيدنا ذاتها في المكان المقدس؟
لولا المسدس
لاختلط الناي في الناي…
لن تنتهي الحرب ما دامت الأرض
فينا تدور على نفسها!
فلنكن طيبين إذا. كان يسألنا
أن نكون هنا طيبين. ويقرأ شعراً
لطيار “بيتس”: أنا لا أحب الذين
أدافع عنهم، كما أنني لا أعادي
الذين أحاربهم…
ثم يخرج من كوخنا الخشبي،
ويمشي ثمانين متراً إلى
بيتنا الحجري هناك على طرف السهل.
سلم على بيتنا يا غريب.
فناجين
قهوتنا لا تزال على حالها. هل تشم
أصابعنا فوقها؟ هل تقول لبنتك ذات
الجديلة والحاجبين الكثيفين إن لها
صاحباً غائباً،
يتمنى زيارتها، لا لشيء…
ولكن ليدخل مرآتها ويرى سره:
كيف كانت تتابع من بعده عمره
بدلاً منه؟ سلم عليها
إذا اتسع الوقت…
هذا الكلام الذي كان في ودنا
أن نقول له، كان يسمعه جيداً
جيداً،
ويخبئه في سعالٍ سريع
أزرار سترته عندما يبتعد.
اقرأ أيضا: خواطر عن الشاي
أبيات شعر عربي عن الشاي
- يَا وَيحَ لِلشاىِ لا تَصفُو مَشَارِبُهُ
لِشَارِبيهِ لأنَّ العَبدَ شارِبُهُ
والكهلَ شَارِبهُ منا وشارِبه
مِنَّا الذي هُومَا إِن طَرَّ شَارِبُه.
- حَمِدنَا إلَهَ العَرشِ إذَا جَاءَنَا نَكشَا
أتَتنَا بِهِ مِن بَعدِ غًُربَتِهِ إِشَّا
فَصَارَ على الشَّاىِ الشَّهِىِّ يُعِينُنَا
ويَحشِى مِنَ الشَّاىِ الطَّبِيخِ ولاَ يَخشَى.
- ذاتَ لَيلٍ كَتُربَة القَبرِ بارِد
أَو كَصَدرٍ خَلا مِن العَطفِ حاقِد
عَرَّجَت غادَةٌ مُلَثَّمَةُ الوَج
هِ عَلى فُندقٍ بِزَحلَة حائِد
وَأَطَلَّت تَرى المَدينَةِ في اللَي
لِ بِجِفنٍ ساهٍ وَقَلبٍ واجِد
وَأَتاها الغُلامُ يَحمِلُ فِنجا
ناً من الشايِ في السُكونِ
نَظرَت نَظرَةً إِلَيهِ بِجِفنٍ
هوَ لِلسَهدِ وَالشُجون مَوارِد
ثُمَّ قالَت كَيفَ المَريض وَأَدنَت
مِن جِفافِ الفِنجانِ فاها الخامِد
فَأَجابَ الفَتى بِبَعضِ اِرتِيابٍ
وَحَفيفُ الصَفصافِ في النَهرِ هاجِد
رحمَ اللَهُ من تُسَمّينَ أَمسى
القَبرُ مَأواهُ مِنذُ يَومٍ واحِد
لَم يَكد يَلفِظُ العِبارَة حَتّى
جَمدت جمدَة الدُمى في المَساجِد
وَاِرتَمَت لا تَفيقُ من شِدَّةِ اليَأسِ
فَخافَ الغُلامُ وَاليَأسُ جاحِد
أَيُّها اللَيلُ ما ظَلَمتَ قُلوباً
لَو عَرَفت القُلوبَ ماذا تُكابِد.
اقرأ أيضا: شعر عربي عن القهوة