شعر عربي عن العتاب

العتاب هو لغة الأحباب والتي يعبرون بها عن مشاعرهم وفقدهم وشوقهم للمحبين، وهو يُعبّر عن ألم المحبّ وحزنه لدى جفاء الآخر، وقد كتب الشعراء العديد من قصائد شعر عربي عن العتاب للأحبة والأصدقاء.

شعر عربي عن العتاب

شعر عربي عن العتاب

يقول الفرزدق في واحدة من أشهر قصائد شعر عربي عن العتاب :

وَما عَن قِلىً عاتَبتُ بَكرَ اِبنَ وائِلٍ

وَلا عَن تَجَنّي الصارِمِ المُتَجَرِّمِ

وَلَكِنَّني أَولى بِهِم مِن حَليفِهِم

لَدى مَغرَمٍ إِن نابَ أَو عِندَ مَغنَمِ

وَهَيَّجَني ضَنّي بِبَكرٍ عَلى الَّذي

نَطَقتُ وَما غَيبي لِبَكرٍ بِمُتهَمِ

وَقَد عَلِموا أَنّي أَنا الشاعِرُ الَّذي

يُراعي لِبَكرٍ كُلِّها كُلَّ مَحرَمِ

وَإِنّي لِمَن عادَوا عَدُوٌّ وَإِنَّني

لَهُم شاكِرٌ ما حالَفَت ريقَتي فَمي

هُمُ مَنَعوني إِذ زِيادٌ يَكيدُني

بِجاحِمِ جَمرٍ ذي لَظى مُتَضَرِّمِ

وَهُم بَذَلوا دوني التِلادَ وَغَرَّروا

بِأَنفُسِهِم إِذ كانَ فيهِم مُرَغِّمي

أَتَرضى بَنو شَيبانَ لِلَّهِ دَرُّهُم

وَبَكرٌ جَميعاً كُلَّ مُثرٍ وَمُعدَمِ

بَأَزدِ عُمانٍ إِخوَةٌ دونَ قَومِهِم

لَقَد زَعَموا في رَأيِهِم غَيرَ مَرغَمِ

فَإِنَّ أَخاها عَبدُ أَعلى بَنى لَها

بِأَرضِ هِرَقلٍ وَالعُلى ذاتُ مَجشَمِ

رَفيعاً مِنَ البِنيانِ أَثبَتَ أُسَّهُ

مَآثِرُ لَم تَخشَع وَلَم تَتَهَدَّمِ

هُمُ رَهَنوا عَنهُم أَباكَ وَما أَلَوا

عَنِ المُصطَفى مِن قَومِهِم بِالتَكَرُّمِ.

يقول الشاعر محمود سامي البارودي في إحدى قصائد العتاب:

وِصَالُكَ لِي هَجْرٌ وَهَجْرُكَ لِي وَصْلُ

فَزِدْنِي صُدُوداً مَا اسْتَطَعْتَ وَلا تَأْلُ

إِذَا كَانَ قُرْبِي مِنْكَ بُعْدَاً عَنِ الْمُنَى

فَلا حُمَّتِ اللُّقْيَا وَلا اجْتَمَعَ الشَّمْلُ

وَكَيْفَ أَوَدُّ الْقُرْبَ مِنْ مُتَلَوِّنٍ

كَثِيرِ خَبَايَا الصَّدْرِ شِيمَتُهُ الْخَتْلُ

فَلَيْتَ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ يَنْتَهِي

إِلَى حَيْثُ لا طَلْحٌ يَرِفُّ وَلا أَثْلُ

خَبُثْتَ فَلَوْ طُهِّرْتَ بِالْمَاءِ لاكْتَسَى

بِكَ الْمَاءُ خُبْثاً لا يَحِلُّ بِهِ الْغَسْلُ

فَوَجْهُكَ مَنْحُوسٌ وَكَعْبُكَ سَافِلٌ

وَقَلْبُكَ مَدْغُولٌ وَعَقْلُكَ مُخْتَلُّ

بِكَ اسْوَدَّتِ الأَيَّامُ بَعْدَ ضِيَائِهَا

وَأَصْبَحَ نَادِي الْفَضْلِ لَيْسَ بِهِ أَهْلُ

فَلَوْ لَمْ تَكُنْ فِي الدَّهْرِ مَا انْقَضَّ حَادِثٌ بِقَوْمٍ

وَلا زَلَّتْ بِذِي أَمَلٍ نَعْلُ

فَمَا نَكْبَةٌ إِلا وَأَنْتَ رَسُولُهَا

وَلا خَيْبَةٌ إِلا وَأَنْتَ لَهَا أَصْلُ

أَذُمُّ زَمَانَاً أَنْتَ فِيهِ وَبَلْدَةً

طَلَعْتَ عَلَيْهَا إِنَّهُ زَمَنٌ وَغْلُ

ذِمَامُكَ مَخْفُورٌ وَعَهْدُكَ ضَائِعٌ

وَرَأْيُكَ مَأْفُونٌ وَعَقْلُكَ مُخْتَلُّ

مَخَازٍ لَوَ انَّ النَّجْمَ حُمِّلَ بَعْضَهَا

لَعَاجَلَهُ مِنْ دُونِ إِشْرَاقِهِ أَفْلُ

فَسِرْ غَيْرَ مَأْسُوفٍ عَلَيْكَ فَإِنَّمَا

قُصَارَى ذَمِيمِ الْعَهْدِ أَنْ يُقْطَعَ الْحَبْلُ.

اقرأ أيضا: كلام عن الزعل

قصائد في العتاب

على قدرِ الهوى يأْتي العِتابُ

يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:

على قدرِ الهوى يأْتي العِتابُ

ومَنْ عاتبتُ يَفْديِه الصِّحابُ

ألوم معذِّبي، فألومُ نفسي

فأُغضِبها ويرضيها العذاب

ولو أنَي استطعتُ لتبتُ عنه

ولكنْ كيف عن روحي المتاب؟

ولي قلب بأَن يهْوَى يُجَازَى

ومالِكُه بأن يَجْنِي يُثاب

ولو وُجد العِقابُ فعلتُ، لكن

نفارُ الظَّبي ليس له عِقاب

يلوم اللائمون وما رأَوْه

وقِدْماً ضاع في الناس الصُّواب

صَحَوْتُ، فأَنكر السُّلْوان قلبي

عليّ، وراجع الطَّرَب الشباب

كأن يد الغرامَِ زمامُ قلبي

فليس عليه دون هَوىً حِجاب

كأَنَّ رواية َ الأَشواقِ عَوْدٌ

على بدءٍ وما كمل الكتاب

كأني والهوى أَخَوا مُدامٍ

لنا عهدٌ بها، ولنا اصطحاب

إذا ما اغتَضْتُ عن عشقٍ يعشق

أُعيدَ العهدُ، وامتد الشَّراب.

قصيدة هذا عتاب الحب للأحباب

يقول الشاعر فاروق جويدة:

«تساءلوا: كيف تقول:

هذي بلاد لم تعد كبلادي؟!

فأجبتُ:

هذا عتاب الحب للأحباب»

لا تغْضَبي من ثوْرَتِي.. وعتابي

مازالَ حُّبكِ محنتي وعذابي

مازالتِ في العين الحزينةِ قبلةً

للعاشقين بسحْركِ الخَلاَّبِ

أحببتُ فيكِ العمرَ طفلاً باسماً

جاءَ الحياةَ بأطهر الأثوابِ

أحببتُ فيكِ الليلَ حين يضمّنا

دفءُ القلوبِ ورفقةُ الأصحابِ

أحببتُ فيكِ الأم تسْكنُ طفلهَا

مهما نأى تلقاهُ بالترْحَابِ

أحببتُ فيكِ الشمسَ تغسلُ شَعْرها

عندَ الغروبِ بدمعها المُنسَابِ

أحببتُ فيكِ النيلَ يجرى صَاخباً

فيَهيمُ رَوْضٌ..فى عناق ِ رَوَابِ

أحببتُ فيكِ شموخَ نهر جامحٍ

كم كان يُسكرنى بغير شَرَابِ

أحببتُ فيكِ النيلَ يسْجُد خاشعِاً

لله ربا دون أى حسابِ

أحببتُ فيكِ صلاةَ شعبٍ مُؤْمن

رسمَ الوجودَ على هُدَى مِحْرَابِ

أحببتُ فيكِ زمانَ مجدٍ غَابرٍ

ضيَّعتهِ سفها على الأذنابِ

أحببتُ فِى الشرفاء عهداً باقيا

وكرهتُ كلَّ مُقامرٍ كذابِ

إِنى أحبكِ رغم أَني عاشقٌ

سَئِم الطوافَ وضاق بالأعْتابِ

كم طاف قلبي فى رحابكِ خاشعاً

لم تعرفي الأنقى من النصابِ

ماعدتُ أعرفُ أيْنَ تهدأ رحلتي

وبأي أرضٍ تستريح ركابي

غابت وجوهٌ كيفَ أخفتْ سرَّها؟

هرَبَ السؤالُ وعزّ فيه جوابي

لو أن طيفاً عاد بعد غيابه

لأرى حقيقة رحلتي ومآبي

لكنه طيفٌ بعيدٌ غامضٌ

يأتي إلينا من وراء حجابِ

رحل الربيعُ وسافرت أطيارُه

ما عاد يُجدي في الخريفِ عتابي

في آخر المشوار تبدُو صورتي

وسْط َ الذئاب بمحنتي وعذابي

ويطل وجهُك خلفَ أمواجِ الأسى

شمساً تلوِّحُ في وداعِ سحابِ

هذا زمانٌ خانني في غفلةٍ

مني وأدْمى بالجحودِ شبابي

شيَّعتُ أوهامي وقلتُ لعَلني

يوماً أعودُ لحكمتي وصوابي

كيف ارْتضيتُ ضلالَ عَهْدٍ فاجر

وفسادَ طاغيةٍ وغدرَ كِلابِ؟!

ما بين أحلامٍ توارى سحْرُها

وبريقِ عُمر صارَ طيفَ سَرَابِ

شاختْ ليالي العُمر مني فجأة ً

فى زيف حلمٍ خادع كذابِ

لم يبق غيرُ الفقر يسْتر عَوْرَتي

والفقرُ ملعونٌ بكل كِتابِ

سِربُ النخيلِ على الشواطئ ينحَني

وتسيلُ في فزعٍ دِماءُ رقابِ

ما كان ظنّي أن تكونَ نهايتي

في آخر المشوارِ دَمْعَ عتابِ!

ويضيعُ عمري فى دروبَ مدينتي

ما بين نار القهر ِ.. والإرْهابِ

ويكون آخرَ ما يُطلُّ على المدى

شعبٌ يُهرْولُ في سوادِ نقابِ

وطنٌ بعَرضِ الكونِ يبدو لعبة ً

للوارثين العرشَ بالأنسابِ

قتلاكِ يا أمَّ البلادِ تفرقوا

وتشردُوا شِيَعاً على الأبْوَابِ

رَسَمُوكِ حُلماً ثم ماتوا وَحشة ً

ما بين ظلمِ الأهلِ والأصْحَابِ

لا تخجلي إن جئتُ بابَكِ عارياً

ورأيتِني شَبَحاً بغير ثيابِ

يَخْبُو ضياءُ الشمسِ يَصغُر بيننا

ويصيرُ في عَيْني كعُودِ ثقابِ

والريحُ تزأرُ والنجومُ شحيحةٌ

وأنا وراءَ الأفقِ ضوءُ شهابِ

غضبٌ بلون العشقِ سخط ٌ يائسٌ

ونزيفُ عمرٍ فى سُطور كتابِ

رغْمَ انطفاءِ الحُلِم بين عيوننا

سيعودُ فجرُكِ بعدَ طول غيابِ

فلترحمي ضعْفِي وقلةَ حِيلتي

هذا عِتابُ الحُبِّ للأَحْبابِ.

اقرأ أيضا: خواطر عن العتاب

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

Exit mobile version