شعر عربي عن العمل

العمل هو شرط استقرار الإنسان، وأساس الإعمار والتقدّم، وهو وقود النجاح، وللعمل أهمية عظيمة؛ فهو مصدر لثقة الإنسان وفخره بنفسه؛ بما ينجزه من أعمال، وقد كتب الشعراء العديد من قصائد شعر عربي عن العمل وقيمته للإنسان والمجتمعات.

شعر عربي عن العمل

شعر عربي عن العمل

تُعد قصيدة العمل والأمل من أفضل قصائد شعر عربي عن العمل :

قد عملنا في ورشة الابتناء

لنُشيّدَ من بيوت الامتلاء

عملٌ متواصلٌ في مكانٍ

عازمين فيه برغم العناء

وترى العمال الذين أتوها

فرحين رغم النوى باللقاء

قطعوا مسافاتهم قادمين

من قرى طلباً لقوت الغذاء

كل مسكين قد رأيناه فيها

ظلّ مجتهداً دوام الضياء

فهمُ أملُ البلادِ الذين

مسحوا عرقاً جرى كالماء

فبما أنجزوه نالوا ثوابا

ماكثاً في سجلّهم بالبقاء

كلُّهم حاز من مديح الثناء

قدر أعمالهم على الأشياء

فإذا لم نعط الأجير حقوقاً

سيُصاب بالضّعف بعد الدائي

كيف يُنشؤون المباني التي قد

خُطّطتْ من مُهندسي الأرجاء

إن غدوا ونفوسهم تغلي من

أسفٍ مُُحبطين في المساء

وإذا أكرمناه يمضي إلى الشُّغْ

لِ سعيداً بين المنى والرجاء

متمتّعاً بالحياة التي قد

ملئت بإنجازه في العراء

هل سترقى البلدان إن لم نشيّدْ

وطنا بسواعد الاعتناء

قدّمتْ أجيالٌ جهود الوصول

قد سعوا بإخلاصهم في البناء

كل ما نراه بنته يدٌ قد

واصلت أعمالاً من الاقتفاء

كل مجتهدٍ ينال هنا عِنْ

دَكَ حقّهُ كاملا بالهناء

نحن نعمل عند عبد صدوقٍ

لم نشاهدْ منه جفاء العداء

نجحتْ مشاريعه إنها مُتْ

قنةٌ البنى وفق كل الأراء

كم مشاريعٍ أنجز الموهوب

عندما أتقن الخطى في الشتاء

نحن نعمل عند من لا يضيع

أجرنا عنده من الاقتناء

كلّ أسبوع يقبض العمال

أجرةً في ظرفٍ من السخاء

أنت من أهل الكرام لو تكرّمْ

تَ على المساكين بالإرضاء

فمشاريعه شديدةُ بأسٍ

دقّة المعايير قبل البناء

فهياكل الشدِّ مسبوكة في

حلقاتٍ ضمن حديد العلاء

سُكِبَ الإسمنتُ المسلح فيها

فبعد حينٍ يشدّ كالصمّاء

فغدا تجدُ البيوت عديد

ةً عليها مصفوفةً في الفناء

لبناتٌ القرميد مرصوفةٌ في

جدُُرٍ قدْ صُفَّتْ منَ الإنشاء

وإذا أدّى الناس أعمالهم في

ورشةٍ يُصبحون رمز الوفاء

يتحسّنُ الدهر بعد كروبٍ

أزعجتْ معظم الورى بالبلاء

وإذا سيقت للحكيم الحياةُ

فسيجعل الأرض مثل البهاء

ما الحياة إلا كمثل غصونٍ

قد أظلت مسافر الأثناء

فارق الظلّ بعد راحته قد

واصل السير رفقة الأكفاء

ما الحياة إلا ثوانٍ يمرُّ

كلّ جزء منها على الأحياء

فإذا لم يُشيّدِ المرء فيها

ابتكارته قبيل الفناء

ستمرُّ عليه كالأحلامِ

سنواتٌ كأنها كالهباء

فإذا استيقظ الفؤاد فلن يَ

جِدَ غيرَ ذكرى المنى في الخواء

من أراد بلوغ قمةَ مجدٍ

فعليه بالجدِّ طول البقاء

فإذا كنت واثقاً من بلوغ

غايةٍ فأقبلْ على الجواء

ليس في الدنيا مستحيلٌ إلاّ

مَن تكاسلَ عن مُراد الرجاء.

