شعر عربي عن الحزن

إن أصعب اللحظات هي التي يشعر بها الإنسان بالحزن، إمّا لفقدان شخص عزيز أو لانكسار أو خيبة في أمر من الأمور، لذا يجب أن لا يستسلم الإنسان للحزن وللضعف، ويتخلص منه سريعاً، وتجدر الإشارة إلى اهتمام الشعراء بكتابة عدة قصائد شعر عربي عن الحزن واللحظات التي يسيطر فيها شعور الأسى على القلب.

شعر عربي عن الحزن

شعر عربي عن الحزن

يقول الشاعر عمر بن أبي ربيعة في واحدة من أجمل قصائد شعر عربي عن الحزن :

هاجَ حُزنَ القَلبِ مِنها طائِفٌ

وَهُمومٌ حاضِراتٌ وَذِكَر

وَمَقالُ الخَودِ لَمّا واجَهَت

جِهَةَ الرَكبِ وَعَيناها دِرَر

يا أَبا الخَطّابِ ما جَشَّمتَنا

حِجَّةً فيها عَناءٌ وَسَهَر

بَعدَ بِرِّ اللَهِ إِلّا نَظرَةً

مِنكُمُ لَيسَ لَها عِندي خَطَر

قُلتُ ما جَشَّمتِنا مِن حُبِّكُم

يا اِبنَةَ الخَيرَينِ أَدهى وَأَمَر

وَلَقَد زادَ فُؤادي حَزَناً

قَولُها لي إِرعَ سِرّي يا عُمَر

قُلتُ أَنتِ الشَيءُ يُرعى سِرُّهُ

وَيُؤاتى في هَواهُ وَيُسَر.

كما يقول ابن سناء الملك في قصيدته “بكيت فما أجدى حزنت فما أغنى”

بكيْتُ فما أَجْدى حَزِنْتُ فما أَغْنَى

ولابدَّ لي أَنْ أُجْهِدَ الدَّمع والحُزنَا

قَبِيحٌ قبِيحٌ أَنْ أَرَى الدَّمْع لاَ يَفي

وأَقبحُ مِنْهُ أَنْ أَرَى القَلْبَ لاَ يَفْنىَ

مضى الجَوْهَرُ الأَعْلَى وأَيُّ مُروءَة

إِذا ما ادَّخرْنا بعدَه العَرَضَ الأَدْنَى

ثكِلتْ خليلاً صِرْتُ من بَعْدِ ثُكْله

فُرَادَى وجاءَ الهمُّ من بَعدِه مَثْنَى

وقد كَانَ مَثْوىَ القَلبِ مَغْنى سرورِه

فقد خَرِبَ المثْوىَ وقد أَقْفَر المَغْنَى.

بينما كتب الشاعر ناصيف اليازجي قصيدة “حزن القلوب على الغريب غريب”، وقال فيها:

حَزَنُ القلوبِ على الغريبِ غريبُ

حتى تكادَ لهُ القلوبُ تذوبُ

والموتُ في نفسِ الحقيقةِ واحدٌ

لكن يُفرِّقُ بينهُ الأُسلوبُ

كلٌّ نراهُ على الطَّريقِ مسافراً

أبداً وما أحدٌ نراهُ يأُوبُ

يا سَفرةً بَعُدتْ مَسافةُ دارِها

عنَّا وأمَّا يومُها فقريبُ

عَجَباً لِمن يُمسي ويُصبحُ خائفاً

من مَوتهِ ولهُ الحياةُ تَطيبُ

طَفَحَت على بَصَرِ القلوبِ غِشاوةٌ

حتى تَساوى أحمقٌ ولبيبُ

يقضي الفَتى أيَّامَهُ في غفلةٍ

ويَلومُ كلَّ مُغَفَّلٍ ويَعيبُ

شَمِلَ الغُرورُ النَّاسَ حتى ضَلَّ مَن

يَهدي وذابَ من السَّقامِ طبيبُ

قُل للخطيبِ على الجُموعِ أفدَتَهم

نُصحاً ولكن مَن عليكَ خطيبُ

إن لم يكُن عَملُ الخطيبِ كقولهِ

فَمَنِ الذي يدعو بهِ فيُجيبُ

يا مَن نسمِّيهِ الحبيبَ وإنَّهُ

رَجُلٌ إلى كلِّ القلوبِ حبيبُ

قد غِبتَ عنَّا في التُّرابِ ولم يكُنْ

عهدُ الكواكبِ في التُّرابِ تغيبُ

أتُرَى تفوزُ الأُذنُ منك بمَسمعٍ

إن لم يكُن للعينِ منكَ نصيبُ

يا غُربةً طالت عليكَ بغُربةٍ

قد جُرَّ فوقَكَ ذيلُها المسحوبُ

فارقتَ رَبعاً كانَ يرجو عوْدةً

لم يدرِ أنَّ رجاءَهُ سيخيبُ

إن كنتَ قد سافرتَ غيرَ مُودِّعٍ

فقد اقتَفَتْكَ وشَيَّعتْكَ قُلوبُ

فعليكَ من لدُنِ المُهَيْمنِ رحمةٌ

يَسقي ضريحَكَ غيثُها المَسكوبُ

قد كنتَ تُرضِي اللهَ حَسْبَ كتابهِ

فَلَكَ الرِّضَى في لَوحِهِ مَكتوبُ.

اقرأ أيضا: أحاديث عن الحزن

قصيدة عن الحزن للمتنبي

لا يُحْزِنِ الله الأميرَ فإنّني

كالآخُذُ مِن حَالاتِهِ بِنَصِيبِ

وَمَن سَرّ أهل الأرضِ ثمّ بكَى

أسى بكَى بعُيُونٍ سَرّهَا وَقُلُوبِ

وَإنّي وَإنْ كانَ الدّفينُ حَبيبَهُ

حَبيب إلى قَلْبي حَبيبُ حَبيبي

وَقد فارَقَ النّاسَ الأحِبّةُ قبلنا

كوَأعيَا دَوَاء المَوتِ كل طَبيبِ

سُبِقنا إلى الدنيَا فَلو عاشَ أهلُها

مُنِعنَا بهَا مِن جَيئةٍ وَذهوبِ

تَمَلّكَهَا الآتي تَمَلُّكَ سَالِبٍ

وَفارَقهَا المَاضِي فِراقَ سَليبِ

وَلا فَضلَ فيها للشّجاعَةِ وَالنّدَى

وَصَبرِ الفَتى لَوْلا لِقاءُ شَعُوبِ

وَأوفى حَيَاةِ الغَابِرِينَ لِصاحِبٍ

حَياةُ امرِىءٍ خَانَتْهُ بَعدَ مَشيبِ

لأبقى يَمَاكٌ في حَشَايَ صبابةً

إلى كُلّ تُرْكيّ النّجارِ جَليبِ

وَمَا كُلّ وَجْهٍ أبْيَضٍ بِمُبَارَكٍ

وَلا كُلّ جَفنٍ ضَيق بنَجِيبِ

لَئِن ظَهَرَت فِينَا عَليهِ كآبة

لقد ظَهَرَت في حَد كلّ قضِيبِ

وَفي كُلِّ قوسٍ كلَّ يومِ تَنَاضُلٍ

وَفي كلِّ طِرفٍ كل يَومِ رُكوبِ

يَعِزّ عَلَيْهِ أنْ يُخِلّ بِعادَةٍ

وَتَدعو لأمرٍ وَهوَ غَيرُ مجيبِ

وَكنتَ إذا أبْصَرْتَهُ لكَ قائِماً

نَظَرْتَ إلى ذي لِبدتَينِ أديبِ

فإن يَكُنِ العِلْقَ النّفيسَ فَقَدْتَهُ

فَمِنْ كَفّ مِتْلافٍ أغَرّ وَهُوبِ

كَأنّ الرّدَى عادٍ عَلى كُلّ مَاجِدٍ

إذا لم يُعَوذ مَجدَه بِعُيُوبِ

وَلَولا أيادي الدّهرِ في الجَمعِ بَينَنا

غَفَلنَا فَلَمْ نَشعر لَهُ بذُنُوبِ

وَلَلتّركُ للإحسَانِ خَير لمحسِنٍ

إذا جَعَلَ الإحسانَ غَيرَ رَبيبِ

وَإنّ الذي أمْسَتْ نِزارُ عَبِيدَهُ

غَنيٌّ عَنِ استِعبَادِهِ لِغَرِيبِ

كَفَى بصَفَاءِ الوُدّ رِقّاً لمِثْلِهِ

وَبالقُرْبِ مِنْهُ مَفْخَراً للَبيبِ

فَعُوّضَ سَيْفُ الدّوْلَةِ الأجْرَ إنّهُ

أجَلُّ مُثَابٍ من أجَلّ مُثِيبِ

فَتى الخَيلِ قد بَلّ النّجيعُ نحورَها

يُطاعِنُ في ضَنْكِ المَقامِ عَصِيبِ

يَعَافُ خِيَامَ الرَّيْطِ في غَزَواتِهِ

فَمَا خَيْمُهُ إلّا غُبَارُ حُرُوبِ

عَلَيْنَا لَكَ الإسْعادُ إنْ كانَ نَافِعاً

بِشَقِّ قُلُوبٍ لا بِشَقّ جُيُوبِ

فَرُبّ كَئيبٍ لَيسَ تَنْدَى جُفُونُهُ

وَرُبّ نَدِيِّ الجَفْنِ غَيرُ كَئيبِ

تَسَلَّ بفِكْرٍ في أبَيْكَ فإنّمَا

بكَيْتَ فكانَ الضّحكُ بعدَ قَريبِ

إذا استَقبَلَتْ نَفسُ الكريمِ مُصابَها

بخُبْثٍ ثَنَتْ فاسْتَدْبَرَتْهُ بطيبِ

وَللواجِدِ المَكْرُوبِ مِن زَفَراتِهِ

سُكُونُ عَزاءٍ أوْ سُكونُ لُغُوبِ

وَكَمْ لَكَ جَدّاً لمْ تَرَ العَينُ وَجهَهُ

فَلَمْ تَجْرِ في آثَارِهِ بغُرُوبِ

فَدَتْكَ نُفُوسُ الحاسِدينَ فإنّها

مُعَذَّبَةٌ في حَضْرَةٍ ومَغِيبِ

وَفي تَعَبٍ مَن يحسُدُ الشمسَ نورَها

وَيَجْهَدُ أنْ يأتي لهَا بضَرِيبِ

اقرأ أيضا: كلام عن الحزن

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

Exit mobile version