تحدث النار نتيجة تفاعل كيميائي يحدث بين الأكسجين الموجود في الغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية وبعض المواد القابلة للاشتعال، وينتج عن هذا التفاعل لهب مضيء وحرارة أيّ احتراق للمواد المشتعلة فقط، وقد كتب الشعراء العديد من قصائد شعر عربي عن النار.
شعر عربي عن النار
يقول أبو إسحاق الإلبيري في إحدى أشهر قصائد شعر عربي عن النار والتحذير منها:
وَيلٌ لِأَهلِ النارِ في النارِ
ماذا يُقاسونَ مِنَ النارِ
تَنقَدُّ مِن غَيظٍ فَتَغلي بِهِم
كَمِرجَلٍ يَغلي عَلى النارِ
فَيَستَغيثونَ لِكَي يُعتَبوا
أَلا لَعاً مِن عَثرَةِ النارِ
وَكُلُّهُم مُعتَرِفٌ نادِمٌ
لَو تُقبَلُ التَوبَةُ في النارِ
يَهوي بِها الأَشقى عَلى رَأسِهِ
فَالوَيلُ لِلأَشقى مِنَ النارِ
فَتارَةً يَطفو عَلى جَمرِها
وَتارَةً يَرسُبُ في النارِ
وَكُلَّما رامَ فِراراً بِها
فَرَّ مِنَ النارِ إِلى النارِ
يَطوفُ مِن أَفعى إِلى أَرقَمٍ
وَسُمُّها أَقوى مِنَ النارِ
وَكَم بِها مِن أَرقَمٍ لا يَني
يَلسَعُ مَن يُسحَبُ في النارِ
لا راحَةٌ فيها وَلا فَترَةٌ
هَيهاتَ لا راحَةَ في النارِ
أَنفاسُها مُطبَقَةٌ فَوقَهُم
وَهَكَذا الأَنفاسُ في النارِ
سُبحانَ مَن يُمسِكُ أَرواحَهُم
في الدَرَكِ الأَسفَلِ في النارِ
وَلَو جِبالُ الأَرضِ تَهوي بِها
ذابَت كَذَوبِ القِطرِ في النارِ
طوبى لِمَن فازَ بِدارِ التُقى
وَلَم يَكُن مِن حَصَبِ النارِ
وَوَيلُ مَن عُمِّرَ دَهراً وَلَم
يُرحَم وَلَم يُعتَق مِنَ النارِ
يا أَيُّها الناسُ خُذوا حِذرَكُم
وَحَصِّنوا الجَنَّةَ لِلنارِ
فَإِنَّها مِن شَرِّ أَعدائِكُم
ما في العِدا أَعدى مِنَ النارِ
وَأَكثِروا مِن ذِكرِ مَولاكُمُ
فَذِكرُهُ يُنجي مِنَ النارِ
واعَجَباً مِن مَرِحٍ لاعِبٍ
يَلهو وَلا يَحفِلُ بِالنارِ
يوقِنُ بِالنارِ وَلا يَرعَوي
كَأَنَّهُ يَرتابُ في النارِ
وَهوَ بِها في خَطَرٍ بَيِّنٍ
لَو كاسَ ما خاطَرَ بِالنارِ
إِنَّ الأَلِبّاءَ هُمُ قِلَّةٌ
فَرّوا إِلى اللَهِ مِنَ النارِ
وَطَلَّقوا الدُنيا بَتاتاً وَلَم
يَلوُوا عَلَيها حَذَرَ النارِ
وَأَبصَروا مِن عَيبِها أَنَّها
فَتّانَةٌ تَدعو إِلى النارِ
فَطابَتِ الأَنفُسُ مِنهُم بِأَن
أَمَّنَهُم مِن فَزَعِ النارِ
وَاللَهِ لَو أَعقِلُ لَم تَكتَحِل
بِالنَومِ عَيني خيفَةَ النارِ
وَلا رَقا دَمعي وَلا عِلمَ لي
أَنِّيَ في أَمنٍ مِنَ النارِ
وَلَم أَرِد ماءً وَلا ساغَ لي
إِذا ذَكَرتُ المُهلَ في النارِ
وَلَم أَجِد لَذَّةَ طَعمٍ إِذا
فَكَّرتُ في الزَقّومِ في النارِ
أَيُّ التِذاذٍ بِنَعيمٍ إِذا
أَدّى إِلى الشَقوَةِ في النارِ
أَم أَيُّ خَيرٍ في سُرورٍ إِذا
أَعقَبَ طولَ الحُزنِ في النارِ
فَفَكِّروا في هَولِها وَاِحذَروا
ما حَذَّرَ اللَهُ مِنَ النارِ
فَإِنَّها راصِدَةٌ أَهلَها
تَدُعُّهُم دَعّاً إِلى النارِ
فَلَيسَ مِثلي طالِباً حَبَّةً
إِلّا المُعافاةَ مِنَ النارِ
وَطالَما استَرحَمتُهُ ضارِعاً
يا رَبُّ حَرِّمني عَلى النارِ
فَأَنتَ مَولايَ وَلا رَبَّ لي
غَيرُكَ أَعتِقني مِنَ النارِ
وَلَم تَزَل تَسمَعُني قائِلاً
أَعوذُ بِاللَهِ مِنَ النارِ.
يقول الأحوص الأنصاري:
يا مُوقِدَ النّارِ بِالعَلياءِ مِن إِضَمِ
أوقِد فَقَد هِجتَ شَوقاً غَيرَ مُنصَرِمِ
يا مُوقِدَ النّارِ أوقِدها فَإِنَّ لَها
سَناً يَهيجُ فُؤَادَ العاشِقِ السَّدِمِ
نارٌ أَضاءَ سَناها إِذ تُشَبُّ لَنا
سَعدِيَّةٌ دَلُّها يَشفي مِنَ السَقَمِ
وَلائِمٍ لامَني فيها فَقُلتُ لَهُ
قَد شَفَّ جِسمي الَّذي أَلقى بِها وَدَمي
فَما طَرِبتَ لِشَجوٍ كُنتَ تَأمَلُهُ
وَلا تَأَمَّلتَ تِلكَ الدارَ مِن أُمَمِ
لَيسَت لَياليكَ مِن خاخٍ بِعائِدَةٍ
كَما عَهِدتَ وَلا أَيّامُ ذِي سَلَمِ.
يقول نزار قباني في قصيدته “نار”:
أحبها أقوى من النارِ
أشد من عويل إعصارِ
فيا لها من دفق أمطاري..
لو مر تفكيري على صدرها
أو أفلتت حلمتها .. صدفةً
حدجتها بعين جزار ..
كأنها تجري بأغواري
***
غيري هواها .. تلك أطواري
أريد أن أطوي عليها يدي
أحبها وحدي .. وما ضرني
فيشرب الصباح أنوارها
ويشرب الغروب أنواري..
ما دمت لي .. سر المساء معي
وهذه الأقمار أقماري..
وفوق جفن الشرق مشواري
أن تنقل النجوم أخباري
فيشرب الصباح أنوارها
ويشرب الغروب أنواري..
***
ما دمت لي .. سر المساء معي
وهذه الأقمار أقماري..
وأنجم المساء لي مئزرٌ
وفوق جفن الشرق مشواري.
اقرأ أيضا: شعر عربي عن الغيرة
أبيات شعر عربي عن النار
- يقول محمود الوراق:
عَجِبتُ مِن هارِبٍ يَخافُ مِنَ النارِ
وَمِن نَومِهِ عَلى هربِه
وَالَّذي يَطلُبُ السَبيلَ إِلى الجَنَّة
أَنّى يَنامُ عَن طَلَبِهِ
وَكَم جَهولٌ قَد نالَ بُغيَتَه
وَمِن أَديبٍ أَكدى عَلى أَدَبِه
وَرُبَّ باكٍ فَواتَ حاجَتِه
وَفي الفَواتِ النَجاةُ مِن عَطَبِه.
- يقول الإمام علي بن أبي طالب:
النارُ أَهونُ من رُكوبِ العارِ
وَالعارُ يُدخُلُ أَهلَهُ في النارِ
وَالعارُ في رَجُلٍ يَبيتُ وَجارُهُ
طاوي الحَشى مُتَمَزِّقُ الأَطمارِ
وَالعارُ في هَضمِ الضَعيفِ وَظُلمِهِ
وَإِقامةِ الأَخيارِ بِالأَشرارِ.
- يقول سهم بن الحارث:
ونارٍ قد حضَأْتُ بُعَيدَ هَدْءٍ
بدارٍ لا أريدُ بها مُقاما
سوى تحليلِ راحلةٍ وعَينٍ
أُكالئها مخافةَ أن تناما
أتَوا ناري، فقلتُ: مَنونَ أنتم؟
فقالوا: الجنُّ! قلت: عِموا ظلاما!
فقلتُ: إلى الطعام! فقال منهم
زعيمٌ: نحسُدُ الإنسَ الطعاما.
- يقول الفرزدق:
لولا فوارسُ تَغلبَ ابنةِ وائلٍ
سدَّ العدوُّ عليكَ كلَّ مكانِ
ضَربوا الصنائعَ والملوكَ وأَوقدوا
نارينِ أشرفتا على النيرانِ.
- يقول قيس بن الملوح:
يا مَوقِدَ النارِ يُذكيها وَيُخمِدُها
قَرُّ الشِتاءِ بِأَرياحٍ وَأَمطارِ
قُم فَاِصطَلِ النارَ مِن قَلبي مُضَرَمَةً
فَالشَوقُ يُضرِمُها يا مَوقِدَ النارِ.
- يقول المتنبي:
جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي
نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ.
- يقول صريع الغواني:
أَنا النارُ في أَحجارِها مُستَكِنَّةٌ
فَإِن كُنتَ مِمَّن يَقدَحُ النارَ فَاِقدَحِ.
- يقول الأعشى:
لعَمري، لقد لاحت عيونٌ كثيرةٌ
إلى ضوء نارِ في يَفاعٍ تَحرَّقُ
تشَبُّ لمقروريْن يصطليانها
وباتَ على النار النَّدى والمحلَّقُ.
- يقول أبو الفتح البستي:
النارُ آخرُ دينارٍ نطَقتَ به
والهمُّ آخر هذا الدرهم الجاري
والمرءُ بينهما إن كان مفتقراً
معذبُ القلبِ بينَ الهمِّ والنارِ.
اقرأ أيضا: شعر عربي فصيح قصير