كما تُعتبر قصيدة شرف العمل من القصائد الرائعة التي تحث عن العمل:

دع الخمول والنوم والركود

وانهض لتعمل وقم ببذل مجهود

واجعل الإرادة لك حافزاً ووقود

واعمل بجد تفتح لك كل السدود

تشجع كافح وكن مع الناس ودود

تلين لك الأشواك وتصبح ورود

أظهر مهارتك وتحدى كل السدود

وكن رمزاً بارزاً مثالاً للصمود.

اقرأ أيضا: شعر انجليزي عن العمل

شعر عربي عن العمل لأحمد شوقي

أحمد شوقي

يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:

سَعيُ الفَتى في عَيشِهِ عِبادَه

وَقائِدٌ يَهديهِ لِلسَعادَه

لِأَنَّ بِالسَعيِ يَقومُ الكَونُ

وَاللَهُ لِلساعينَ نِعمَ العَونُ

فَإِن تَشَأ فَهَذِهِ حِكايَه

تُعَدُّ في هَذا المَقامِ غايَه

كانَت بِأَرضٍ نَملَةٌ تَنبالَه

لَم تَسلُ يَوماً لَذَّةَ البَطالَه

وَاِشتَهَرَت في النَملِ بِالتَقَشُّفِ

وَاِتَّصَفَت بِالزُهدِ وَالتَصَوُّفِ

لَكِن يَقومُ اللَيلَ مَن يَقتاتُ

فَالبَطنُ لا تَملُؤهُ الصَلاةُ

وَالنَملُ لا يَسعى إِلَيهِ الحَبُّ

وَنَملَتي شَقَّ عَلَيها الدَأبُ

فَخَرَجَت إِلى اِلتِماسِ القوتِ

وَجَعَلَت تَطوفُ بِالبُيوتِ

تَقولُ هَل مِن نَملَةٍ تَقِيَّه

تُنعِمُ بِالقوتِ لِذي الوَلِيَّه

لَقَد عَيِيتُ بِالطَوى المُبَرِّحِ

وَمُنذُ لَيلَتَينِ لَم أسَبِّحِ

فَصاحَتِ الجاراتُ يا لَلعارِ

لَم تتركِ النَملَةُ لِلصِرصارِ

مَتى رَضينا مِثلَ هَذي الحالِ

مَتى مَدَدنا الكَفَّ لِلسُؤالِ

وَنَحنُ في عَينِ الوُجودِ أُمَّه

ذاتُ اِشتِهارٍ بِعُلُوِّ الهِمَّه

نَحمِلُ ما يَصبِرُ الجِمالُ

عَن بَعضِهِ لَو أَنَّها نِمالُ

أَلَم يَقُل مَن قَولُهُ الصَوابُ

ما عِندَنا لِسائِلٍ جَوابُ

فَاِمضي فَإِنّا يا عَجوزَ الشومِ

نَرى كَمالَ الزُهدِ أَن تَصومي.

كما يقول أيضا:

فلوس الشغل ما تأخيـ

ـر شغل اليوم من عاداتي

أين الحساب حساب بيت البيك هل

أحضرته لنراه في نظرات

هي ذي الدفاتر ناطقات في يدي

بكمال ضبط الدخل والنفقات

لخصتها لأميرتي وأتيت أعـ

ـرضها على الأعتاب مختصرات

ذا صادر ذا وارد ذا ساير

هذا حسابات أبو البركات

من بعد إنعامات جمكيات يو

ميات صرفيات توريدات

هذا جفالك ذا عمارات كما

هذا مطابخ ثم يا مولاتي

لا رأي لي في ثمُ يا حنا اختصر

يا ضيعة الأيام والساعات

هذا الخلاصة يا أميرة فاسمعي

لي بالقراريط وبالحبات

قد كان عند البيك من عام مضى

عشرون الفا حلوة الطلعات

ألفان منها مال ذاك العام والـ

ـباقي ضرائب تسعة لم تات

لم تأت كيف رأيتمو تحصيلها

هذا لعمري البغي في الغايات

حنا لقد أقعدتني وأقمتني

أكذاك يفعل سائر البيكات

لا إذ من العادات ما لا يستوى

فيه البكات لكونهم درجات

وبأيما كيفية تحصيلها

ومن الجباة فهنّ شر جباة

هل في دم الفلاح سر الكيميا

أم هل يدين لكل باغٍ عاتي

تحصيلها سهل مع القرصات والر

كيات والجلدات والشنقات

والضرب فوق الظهر وهو مطاوع

والضرب فوق البطن وهو مواتي

وأمرّ من ذا بيع واحدة النعا

ج أو التي بقيت من البقرات

الآن بان لي الرشاد بوجهه

وعرفت مصدر هذه الظلمات

وقنطت من مرجوّ عودك يا علي

ورجوع بيتك ظافر الرايات.

اقرأ أيضا: أحاديث عن العمل اليدوي

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *