شعر عربي عن اللغة العربية

تحتلّ اللغة العربية أهمية كبيرة عند المسلمين؛ فهي لغة مصادر التشريع الإسلامي القرآن والسنة النبوية، ولا تجوز الصلاة في الإسلام إلا بإتقانها، ومع انتشار الإسلام وحضارته ارتفعت مكانة اللغة العربية، وأصبحت لغة السياسة، والعلم، والأدب لفترة طويلة في الأراضي التي كانت تحت حكم المسلمين، كما أثّرت على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلاميّ، كاللغة التركية، والفارسية، والأردية، ونظم الشعراء الكثير من قصائد شعر عربي عن اللغة العربية وأهميتها.

شعر عربي عن اللغة العربية

شعر عربي عن اللغة العربية

  • يقول الشاعر عبد الرحيم أحمد الصغير في واحدة من أفضل أبيات شعر عربي عن اللغة العربية:

طلعتْ .. فالمَولِدُ مجهولُ

لغة ٌ-في الظُلمةِ- قِنديلُ

حملتْ تاريخاً، ما تعِبتْ

فالحِملُ جديدٌ وأصيلُ

تتعانقُ فيهِ بلا حَدٍّ

وتذوبُ قلوبٌ وعُقولُ

فتفِيضُ الأرضُ بمختلِفٍ

مُتَّفِقٍ أجْدَبُهُ نِيلُ

طلعتْ، أتُراها قد غرَبتْ

قبلاً؟ فالموكِبُ مَوصُولُ

أم نحنُ طلعنا من شجرٍ

ثمراً أنضجَهُ الترتيلُ؟

فكأنّ البدءَ -وقد عبرَتْ

عينيهِ- حنِينٌ وطُلولُ

والروحُ يُذيعُ بِشارَتها

تذكارٌ قاسٍ وجميلُ

يُوقِفُها.. والريحُ رُخاءٌ

يُطلِقُها.. والغيمُ ثقيلُ

طلعتْ، وطلعْنا أو غربتْ

وغرَبْنا فالفرقُ ضئيلُ

نتَّفِقُ ونختلفُ قليلاً

في أنّ الشامِلَ مشمولُ

فيُقالُ: يئِسنا وانحسرَتْ

ويُقالُ: سمَوْنا وتطُولُ

ويُقالُ: عشِقنا وابتهجَتْ

ويُقالُ: غدَرْنا وتميلُ

ونَظلُّ كِياناً مُنفردًا

رُكناه فروعٌ وأصُولُ

ما جفَّ -شتاءً- في دمِنا

يخضرُّ ربيعاً ويسيلُ

اقرأ أيضا: كيف تفهم قواعد اللغة العربية

  • يقول عبد الرزاق الدرباس في قصيدته في رحاب الضاد:

بكِ تاجُ فخري و انطلاقُ لساني

و مرورُ أيامي و دفءُ مكاني

لغة الجدودِ و دربُنا نحوَ العُلا

وتناغمُ الياقوتِ والمَرجان ِ

هي نورسُ الطهرِ الذي ببياضِهِ

يعلو الزُّلالُ ملوحةَ الخلجان ِ

رفعَتْ على هام ِالفخارِ لواءَها

بالسيفِ والأقلامِ والبنيان ِ

من إرْث “مربدِها” وسوقِ” عُكاظِها”

جذرٌ يغذّي برعمَ الأغصان ِ

من ثغْر ِ”عبلتِها” وبَيْن ِ”سُعادِها”

تهمي دموعُ العاشق ِالولهان ِ

قفْ في رحاب ِالضادِ تكسبْ رفعةً

فمجالُها بحرٌ بلا شُطآن ِ

اللهُ أكرمَها و باركَ نطقَها

فأرادَها لتَنَزُّل ِالقرآن ِ

” اقرأْ ” فمفتاحُ العلوم ِقراءةٌ

عمَّتْ بشائرُها على الأكوان ِ

عِلمٌ وفكْرٌ ، حكمةٌ ومواعظ ٌ

فقْهٌ وتفسيرٌ، وسِحْرُ بيان ِ

وعَروضُها نغمُ العواطف ِ والهوى

ومآترٌ تبقى مدى الأزمان ِ

عربيةٌ، والعرْبُ أهلُ مضافةٍ

وفصاحةٍ ومروءةٍ وطِعان ِ

عربيةٌ، والمصطفى أرسى بها

منهاجَ صرْح ٍثابت ِالأركان ِ

فغدَتْ على الأيامِ صوتَ حضارةٍ

تسمو بنورِ العلم ِوالإيمان ِ

هيَ في حنايا الروح نبْضةُ خافقي

ومن المحبَّة صدقُها المتفاني

لا تهجرُوها فهي حِصْنٌ ثباتِنا

وخَلاصُنا من خيبة ِالخُسْران

وخُلاصةُ القول ِالطويلِ عبارةٌ

سارتْ بمعناها خُطَا الرُّكبانِ

ما بَرَّ قومٌ أمَّهمْ ولسانَهمْ

إلا وحازُوا السَّبقَ في المَيدانِ

وإذا أهَانُوها فإنَّ مصيرَهمْ

عَيْشُ الهَوان ِوذلَّةُ الخِذلانِ

اقرأ أيضا: تعريف علم اللغة العربية

أجمل قصائد شعر عربي عن اللغة العربية

شعر_عن_اللغة_العربية

قصيدة أم البيان روى فصيح نداك

  • قال الشاعر محسن شرارة:

أُمُّ البيانِ رَوى فَصِيحَ نَداكِ

سِرًَا لِيَعْرُبَ رائِعًا بِصَداكِ

اللهُ أَظهَرَ في النُّفوسِ جَمالَهُ

فَحَوى اللغاتِ جَميعَها وَحَواكِ

يا رَيْقَةَ اللُّسْنِ الفِصاحِ وَذَوْقَها

لَكِ في الفُنونِ مَهارَةُ الحياكِ

مَشَتِ الحَضارَةُ في ظِلالِكِ وانْثَنَت

تَنشِي عُقُولَ شُعوبِها كَفَّاكِ

في رِيشَةِ الفَنانِ مِنْكِ بَراعَةٌ

عَكَسَ الخَيَالَ بِها بَهْيُ سَناكِ

الفِكْرُ والقَلَمُ البَديعُ كِلاهُما

لكِ فِيهِما وُحْيٌ مِن الأَمْلاكِ

نَطَقَت بِهِ الشُّعَرَاءُ فِي تَرْنيمِها

وَبَدا عَلى تَسْبيحِه النّساكُِ

في آهَةِ الشّاكي شُعورُكِ

ثائِرٌ وَعلى السَّوائِلِ مِنْ دُموعِ الباكِي

هذي المُروجُ تَعانَقَت أَغْصانُها

وَالزَّهْرُ يَعْبَقُ مِن فَتيقٍ ذَاكي

وَبِواحَةِ الصَّحْرَا قَصيدُكِ سَائِلٌ

بِمَنابِتِ الأَوْرادِ وَالأَشْواكِ

وَالطَّيْرُ مِن طَرَبٍ عَلَيْهِ عَواكِفٌ

وَالنَّاسُ بَيْنَ تَغازُلٍ وَتَشاكِ

لُغَةُ العَواطِفِ كُلُّ شَعْبٍ ناهِضِ

لَمْ يَبْنِ صَرْحَ نُهُوضِهِ إِلاكِ

أَرْضُ الجَزِيرَةِ في الأَعاصِيرِ الأُلَى

رَفَعَتْ على حَدْوِ النِّياقِ بُناكِ

تَفنّى رَواتُكِ في الشُّعوبِ جَميعُها

وَالضّادُ خَالِدَةٌ بِها أَنْباكِ

يَنْمُو على سُنَنِ الطّبيعََةِ رائِعًا

سِرُّ الثَّقافَةِ في حَصاةِ نُهاكِ

هذا حَمُورَابي أَتى بِكِ شرْعَةٌ

نُبّهتْ على خطَواتها شعْرَاكِ

فَأَتى المُهَلْهَلُ حَامِلًا بِقَصِيدَةِ

لِلنَّاسِ مِنْ آثارِها أَسْماكِ

وَتَلَفَتَ الكِندِيُّ فَانْبَجَسَتْ لَه

لِما تَنْقُلُ ثَرّةَ عَيْناكِ

وَالرَّوْعَةُ الكُبْرَى تَمَشَتْ في

ذُرى حَرّاءَ ناطِقَةً بِسِرِّ هُداكِ

دَرَجَتْ مع الإِسْلامِ في آياتِهِ

فَتَفَتَحَتْ فيها عُيونُ ذَكاكِ

هَمّوا بِأن يَحْكُوكِ في قُرْآنِهِ

فَأخْرَسَ مِن عَيِّ لِسانِ الحاكي

إِنّ الذي خَلَقَ البيانَ وَسِرَّهُ

يَكَفي البيانُ تَقَوُّل الأَُفَّاكِ

في كُلِّ عَصْرٍ للعُروبَةِ فِتْيَةٌ

يَتوارَثونَ الفَضْلَ مِن نَجْواكِ

اقرأ أيضا: قصص عن اللغة العربية للأطفال

قصيدة ماذا طحا بك يا صناجة الأدب

  • قال الشاعر علي الجارم:

مَاذَا طَحَا بِكَ يَا صَنَّاجَةَ الأدَبِ

هَلاَّ شَدَوْتَ بِأَمْدَاحِ ابْنَةِ العَرَبِ

أطَارَ نَوْمَكَ أَحْدَاثٌ وَجَمْتَ لَهَا

فَبِتَّ تَنْفُخُ بَيْنَ الهَمِّ والْوَصَبِ

وَالْيَعْرُبِيَّةُ أَنْدى مَا بَعَثْتَ بِهِ

شَجْوًا مِنَ الْحُزنِ أَوْ شَدْوًا منَ الطَّرَب

رُوحٌ مِنَ اللّهِ أَحْيَتْ كُلَّ نَازِعَةٍ

مِنَ البَيَانِ وَآتَتْ كُلَّ مُطَّلَبِ

أَزْهَى مِنَ الأَمَلِ البَسَّامِ مَوْقِعُهَا

وَجَرْسُ أَلْفَاظِهَا أَحْلَى مِنَ الضَّرَبِ

وَسْنَى بِأخْبِيَةِ الصَّحْرَاءِ يُوقِظهَا

وَحْيٌ مِنَ الشَّمْسِ أَوْ همْسٌ مِنَ الشهبِ

تُحْدَى بِهَا اليَعْمَلاَتُ الكُومُ إِنْ لَغِبَتْ

فَلاَ تُحِسُّ بِإِنْضَاءٍ وَلاَ لَغَبِ

تَهْتَزُّ فَوْقَ بِحَارِ الآلِ رَاقِصَةً

وَالنَّصْبُ  لِلنيبِ يَجْلُو كُرْبَةَ النَّصَبِ

لَمْ تَعْرِف السَّوْطَ إِلاَّ صَوْتَ مُرْتَجِزٍ

كَأنَّ في فيهِ مِزْمارًا مِنَ القَصَبِ

اقرأ أيضا: معلومات غريبة عن اللغة العربية

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *