شعر الشافعي عن اللغة العربية

ما زالت اللغة العربية منذ قديم الأزمان من أعظم اللغات في العالم، إنْ لم تكن أعظمها على الاطلاق، تغنَّى بها الشعراء والأدباء والعلماء من مختلف الحضارات والشعوب والألسن، وقد كتب عنها الكثيرون، ومنهم الإمام الشافعي، حيث يُعد شعر الشافعي عن اللغة العربية من أجمل ما قيل عن فضلها ومكانتها.

شعر الشافعي عن اللغة العربية

شعر الشافعي عن اللغة العربية

قال الإمام الشافعي: “ما جَهلَ الناسُ ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب، وميلهم إلى لسان أرسطو طاليس”، وقال الشافعي أيضًا: “لا يعلم من إيضاح جمل عِلْمِ الكتاب أحدُ، جَهِلَ سعة لسان العرب، وكثرة وجوهه، وجماع معانيه وتفوقها، ومن عَلِمَها، انتفت عنه الشُّبَه التي دخلت على جهل لسانها”؛ لذلك اهتم الإمام الشافعي بكتابة أجمل القصائد الشعرية باللغة العربية مثل:

قصيدة شعر الشافعي عن اللغة العربية في الصبر:

دع الأيام تفعـل مـا تشـاء

وطب نفساً إذا حكم القضـاء

ولا تـجزع لحادثـه الليالـي

فما لحوادث الدنيا بقـاء

وكن رجلاً على الأهـوال جلدا

وشيمتك السماحـة والوفـاء

وإن كثرت عيوبك في البرايـا

وسرك أن يكـون لهـا غطـاء

تستر بالسخـاء فكـل عيـب

يغطيه كمـا قيـل السخـاء

ولا ترى للأعـادي قـط ذلاً

فإن شماتـة الأعـداء بـلاء

ولا تـرج السماحة من بخيـل

فما في النار للظمـآن مـاء

ورزقك ليس ينقصـه التأنـي

وليس يزيد في الرزق العناء

ولا حـزن يـدوم ولا سـرور

ولا بؤس عليـك ولا رخـاء

إذا ما كنت ذا قلـب قنـوع

فأنت ومالـك الدنيـا سـواء

ومن نزلـت بساحتـه المنايـا

فلا أرض تقيـه ولا سمـاء

وأرض الله واسـعـة ولكـن

إذا نزل القضاء ضاق الفضاء

دع الأيام تغـدر كـل حيـن

فما يغني عن الموت الـدواء.

كما كتب الإمام الشافعي عن اللغة العربية في الرحمة:

قلبي برحمتكَ اللهمَّ ذو أنسِ

في السِّرِّ والجهرِ والإصباحِ والغلسِ

وما تقَّلبتُ من نومي وفي سنتي

إلا وذكركَ بين النَّفس والنَّفسِ

لقد مننتَ على قلبي بمعرفة

بِأنَّكَ اللَّهُ ذُو الآلاءِ وَالْقَدْسِ

وقد أتيتُ ذنوباً أنت تعلمها

وَلَمْ تَكُنْ فَاضِحي فِيهَا بِفِعْلِ مسي

فَامْنُنْ عَلَيَّ بِذِكْرِ الصَّالِحِينَ وَلا

تجعل عليَّ إذا في الدِّين من لبسِ

وَكُنْ مَعِي طُولَ دُنْيَايَ وَآخِرَتي

ويوم حشري بما أنزلتَ في عبس.

اقرأ أيضا: حقائق عن اللغة العربية

ومن قصائد الإمام الشافعي أيضًا:

خبت نار نفسي باشتعال مفارقي

وأظلم ليلي إذ أضاء شِهابُها

أيا بومةً قد عششتْ فوق هامتي

على الرغم مني حين طار غُرابُها

رأيتِ خراب العُمرِ مني فَزُرْتني

ومأواك من كل الديار خرابها

أأنعمُ عيشاً بعدما حل عارضي

طلائعُ شيبٍ ليس يغني خِضابُها؟

وعِزةُ عمرِ المرء قبل مشيبهِ

وقد فنيت نفسٌ تولى شبابها

إذا اصفرَّ لونُ المرءِ وابيضَّ شعرُهُ

تنغص من أيامه مستَطَبابُها

فدعْ عنك سواءات الأمور فإنها

حرامٌ على نفس التقي ارتكابُها

وأدِ زكاة الجاه واعلم بأنها

كمثل زكاة المال تم نِصابُها

وأحسن إلى الأحرار تملك رقابهم

فخير تجارات الكرام اكتسابها

ولا تمشين في مَنكِب الأرض فاخراً

فعما قليل يحتويك تُرابها

ومن يذق الدنيا فإني طَعمْتُها

وسيق إلينا عَذْبُها وعذابها

فلم أرها إلا غُروراً وباطلاً

كما لاح في ظهر الفلاة سَرابُها

وما هي إلا جِيفةٌ مستحيلةٌ

عليها كلابٌ هَمُّهن اجتِذابها

فإن تجتنبها كنت سِلما لأهلها

وإن تجتذبها نازعتك كلابها

فطوبى لنفسٍ أُودعت قعر دارها

مُغَلَّقَةَ الأبوابِ مُرخىً حجابها.

اقرأ أيضا: كيفية تعلم اللغة العربية للأطفال

أجمل ما قيل عن اللغة العربية

تُعد قصيدة اللغة العربية واحدةً من أجمل ما قيل عن اللغة العربية:

نحن علمنا بك الناس الهدى

وبك اخترنا البيان المفردا

وزرعنا بك مجداً خالد

يتحدى الشامخات الخلدا

فوق أجواز الفضا أصداؤه

وبك التاريخ غنى وشدا

ما اصطفاك الله فينا عبث

لا ولا اختارك للدين سدى

أنت من عدنان نورٌ وهدى

أنت من قحطان بذل وفدا

لغة قد أنزل الله به

بينات من لدنه وهدى

والقريض العذب لولاها لم

نغم المدلج بالليل الحدا

حمحمات الخيل من أصواته

وصليل المشرفيات الصدى

كنت أخشى من شبا أعدائه

وعليها اليوم لا أخشى العدا

إنما أخشى شبا جُهاله

من رعى الغي وخلى الرشدا

يا ولاة الأمر هل من سامع

حينما أدعو إلى هذا الندا

هذه الفصحى التي نشدو به

ونُحيي من بشجواها شدا

هو روح العرب من يحفظه

حفظ الروح بها والجسدا

إن أردتم لغة خالصة

تبعث الأمس كريماً والغدا

فلها اختاروا لها أربابه

من إذا حدث عنها غرّدا

وأتى بالقول من معدنه

ناصعاً كالدُر حلى العسجدا

يا وعاء الدين والدنيا مع

حسبك القرآن حفظاً وأدا

بلسان عربي، نبعه

ما الفرات العذب أو ما بردى

كلما قادك شيطان الهوى

للرّدى نجاك سلطان الهدى.

ومن الأقوال المأثورة عن فضل اللغة العربية:

  • قال ابن قيم الجوزية: “وإنّما يعرف فضل القرآن مَنْ عرف كلام العرب، فعرف علم اللغة وعلم العربية، وعلم البيان، ونظر في أشعار العرب وخطبها ومقاولاتها في مواطن افتخارها، ورسائلها”.
  • قال الفرنسي وليم مرسيه: “العبارة العربية كالعود، إذا نقرت على أحد أوتاره رنت لديك جميع الأوتار وخفقت، ثم تُحَرَّك اللغة في أعماق النفس من وراء حدود المعنى المباشر مَوْكبًا من العواطف والصور”.
  • قالت زيفر هونكه المستشرقة الألمانية: “كيف يستطيع الإنسان أن يُقاوم جمال هذه اللغة ومنطقها السليم، وسحرها الفريد؟ فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صَرْعَى سحر تلك اللغة”.

اقرأ أيضا: افكار لنادي اللغة العربية

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *