السورة التي تسمى سنام القرآن

القرآن الكريم هو كلام الله، المنزّل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجز بلفظه، المتعبد بتلاوته، المنقول بالتواتر، المكتوب بين دفتي المصحف من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس، وهناك بعض الأسماء المميزة لبعض السور القرآنية؛ لذلك يسأل الكثير من المسلمين ما هي السورة التي تسمى سنام القرآن الكريم.

السورة التي تسمى سنام القرآن

السورة التي تسمى سنام القرآن

إن السورة التي تسمى سنام القرآن هي سورة البقرة، وذلك لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “إنَّ لكلِّ شيءٍ سَنامًا وإنَّ سَنامَ القُرآنِ سورةُ البقرةِ مَن قرَأها في بيتِه ليلًا لَمْ يدخُلِ الشَّيطانُ بيتَه ثلاثَ ليالٍ ومَن قرَأها نهارًا لَمْ يدخُلِ الشَّيطانُ بيتَه ثلاثةَ أيَّامٍ”. (( الراوي : سهل بن سعد | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 780 | خلاصة حكم المحدث : فيه خالد بن سعيد )) وتُطلق كلمة السنام على الشيء العالي والمرتفع، وذلك لأنها أطول سورة في القرآن الكريم.

اقرأ أيضا: فوائد من سورة البقرة

أسماء سورة البقرة

سورة البقرة

تُسمّى السور غالباً باللفظ المُفرد الذي لا يوجد إلا فيها، ولا يتكرر في غيرها من السور، فسُمّيت سورة البقرة بهذا الاسم؛ لورود اسم وقصة البقرة فيها، وهذه التسمية جاءت بسبب حادثة البقرة التي وقعت في بني اسرائيل على عهد نبي الله موسى -عليه السلام-، فقد كانوا يعبدونها من دون الله -تعالى-، فحينها وقعت جريمةُ قتل واختلفوا من هو القاتل، وأخفى القاتلُ أمره، قال الله -تعالى-: (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها وَاللَّهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ).

فجاءوا إلى موسى -عليه السلام- ليحكم بينهم، فدعا ربه، فأوحى الله -تعالى- إليه أن يذبحوا بقرة، ويضربوا القتيل بلسانها ليُخبرخهم من قتله، فاستهزؤوا بنبيّ الله موسى وبأمره؛ بسبب عنادهم، وبدأوا يسألونه عن صفاتها، وعن لونها، وخصائصها عن غيرها من البقر، فأخبرهم أنها صفراء تسرُّ الناظرين، ومُتوسطةٌ في العمر؛ فلا هي صغيرةٌ ولا كبيرة، فوجدوا هذه الصفات عند طفلٍ يتيم، ولا توجد في غيرها من البقر، فطبّقوا أمر الله -تعالى- وذبحوها، وضربوا القتيل ببعض أعضائها، فأحياه الله -تعالى-، وأخبرهم بقاتله، لِقولهِ -تعالى-: (فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى وَيُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).

ومن أسماء سورة البقرة:

الزهراء: هذا الاسم أُطلق على سورة البقرة وسورة آل عُمران، حيث قيل أنهما الزهراوين، وهذا الاسم يعود إلى أنهما سببًا في هداية من يقرأهما وفي أنهما يكونا نوراً له يوم القيامة، كما أنهما سببًا في نيل المسلم الكثير من الحسنات، وقد قال عنهما الرسول صلى الله عليه وسلم:

“اقرءوا الزهْرَاوينِ: البقرةَ وآلَ عمرانَ، فإنَّهما يأتيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غمامَتانِ أو غيايتانِ، أو كأنَّهما فِرْقَانِ من طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرؤوا سورةَ البقرةِ؛ فإنَّ أخْذَها بركةٌ، وترْكُها حسرةٌ، ولا تستطيعُها البطَلَةُ”. (( الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 804 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

الفسطاط: حيث يُطلق اسم الفسطاط على الشيء الذي يحيط بمكان أو مدينة معينة، وسميت البقرة بهذا الاسم لأنها تحيط وتشمل الكثير من الأحكام الشرعية والدينية.

سورة الكرسي، سُميت سورة البقرة بهذا الاسم لأنها تتضمن آية الكرسي في الآية رقم 255 من آياتها الكريمة، وهي من أعظم وأهم آيات القرآن الكريم، والتي تحفظ قارئها من كل شر وأذى.

اقرأ أيضا: أفكار ومعاني سورة البقرة

أحكام سورة البقرة

سورة البقرة

تناولت سورة البقرة الكثير من الأحكام والموضوعات، ومنها يأتي:

  • ذكرها لشأن القُرآن، وشرف المؤمنين به، ثُمّ ذكر الله -تعالى- أن جميع الخلق في قبضته، وأنه خلقهم وسخّر لهم الأرض ومكّنها لهم، ممّا يُوجبُ عليهم عبادته، وترك عبادة الأصنام.
  • بيانها لمقام الحُجّة النبويّة التي تُثبت نبوة النبيّ مُحمد -عليه الصلاةُ والسلام-، وتُثبت رسالته، وتحدي الله -تعالى- للمُشركين بأن يأتوا بسورةٍ مثل القُرآن، وبيانه لعجزهم عن ذلك.
  • توضيحها لبعض الأحكام الفرعيّة، وأحوال اليهود والنصارى مع المؤمنين، وتنظيم الدولة الإسلاميّة، وكيفية تكوينها.
  • كلامها عن خلق البعوضة، وأنها من خلق الله -تعالى- العظيم.
  • الحديث عن خلق الإنسان، وأمر الله للملائكة بالسجود له، فرفض إبليس ذلك وغضب الله عليه وطرده من رحمته.
  • اختبار الله -تعالى- لآدم -عليه السلام- وزوجته بعدم الأكل من الشجرة، ووسوسة الشيطان لهما، والإشارة إلى العداوة الدائمة بين الخير والشر.
  • تكذيب بني إسرائيل للرسل والأنبياء برغم ما أعطاهم الله -تعالى- إياه من العلم والنُبوّة والمعجزات، بالإضافة لحديثها عن ضرب موسى -عليه السلام- بعصاه للحجر، وانفجار اثنتا عشرة عيناً منه.
  • تحديدها لأُصول العقيدة والتوحيد، وذكر الأدلة على ذلك.
  • استعراضها لتاريخ اليهود، ومُناقشتها لعقائدهم، وتذكيرها بنعم الله -تعالى- عليهم.
  • ذكرها لبعض التشريعات الإسلاميّة، ليكون المُسلمين مُتميّزون في عباداتهم ومُعاملاتهم وعاداتهم؛ كذكرها للقصاص في القتل العمد، والصيام، والوصية، والاعتكاف، والتحذير من أكل أموال الناس بالباطل، وذكرها للأهلّة ودورها في العبادة، وذكرها للخمر والميسر، والطلاق، والعدة، والخلع، والرضاع، وكفارة الحنث باليمين، والإنفاق في سبيل الله -تعالى-، والبيع والربا، وطرق توثيق الديون بالكتابة، والشّهادة، والرهن، وغير ذلك من الأحكام والتشريعات، وذكرت في نهايتها دعائم الإيمان وأركانه.
  • إبرازها لِصفات المُتقين، والكافرين، والمُنافقين، وضرْب الأمثال وبيان حال المُنافقين، ووصفهم بالمُفسدين.

اقرأ أيضا: أحاديث نبوية عن سورة البقرة

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *