تعرّف الدعوة الإسلامية بأنّها الدعوة إلى دين الله تعالى الحقّ، الذي جاء به النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من عند الله للناس كافةً، وكان به خاتماً لجميع الدعوات، والرسالات السابقة، ثمّ تبع الصحابة الكرام نهج النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وبعدها انتقلت الدعوة إلى أجيالٍ متعاقبةٍ، فكلّما ذهب جيلٌ، جاء بعده جيلٌ آخرٌ، حاملاً لواء الإسلام، ولواء نشره للناس، ويجب على المسلم معرفة ما الهدف من دعوة غير المسلمين إلى الإسلام ؟
ما الهدف من دعوة غير المسلمين إلى الإسلام
الهدف من دعوة غير المسلمين إلى الإسلام هو الدعوة إلى التوحيد وهى أساس كل شيء وثواب الداعي إليه عظيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بكَ رَجُلًا خَيْرٌ لكَ مِن أنْ يَكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ). (( الراوي : سهل بن سعد الساعدي | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3009 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
وتتحقق دعوة غير المسلمين من خلال نشر الدعوة الإسلامية كما فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- حينما قام بتبليغ دعوة الإسلام إلى الناس، من خلال مخاطبة الملوك والأمراء وإرسال الرسائل إليهم، فقد بعث النبيّ الكريم الرسائل إلى قيصر وكسرى وملك القبط وملوك عمان والبحرين.
تتضمن الدعوة الإسلاميّة أساليب منها التدرج، فينبغي على الداعية أن يتدرج في دعوته إلى الإسلام، فيبدأ بالشهادتين، ثم الأمر بالصلاة، ثم باقي الفرائض، ولا يطلب من المدعو الالتزام بمبادىء الإسلام جملةً واحدة.
ومن الأساليب كذلك الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، والرفق واللين في استخدام الألفاظ والمفردات، واستخدام أسلوب الترغيب بذكر الثواب الذي أعده الله لمن التزم منهج الخير، والترهيب بذكر العقاب الذي أعده الله لمن عصاه.
اقرأ أيضا: سبب بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم
حكم الدعوة إلى الإسلام
إنّ الدعوة إلى الله -تعالى- فرض عينٍ على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ، كلٌّ بحسب قدرته واستطاعته، وفيما يأتي بيان الأدلة على ذلك:
الأدلة من القرآن الكريم:
قول الله تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
قال ابن كثير في تفسير الآية الكريمة: (أن تكون فرقةٌ من هذه الأمة متصديةً لهذا الشأن، وإن كان واجباً على كلّ فردٍ من الأمة بحسبه) لذلك يجب الدعوة إلى المسائل المعلومة من الدين بالضرورة مثل: وجوب الصلاة وكيفيتها، وحرمة شرب الخمر، ووجوب الصيام، وغير ذلك، أمّا الأمور المشتبهة، فلا تجب الدعوة فيها على عموم الناس، بل على العلماء، وطلاب العلم.
قال الله تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)، وتشير الآية إلى أنّ خيرية الأمة، إنّما هي من قيامها بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
قال الله تعالى: (وَالمُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ يَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ)، فمن أوصاف المؤمنين: أنّهم يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر.
الأدلة من السنة النبوية:
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (بلغوا عنّي ولو آيةً). (( الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3461 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
ثبت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: (مَن رأى مِنكُم مُنكراً فليغيِّرهُ بيدِهِ، فإن لَم يَستَطِع فبِلسانِهِ، فإن لم يستَطِعْ فبقَلبِهِ، وذلِكَ أضعَفُ الإيمانِ). (( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 49 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
اقرأ أيضا: حكم طلب هداية التوفيق من غير الله
فضل الدعوة إلى الإسلام
تعتبر الدعوة إلى الله -تعالى- من أفضل الأعمال وأجلّها، فهي شعار أتباع الرسل عليهم السلام، ولها فضائل عديدةٌ، وفيما يأتي بيانٌ لبعضٍ منها:
- اعتبار الدعوة من أحسن الأقوال، ممّا رفع من منزلة الدعاة عند الله تعالى، حيث قال الله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
- لقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن بلّغ قوله إلى غيره، فقال: (نضَّرَ اللَّهُ امرأً سمِعَ مَقالتي فبلَّغَها فربَّ حاملِ فقهٍ غيرِ فقيهٍ وربَّ حاملِ فقهٍ إلى من هوَ أفقَهُ مِنهُ)، وهو دعاءٌ للداعي بالنضارة؛ أيّ النعمة والبهجة. (( الراوي : زيد بن ثابت | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 188 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
- إنّ للداعي إلى الخير أجرٌ مثل أجر فاعله، حيث قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (من دَلَّ على خيرٍ فله مثلُ أجرِ فاعلِه). (( الراوي : أبو مسعود عقبة بن عمرو | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1893 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
- إنّ الدعوة إلى الله تعالى، والعلم الذي ينشره المسلم بين الناس، هما من الأمور التي يلحق المسلم أجرها بعد موته، حيث قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفَعُ به، أو ولدٌ صالحٌ يدعو له). (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1631 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
اقرأ أيضا: من هو اول سفير في الاسلام