حكم صلاة النافلة بعد إقامة صلاة الفريضة
تُعرّف النَّافلة في اللغة بأنها ما زاد على النَّصِيب أَو الحقَ أَو الفَرض، وتُطلق أيضاً على الغنيمَة، والهِبَة، وتجمع نافلة على نوافل، أما النافلة في الاصطلاح فهي العِبادة التي يقوم بها العبد، وتكون ليسَت مفروضةً ولا واجبةً عليه، فهي العِبادة الزائدة على ما هو لازم، فتدخل تحتها السنن المؤكدة والمستحبة والتطوّع غير المؤقت، ومن الأحكام الفقهية المتعلقة بالنوافل ما حكم صلاة النافلة بعد إقامة صلاة الفريضة ؟
حكم صلاة النافلة بعد إقامة صلاة الفريضة
حكم صلاة النافلة بعد إقامة صلاة الفريضة هو وجوب قطع صلاة النافلة إذا ما أقيمت صلاة الفريضة، والدليل على ذلك حديث رسول الله عليه الصلاة والسّلام: “إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فلا صَلَاةَ إلَّا المَكْتُوبَةُ”. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 710 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
يدل هذا الحديث على أنّه إذا أُقيمت الصلاة لم يكن لأحدٍ أن يشرع في النافلة، ومن أقوال العلماء في هذا الشأن قول ابن قدامة رحمه الله: “وإذا أقيمت الصلاة، لم يشتغل عنها بنافلة، سواء خشي فوات الركعة الأولى أم لم يخش. وبهذا قال أبو هريرة، وعروة، وابن سيرين، وسعيد بن جبير، والشافعي، وإسحاق، وأبو ثور”، كما أفتت لجنة الإفتاء الدائمة انّه: “نعم إذا أقيمت الصلاة المفروضة، فاقطع النافلة التي أنت فيها لتدرك تكبيرة الإحرام مع الإمام”.
اقرأ أيضا: يستحب القنوت في الوتر بعد ماذا ؟
أنواع النوافل
وتتنوع النوافل إلى:
- النوافل المقيدة بوقتٍ معين: وهي الصلاة التي شرعت في وقتٍ معينٍ ومعلومٍ، ومن الأمثلة عليها السنن الرواتب، وصلاة الوتر، والضحى.
- النوافل غيرالمقيّدة: وهي صلاة النافلة غير المربوطة بوقتٍ أو زمن معين إنّما تصلى في أوقاتٍ أو مناسباتٍ معينة، مثل: صلاة الاستسقاء، وصلاة تحية المسجد.
- النوافل المطلقة: وهي صلاة التطوّع التي يصليها الإنسان المسلم في الوقت الذي يريد.
اقرأ أيضا: مقاصد سورة المزمل
عدد النوافل بعد كل صلاة
من أهمّ نوافل الصلاة في حياة الإنسان هي السنن الرواتب، لأنّ الهدف من هذه الصلاة هو سدّ الخلل الحاصل في صلاة الفرض سواءً نتيجة الكسل او التقصير، وعلى الرغم من وجود العديد من صلوات النوافل المشروعة في الدين، إلّا أنّ الأفضليّة تكون دوماً للسنن المؤكدة، ومن المعروف أنّ الله يحبّ عباده الذين يتقرّبون إليه بالنوافل وصلاة التطوع، والتالي السنن الرواتب المطلوبة من المسلم بعد الصلوات المفروضة:
- ركعتان قبل الفجر، وهي النافلة التي تعتبر من أكثر النوافل تأكيداً حسب اتفاق أغلب علماء المسلمين، وقد حافظ الرسول عليه الصلاة والسلام على أدائها في حياته؛ فعن عائشةَ رضِي الله عنها، قالت: (لم يكنِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، على شيءٍ من النوافِلِ، أشدَّ منه تعاهُدًا على ركعتَيِ الفجرِ). (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 1169 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
- أربع ركعات قبل صلاة الظهر.
- ركعتان بعد صلاة الظهر.
- ركعتان بعد صلاة المغرب.
- ركعتان بعد صلاة العشاء.
اقرأ أيضا: كيف تصلى صلاة الاستخارة
فضل صلاة النوافل
لأداء صلاة النافلة فضل عظيم، ذكرته نصوص السنة النبوية الشريفة، ومن فضل أداء صلاة النافلة:
- أداء النوافل سببٌ من الأسباب التي تجلب مَحبّة الله سبحانه وتعالى للعبد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: (إنَّ اللهَ قال: من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه؛ كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه ترَدُّدي عن نفسِ المؤمنِ، يكرهُ الموتَ وأنا أكرهُ مُساءتَه). (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6502 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
- تجبر النقص الذي يَحصل في صلاة الفرض؛ فالمُصلّي إذا حاسبه الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ووجد في صلاة الفرض عنده نقص، وقد كان يؤدّي النوافل، فإنّ هذه النوافل تجبرالنقص الحاصل في صلاة الفرض، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أوَّلَ ما يحاسبُ النَّاسُ بِه يومَ القيامةِ من أعمالِهمُ الصَّلاة قالَ يقولُ ربُّنا جلَّ وعزَّ لملائِكتِه وَهوَ أعلمُ انظروا في صلاةِ عبدي أتمَّها أم نقصَها فإن كانت تامَّةً كتبت لَه تامَّةً وإن كانَ انتقصَ منها شيئًا قالَ انظُروا هل لعبدي من تطوُّعٍ فإن كانَ لَه تطوُّعٌ قالَ أتمُّوا لعبدي فريضتَه من تطوُّعِه ثمَّ تؤخذُ الأعمالُ علَى ذاكُم). (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 864 | خلاصة حكم المحدث : صحيح بطرقه وشواهده ))
- جلب البركة للبيت الذي تؤدّى فيه صلاة النافلة؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجعلوا في بيوتِكم من صلاتِكم، ولا تتَّخِذوها قبورًا). (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 432 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
- الإكثار من أداء النوافل من أعظم أسباب دخول الجنة، فعن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: (كنت أبيتُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأتيتُه بوَضوئِه وحاجتِه، فقال لي: سلْ، فقلت: أسألُك مرافقتَك في الجنةِ، قال: أو غيرَ ذلك، قلت: هو ذاك، قال: فأعنِّي على نفسِك بكثرةِ السجودِ). (( الراوي : ربيعة بن كعب الأسلمي | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 489 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
اقرأ أيضا: كيفية صلاة التوبة من الذنب