شعر عربي عن السجن

السجن هو احتجاز شخص مذنب بموجب حكم قضائي، وقد وضع السجن ليحمي المجتمع من المجرمين، وليكون عقابًا رادعًا لكل من تسول له نفسه ارتكاب الجرائم، كالسرقة والقتل، ويعتبر الحبس نوعًا من أنواع تقويم النفس، وقد كتب الشعراء الذين تعرضوا لتجربة الحبس شعر عربي عن السجن.

شعر عربي عن السجن

شعر عربي عن السجن

كتب الكثير من الشعراء العرب قصائد شعر عربي عن السجن تتميز بقوة العاطفة والتأثير، ومن أشهرهم الحطيئة الذي كتب هذه القصيدة حينما سجنه عمر بن الخطاب؛ لكثرة هجائه للمسلمين وخوضه في أعراضهم، فقال:

ماذا تَقولُ لِأَفراخٍ بِذي مَرَخٍ

زُغْبَ الحَواصِلِ لا ماءٌ وَلا شَجَرُ

أَلقَيتَ كاسِبَهُم في قَعرِ مُظلِمَةٍ

فَاِغفِر عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ يا عُمَرُ

أَنتَ الأَمينُ الَّذي مِن بَعدِ صاحِبِهِ

أَلقَت إِلَيكَ مَقاليدَ النُّهى البَشَرُ

لَم يوثِروكَ بِها إِذ قَدَّموكَ لَها

لَكِن لِأَنفُسِهِم كانَت بِكَ الخِيَرُ

كما كتب أمير الشعراء واحدة من أجمل القصائد في منفاه ويُعبر فيها عن شعوره بالحبس ورغبته في الحرية، فقال:

اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي

اُذكُرا لِيَ الصِبا وَأَيّامَ أُنسي

وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ

صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ

عَصَفَت كَالصِبا اللَعوبِ وَمَرَّت

سِنَةً حُلوَةً وَلَذَّةُ خَلسِ

وَسَلا مِصرَ هَل سَلا القَلبُ عَنها

أَو أَسا جُرحَهُ الزَمانَ المُؤَسّي

كُلَّما مَرَّتِ اللَيالي عَلَيهِ

رَقَّ وَالعَهدُ في اللَيالي تُقَسّي

مُستَطارٌ إِذا البَواخِرُ رَنَّت

أَوَّلَ اللَيلِ أَو عَوَت بَعدَ جَرسِ

راهِبٌ في الضُلوعِ لِلسُفنِ فَطنُ

كُلَّما ثُرنَ شاعَهُنَّ بِنَقسِ

يا اِبنَةَ اليَمِّ ما أَبوكِ بَخيلٌ

ما لَهُ مولَعاً بِمَنعٍ وَحَبسِ

أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَو

حُ حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِ

كُلُّ دارٍ أَحَقُّ بِالأَهلِ إِلّا

في خَبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجسِ

نَفسي مِرجَلٌ وَقَلبي شِراعٌ

بِهِما في الدُموعِ سيري وَأَرسي

وَاِجعَلي وَجهَكِ الفَنارَ وَمَجرا

كِ يَدَ الثَغرِ بَينَ رَملٍ وَمَكسِ

وَطَني لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ

نازَعَتني إِلَيهِ في الخُلدِ نَفسي

وَهَفا بِالفُؤادِ في سَلسَبيلٍ

ظَمَأٌ لِلسَوادِ مِن عَينِ شَمسِ

شَهِدَ اللَهُ لَم يَغِب عَن جُفوني

شَخصُهُ ساعَةً وَلَم يَخلُ حِسّي

يُصبِحُ الفِكرُ وَالمَسَلَّةُ نادي

هِ وَبِالسَرحَةِ الزَكِيَّةِ يُمسي

يا فُؤادي لِكُلِّ أَمرٍ قَرارٌ

فيهِ يَبدو وَيَنجَلي بَعدَ لَبسِ

عَقَلَت لُجَّةُ الأُمورِ عُقولاً

طالَت الحوتَ طولَ سَبحٍ وَغَسِّ

غَرِقَت حَيثُ لا يُصاحُ بِطافٍ

أَو غَريقٍ وَلا يُصاخُ لِحِسِّ

فَلَكٌ يَكسِفُ الشُموسَ نَهاراً

وَيَسومُ البُدورَ لَيلَةَ وَكسِ

وَمَواقيتُ لِلأُمورِ إِذا ما

بَلَغَتها الأُمورُ صارَت لِعَكسِ

تَرى مَجلِسَ السِباعِ خَلاءً

مُقفِرَ القاعِ مِن ظِباءٍ وَخَنسِ

لا الثُرَيّا وَلا جَواري الثُرَيّا

يَتَنَزَّلنَ فيهِ أَقمارَ إِنسِ

مَرمَرٌ قامَتِ الأُسودُ عَلَيهِ

كَلَّةَ الظُفرِ لَيِّناتِ المَجَسِّ

تَنثُرُ الماءَ في الحِياضِ جُماناً

يَتَنَزّى عَلى تَرائِبَ مُلسِ

آخَرَ العَهدِ بِالجَزيرَةِ كانَت

بَعدَ عَركٍ مِنَ الزَمانِ وَضَرسِ

فَتَراها تَقولُ رايَةُ جَيشٍ

بادَ بِالأَمسِ بَينَ أَسرٍ وَحَسِّ

وَمَفاتيحُها مَقاليدُ مُلكٍ

باعَها الوارِثُ المُضيعُ بِبَخسِ

خَرَجَ القَومُ في كَتائِبَ صُمٍّ

عَن حِفاظٍ كَمَوكِبِ الدَفنِ خُرسِ

رَكِبوا بِالبِحارِ نَعشاً وَكانَت

تَحتَ آبائِهِم هِيَ العَرشُ أَمسِ

رُبَّ بانٍ لِهادِمٍ وَجَموعٍ

لِمُشِتٍّ وَمُحسِنٍ لِمُخِسِّ

إِمرَةُ الناسِ هِمَّةٌ لا تَأَنّى

لِجَبانٍ وَلا تَسَنّى لِجِبسِ

وَإِذا ما أَصابَ بُنيانَ قَومٍ

وَهيُ خُلقٍ فَإِنَّهُ وَهيُ أُسِّ

يا دِياراً نَزَلتُ كَالخُلدِ ظِلّاً

وَجَنىً دانِياً وَسَلسالَ أُنسِ

مُحسِناتِ الفُصولِ لا ناجِرٌ في

ها بِقَيظٍ وَلا جُمادى بِقَرسِ

لا تَحِشَّ العُيونُ فَوقَ رُباها

غَيرَ حورٍ حُوِّ المَراشِفِ لُعسِ

كُسِيَت أَفرُخي بِظِلِّكِ ريشاً

وَرَبا في رُباكِ وَاِشتَدَّ غَرسي

مِن لِسانٍ عَلى ثَنائِكِ وَقفٌ

وَجَنانٍ عَلى وَلائِكِ حَبسِ

حَسبُهُم هَذِهِ الطُلولُ عِظاتٍ

مِن جَديدٍ عَلى الدُهورِ وَدَرسِ

وَإِذا فاتَكَ اِلتِفاتٌ إِلى الما

ضي فَقَد غابَ عَنكَ وَجهُ التَأَسّي.

اقرأ أيضا: خواطر عن السجن

أبيات شعر عربي عن السجن

أيا جارتا هل تشعرين بحالي؟

معاذ الهوى! ما ذُقتِ طارقة النوى

ولا خَطَرَت مِنك الهُمُوم ببال

أتحملُ محزون الفؤادِ قوادمٌ

على غُصُنٍ نائي المسافةِ عالِ؟

أيا جارتا، ما أنصفَ الدهرُ بيننا

تعاليْ أُقاسمكِ الهمومَ، تعالي!

تعالي تري روحاً لديّ ضعيفةً

تردّد في جسمٍ يُعذّب بالي

أيضْحك مأسورٌ، وتبكي طليقةٌ

ويسكتُ محزونٌ، ويندبُ سال؟

لقد كنتُ أولى منك بالدمع مقلةً

ولكنّ دمْعي في الحوادث غَال.

وأعزَّه  في  السجنِ   وهْوَ   أسيرُ

أنْ  يستجيبَ  لنا  فيجمعَ   شملنا

واللهُ     ربُّ     العالمين     قديرُ

فقالوا لما ما أقصر الليل عندنا

وذاك لأن النوم يغشى عيونهم

سريعاً ولا يغشى لنا النوم أعينا

إذا ما دنا الليل المضر بذي الهوى

جزعنا وهم يستبشرون إذا دنا

فلو إنهم كانوا يلاقون مثل ما

نلاقي لكانوا في المضاجع مثلنا.

غداً عِندَ الإلهِ مَنِ الظَّلُومُ؟

أما واللهِ إن الظُّلمَ لؤمٌ

وما زال الظلومُ هوَ المَلومُ

سينقطعُ التلذُّذُ عن أُناسٍ

أدامُوه وينقطعُ النّعيمُ

إلى ديَّانِ يوم الدِّينِ نَمضي

وعندَ الله تجتمعُ الخصومُ.

اقرأ أيضا: قصة يوسف عليه السلام للاطفال

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

Exit mobile version