من أسباب إخلاف الوعد والخيانة

يُعتبر إخلاف الوعد والخيانة من الصفات الذميمة التي يجب على المسلم الابتعاد عنها، حيث يأمرنا الإسلام بضرورة الالتزام بالوعد وعدم خيانة العهود، وهناك بعض من أسباب إخلاف الوعد والخيانة كما توجد بعض الأعذار التي تُبيح للإنسان إخلاف الوعد.

من أسباب إخلاف الوعد والخيانة

من أسباب إخلاف الوعد والخيانة

تكمن أسباب إخلاف الوعد والخيانة في:

  • الحقد: وهو مصدر الشر في المجتمع الإنساني، فالمجتمع الذي يكثر فيه الحاقدون لا يعرف الأمان والأمانة، وبالتالي لا يصل أبداً إلى درجة من الطمأنينة والتماسك بين أفراده، وعندما يغلب الحقد على قلب الإنسان تجاه غيره، فإنه يُخطط للتغرير به وخيانته.
  • الكذب: وهو سلوك اجتماعي يتمثل في إيصال معلومات مزيفة، وغير مُطابقة للواقع للأخرين، مع تبطين نية الخداع والمراوغة؛ وذلك بقصد تحقيق منافع، أو مكاسب معينة، أو للتهرب من تحمل مسؤولية أخطاء، وأفعال غير سوية مرتكبة، الأمر الذي يُخلف العديد من الأضرار، ويخلق الكثير من المشاكل بين أفراد المجتمع.
  • النفاق: يُعد الإخلاف بالوعد من أبرز صفات المنافق، سواء كان ناوياً الإخلاف عند الوعد، أو قصد الإخلاف بعد ذلك، إضافة إلى الخروج عن الحق عمداً، وقلب الحق باطلاً والباطل حقاً، وهو ما يُسمى “إذا خاصم فجر”، والتحدث بحديث لمن يصدقه وهو له كاذب، وكذلك الغدر عند العهد، وخيانته للأمانة،
  • اتباع الهوى: حيث تميل النفس إلى إخلاف الوعد وخيانة العهود.
  • النسيان: حيث أن نسيان الوعد بشكل ظاهري يمكن أن يكون سبباً في إخلافه.

اقرأ أيضا: مقاصد سورة المنافقون

حكم إخلاف الوعد

ذهب الجمهور من الحنفيّة والشافعيّة والحنابلة وبعض المالكيّة إلى أنّ الوفاء بالوعد ليس بواجبٍ بل هو مستحبٌّ، فمن أخلف بالوعد فلا إثم عليه لكنّه ارتكب أمراً مكروهاً كراهةً تنزيهيّةً، وذهب بعض أهل العلم إلى كون الوفاء بالوعد واجباً على الإطلاق، والبعض فصّل في هذا القول، فقالوا: إن كان الإخلاف بالوعد يترتّب عليه ضررٌ يجب الوفاء به، أمّا إن لم يترتّب عليه شيءٌ فهو أمرٌ مستحبٌّ.

اقرأ أيضا: أحاديث عن الصدق في الإسلام

حكم الخيانة

حكم الخيانة

لا شك أن الخيانة بشكل عام تعتبر من الأمور المحرمة التي نهى عنها الإسلام، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ)، فقد أضاف الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الخيانة إلى الكفر، وجعل الخائن كفوراً؛ أي شديد الكفر.

ومن أكثر أنواع الخيانة المنتشرة بين الناس في وقتنا الحالي هي الخيانة الزوجية، فإذا وقعت الخيانة التي تكون بين الزوجين؛ أي من الزوج لزوجته أو من الزوجة لزوجها، وقد أُجري بينهما عقد الزواج الشرعيّ الذي وصفه الله بأنه ميثاق غليظ، فإنّ الخيانة تكون أعظم إثماً وأشد حرمة، وأكثر تأثيراً وأعمق من حيث الآثار المجتمعيّة والأخلاقية، والخيانة في غيرهما كذلك محرمة كخيانة المواثيق والعهود وغير ذلك.

تختلف درجة الخيانة الزوجية باختلاف الفعل والنظرة إليها في المجتمع، فمثلاً ربما يعتبر أي تصرفيقوم به أحد الزوجين دون علم الآخر وفي الخفاء عنه خيانة له، ولكنّ ذلك لا يدخل في باب الحرمة أو الكراهة أو الحل؛ لكونه لم يرتكب ما يُعاقب عليه شرعاً أو قانوناً، فلا تكون خيانته من الأفعال المحرمة، ولكنه في نظر الآخر يعتبر خائناً لفعله ما يسوءه.

إذا بلغ حد الخيانة أن يرتكب أحد الزوجين جريمة الزنا أو ما يجري مجراه من الأفعال المحرمة؛ كأن يقيم أحد الزوجين مع شخصٍ غريب عنه علاقة حب، وتبادلا خلالها الأفعال المحرمة حتى لو لم يصل الأمر بينهما للزنا والوقوع في الفاحشة، فإن ذلك يُعتبر ممّا نهى عنه الإسلام وحرمه وحذر من الوصول إليه، قال تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا).

اقرأ أيضا: أحاديث عن الخيانة

حالات إخلاف الوعد

قد يكون هناك حالات يُعذر المسلم فيها عند إخلاف الوعد، ومن هذه الحالات:

  • النسيان؛ فمن وعد شخصاً، ومن ثم نسي وقته أو نسي هذا الوعد فلا حرج في ذلك، إذ إن الله عفا عن النسيان في فعل حرامٍ أو ترك واجبٍ.
  • الإكراه؛ فمن أكره على إخلاف الوعد، فذلك من الموانع التي تُجيز للمسلم عدم الوفاء؛ مثل من هُدد بعقوبةٍ أو حُبس أو منع من الوفاء بالوعد.
  • حصول أمرٍ طارئٍ من وفاةٍ أو مرضٍ أو تعطل وسيلة النقل التي يستخدمها.

اقرأ أيضا: حكم تخلف الرجل عن صلاة الجماعة من غير عذر

الوفاء بالوعد مع الله

حث الإسلام على الوفاء بالعهد، وخاصةً إذا كان العهد مع الله تعالى، وقد وصف الله الذين ينقضون العهد بالخسران، واختلف العلماء فيمن عاهد الله من ثم أخلف، إن كان هذا العهد يعد يميناً أم لا، فذهب الحنفية إلى أنها من الأيمان؛ لأنّ اليمين هي عبارة عن عهد مع الله تعالى على فعل شيءٍ أو نفيه.

وقال مالك: من حلف بميثاق الله أو عهده فهي يمينٌ، بينما يعدونه الحنابلة يميناً، أمّا الشافعية فذهبوا إلى أنّها لا تُعد يميناً إلا بالنيّة، وقد تكون أحياناً يميناً ونذراً، وقد تكون فقط يميناً، فإذا فعلها والتزم بها على طاعةٍ وقربةٍ؛ فهي نذرٌ ويمينٌ، أما إن التزم بما ليس بقربةٍ، فتعتبر يميناً فقط.

اقرأ أيضا: أحاديث عن الوعد

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *