شعر عربي عن التمني
لفظ التمنّي في اللغة العربية هو مفهوم مُرتبط بطلب حصول الشيء المحبوب دون أن يكون لك طمع، وترقّب في حصوله؛ حيث من الممكن أن تتمنّى حصولك على جائزة ثمينة على الرّغم من عدم ترقبك للحصول عليها، وقد كتب الشعراء عدة قصائد شعر عربي عن التمني.
شعر عربي عن التمني
يقول الإمام علي بن أبي طالب في واحدة من أجمل قصائد شعر عربي عن التمني :
وَما طَلَبُ المَعيشَةِ بِالتَمَنّي
وَلَكِن أَلقِ دَلوَكَ في الدَلاءِ
تَجِئكَ بِمِلئِها يَوماً وَيَوماً
تَجِئكَ بِحَمأَةٍ وَقَليلِ ماءِ
وَلا تَقعُد عَلى كُلِّ التَمَنّي
تَحيلُ عَلى المَقدَّرِ وَالقَضاءِ
فَإِنَّ مَقادِرَ الرَحمَنِ تَجري
بَأَرزاقِ الرِجالِ مِنَ السَماءِ
مَقدَّرَةً بِقَبضٍ أَو بِبَسطٍ
وَعَجزُ المَرءِ أَسبابُ البَلاءِ.
يقول عمر الأنسي:
أَرى نَفسي أَبَت طَلَب التَمَنّي
وَقَد أَحسَنت بِالرزّاق ظَنّي
فَقُلت لَها إِلى كَم ذا التَأنّي
ذريني لِلعلى أَسعى فَإِنّي
رَأَيتُ الناس شرّهم الفَقيرُ
أَلا إِنّ التَعفُّفَ في ذَويهِ
بِأَهل زَماننا لا خَيرَ فيهِ
بِداعي فقر ذي الشَرَفِ النَبيهِ
يُباعِدُهُ القَريب وَتَزدَريهِ
حَليلتُهُ وَيَنهره الصَغيرُ
إِذا ما المَرء قلّ لَديهِ مالٌ
فَما حسنت لَهُ في الناس حالٌ
فَكَم يَعرو الفَقيرَ بِهم خبالٌ
وَقَد تَلقى الغَنيّ لَهُ جَلالٌ
يَكادُ فُؤاد صاحبه يَطيرُ
بِحسب أَخِ الحجا كَدَرٌ وَغَمّ
إِذا لَم يُغنِهِ شَرفٌ وَعِلمٌ
أَرى السفلَ الغَنيَّ عداهُ ذمٌّ
قَليلاً ذَنبُهُ وَالذَنب جمٌّ
وَلَكن للغني رَبٌّ غَفورُ.
يقول ابن حيوس:
تَمَنّي العُلى سَهلٌ وَمَنهَجُها وَعرُ
وَشيمَتُها إِلّا إِذا سُمتَها الغَدرُ
أَبَت كُلَّ مَن أَنضى إِلَيها رِكابَهُ
فَلا حازِمٌ أَفضى إِلَيها وَلا غَمرُ
وَأَغلَيتَ بِالإِقدامِ وَالجودِ مَهرَها
فَأَحجَمَتِ الخُطّابُ لَمّا غَلا المَهرُ
فَمُذ سُدتَ لَم تَطمَح بِذي هِمَّةٍ مُنىً
وَمُذ جُدتَ لَم يَسنَح لِذي مِنَّةٍ ذِكرُ
فَضَحتَ الأُلى حَنَّت إِلَيها قُلوبُهُم
فَما لَهُمُ فيها قَلوصٌ وَلا بَكرُ
هُمُ اِعتَذَروا قِدماً بِإِشكالِ طُرقِها
عَلَيهِم فَمُذ أَوضَحتَها لَم يَضِح عُذرُ
عَلَوتَ بِحُكمٍ لا يُقارِنُهُ هَوىً
وَمَحضِ وَفاءٍ لا يُقارِبُهُ خَترُ
وَعَدلٍ سَواءٌ فيهِ سُخطُكَ وَالرِضى
وَدينٍ سَواءٌ فيهِ سِرُّكَ وَالجَهرُ
وَطَبَّقَتِ الآفاقَ أَخبارُكَ الَّتي
إِذا نُشِرَت في بَلدَةٍ كَسَدَ العِطرُ
فَهَل وُلِّيَت ريحُ اِبنِ داوودَ حَملَها
فَغُدوَتُها شَهرٌ وَرَوحَتُها شَهرُ
أَحَلَّكَ فَوقَ الخَلقِ قَدراً وَرُتبَةً
وَديناً وَدُنيا مَن لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ
وَمُنذُ أَخَفتُ الدَهرَ لَم يَعدُ حادِثٌ
وَلَم يَدمَ لِلأَيّامِ نابٌ وَلا ظُفرُ
وَمِنكَ اِستَفادَت كُلَّ أَمرٍ يَزينُها
فَلا عَجَبٌ أَن طاوَعَتكَ وَلا نُكرُ
وَما زالَ لِلراجي لُهى كَفِّكَ الغِنى
وَما زالَ لِلجاني التَجاوُزُ وَالغَفرُ
وَيا رُبَّ جَبّارٍ أَرَدتَ اِجتِياحَهُ
فَلَم يُنجِهِ بَرٌّ وَلَم يُنجِهِ بَحرُ
وَأَيُّ خِلالِ المَجدِ ما مَلَّكَتكَهُ
وَإِن رَغِمَ الحُسّادُ هِمَّتُكَ البِكرُ
تَباعَدَ عَن إِنعامِكَ المَنُّ وَالأَذى
وَلَم تَنفَصِل عَنهُ الطَلاقَةَ وَالبِشرُ
فِداؤُكَ أَملاكٌ ثَوابُ عُفاتِها
لَدَيها العُبوسُ الجَمُّ وَالنَظَرُ الشَزرُ
إِذا ما رُقوا بِالحَمدِ لَم تَنفَعِ الرُقى
وَإِن سُحِروا بِالمَدحِ لَم يَنفُذِ السِحرُ
ذَوُو عَزَماتٍ لا يُفَلُّ بِها عِدىً
وَأَربابُ وَفرٍ لا يُفَكُّ لَهُ أَسرُ
وَعَزمُكَ يَأبى أَن تَقومَ مَقامَهُ
مُهَنَّدَةٌ بيضٌ وَخَطِّيَّةٌ سُمرُ
وَلَو أَنَّ أُسدَ الغابِ ريعَت بِحَدِّهِ
عَلى عِزِّها لَم يَخشَها الغِفرُ وَالغُفرُ
رَما قَومُكَ القَومُ الَّذينَ إِذا جَنَوا
أَبى عِزُّهُم أَن يُقتَضى عِندَهُم وِترُ
حَمِيَّةُ بَأسٍ قَد تَلَتهُ تَقِيَّةٌ
فَطالوا وَهُم بَدوٌ وَطابوا وَهُم حَضرُ
أُسودٌ عَلى أُسدِ الكَرائِهِ قَد ضَروا
إِذا حوسِنوا سَرّوا وَإِن خوشِنوا ضَرّوا
وَلَو أَنَّهُم أَصلُ الخُمولِ وَفَرعُهُ
وَحوشوا وَأَنّى تَهبِطُ الأَنجُمُ الزُهرُ
لَبَلَّغتَهُم ما لَم تَنَلهُ بِكَعبِها
إِيادٌ وَلَم تَبلُغ بِخالِدِها قَسرُ.
اقرأ أيضا: شعر عربي عن الاشتياق
أبيات شعر عربي عن التمني
يقول الإمام الشافعي في قصيدة عن التمني:
تَمَنّى رِجالٌ أَن أَموتَ وَإِن أَمُت
فَتِلكَ سَبيلٌ لَستُ فيها بِأَوحَدِ
وَما مَوتُ مَن قَد ماتَ قَبلي بِضائِري
وَلا عَيشُ مَن قَد عاشَ بَعدي بِمُخلِدي
لَعَلَّ الَّذي يَرجو فَنائي وَيَدَّعي
بِهِ قَبلَ مَوتي أَن يَكونَ هُوَ الرَدي
يقول البحتري:
عَرَضتُ عَلَيها ما تَمَنّى مِنَ المُنى
لَتَرضى فَقالَت قُم فَجِئني بِكَوكَبِ
فَقُلتُ لَها هَذا التَعَنُّتُ كُلُّهُ
كَمَن يَتَشَهّى لَحمَ عَنقاءَ مُغرِبِ
فَأُقسِمُ لَو أَصبَحتُ في عِزِّ مالِكٍ
وَفي جودِهِ أَعيا بِذَلِكَ مَطلَبي
فَتىً شَقِيَت أَموالُهُ بِسَماحِهِ
كَما شَقِيَت بَكرٌ بِأَرماحِ تَغلِبِ.
يقول المتنبي:
إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ
فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ
فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ
كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ.
يقول صفي الدين الحلي:
لا بَلَغَ الحاسِدُ ما تَمَنّى
فَقَد قَضى وَجداً وَماتَ مَنّا
وَلا أَراهُ اللَهُ ما يَرومُهُ
فينا وَلا بُلِّغَ سوءٌ عَنّا
أَرادَ يَرمي بَينَنا لِبَينِنا
فَجاءَ في القَولِ بِما أَرَدنا
أَبلَغَكُم أَنّي جَحَدتُ حُبِّكُم
أَصابَ في اللَفظِ وَأَخطا المَعنى
ظَنَّ حَبيبي راضِياً بِسَعيِهِ
فَشَنَّ غاراتِ الأَذى وَسَنّا
فَمُذ رَأى حِبّي إِلَيَّ مُحسِناً
أَساءَني فِعلاً وَساءَ ظَنّا.
يقول الملك الأمجد:
تمنَّى فكنتُمْ جُلَّ ما يتمناهُ
أخو وَلَهٍ مضنى الفؤادِ مُعنّاهُ
دعا لُبَّهُ داعي الغرامِ ودونكمْ
مفاوزُ تَعني الناجياتِ فلبّاهُ
مشوقٌ إذا ما الليلُ جُنَّ ظلامهُ
تضاعفَ فيه بالأحبَّةِ بلواهُ
دعاهُ اليهم قائدُ الشوقِ عَنْوَةً
ودونهمُ رملُ العُذَيبِ ومَرْماهُ.
يقول أحمد شوقي:
وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي
وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ
إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا.
اقرأ أيضا: شعر عربي عن الامل