لا يُعدّ النّوم في الإسلام عذراً يجعل المسلم يتركُ صلاته، فصحيحٌ أنّ النّائم يُرفع عنه القلم حتى يستيقظ، لكنَّ هذا لا يعني أن يتعمّد النّوم ليترك الصّلاة، بل عليه أن يأخذ بكلّ الأسباب التي تُعينه على الاستيقاظ، وعليك معرفة كيف تعين نفسك على أداء صلاة الفجر في وقتها نظرًا لعظم فضل المحافظة على هذه الصلاة.
كيف تعين نفسك على أداء صلاة الفجر في وقتها
إنّّ الالتزام بأداء الصلوات الخمسة عامةً في وقتِها علامةٌ على كمالِ الإيمان، والالتزام بصلاة الفجر وأدائها في وقتها يُبرّئ المسلم من النّفاق، لكنَّ هذه الصّلاة قد تكون ثقيلةً على نفسِ المسلم؛ لأنَّ وقتها يكون في وقت النّومِ والراحة، فيتقاعسُ الكثير من النّاس عن الاستيقاظ لأدائها في وقتها، لِذا يجب أن تعرف كيف تعين نفسك على أداء صلاة الفجر في وقتها ومن أهم السبل المُعينة على ذلك:
- التّوبة من الذّنوب والمعاصي، وهي من أكثرِ الأسباب التي تُقوّي عزيمة المسلم على الالتزام بأداءِ صلاة الفجر في وقتها؛ لأنّ النّفس تظلّ مُتيقّظة لئلّا تقعَ في الذنب ثانية.
- تعظيم صلاة الفجر في القلبِ، وتَذكّر الثواب العظيم لمن يُصلّيها في وقتِها، فمن كانت الصّلاة عظيمة في قلبِه؛ فإنَّه لن يَشقَّ عليه الاستيقاظ وترك الفراش، وسيُجاهد شيطانه كي يتلذّذَ بقُرب الله -تعالى-.
- الاستعانة بالله -تعالى-، والتّقرب إليه، ودعائه بأن يُعينَ المسلم على هذه الطّاعة، وأن يُساعده على الاستيقاظ في هذا الوقت.
- الحرص على صحبةِ الصّالحين الذين يُعينون المسلم على الالتزامِ بالطّاعة، ويُذكّرونه دوماً بالله -تعالى-، فإن تقاعسَ يوماً عن صلاةِ الفجر يُذكّرونه بوعيد الله -عزَّ وجل-.
- النّومِ مبكّراً وترك السّهر، فإنَّه من المعلوم أنَّ الإنسان إذا أخَّرَ نومه يَصعُب عليه الاستيقاظ مبكّراً ويَغلب عليه النُّعاس، ومَن يحرص على النومِ مبكّراً ناوياً الاستيقاظ للصّلاةِ سيعتاد جسمه على الاستيقاظ دائماً في نفس الوقت، فيقوم لأداءِ الصّلاة نشيطاً.
- توكيل أحد الأصدقاء أو المعارف للتّنبيه لصلاةِ الفجر، كما فعلَ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في غزوة خيبر، إذ وَكَّل بلال بن رباح -رضي الله عنه- أن يبقى مستيقظاً ليُنبّههم وقت صلاة الفجر، وهذا دليلٌ على حرصِ النّبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- على أداءِ هذه الصلاة حتى وهو في حالةِ الحرب.
- المواظبة على اتِّباع سنَّة النبي -عليه الصلاة والسلام- في النوم، وذلك من خلال ذكر الله -تعالى- قبل النّوم، وقراءة أذكار النّوم، والنّوم على وضوء، والنوم على الجانبِ الأيمن.
- الاستعانة بالأجهزة المتوفّرة في البيت؛ كالمنبّه أو الجوّال، وضبطه عند وقت صلاة الفجر.
- التوقف عن الأكلِ كثيراً قبل النوم، وتجنّب شرب المنّبهات ليلاً.
اقرأ أيضا: فوائد صلاة الفجر
فضل أداء صلاة الفجر في وقتها
تُعدّ صلاة الفجر إحدى الصّلوات الخمسة الواجبة على المسلمِ، لكنَّ الله -تعالى- خصّها بمزيدٍ من الأهميّة، وجعل لمن يُحافظ عليها الكثير من الأجر والثواب، وفيما يأتي بيان ذلك:
- تكون سبباً في دخول الجنّة، والنّجاة من النّار، فقد وعدَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- من صلّى البَردين؛ أي الفجر والعصر بدخولِ الجنَّة؛ وذلك لما فيهما من مشقّة على المسلمِ، حيث إنَّ وقت الفجر يكون في وقت النّوم والرّاحة، ووقت العصر يكون غالباً في وقت سعي النّاس إلى أعمالها وأرزاقها؛ فكان لهما الأجر العظيم، كما حرّم اللهُ على من يُصلّيها النّار، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يَلِجُ النَّارَ مَن صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا) (( الراوي : عمارة بن رويبة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 634 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] )) أي صلاتي الفجر والعصر.
- تشهدُ ملائكة اللّيل وملائكة النّهار صلاة الفجر، قال -تعالى-: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)، والمقصود بالقرآن هنا هو أداء صلاة الفجر؛ إذ تكون الملائكة حاضرة في هذا الوقت، وهذه الملائكة هي نفسها الملائكة الحَفظة التي تتعاقب على الإنسان في اللّيل والنّهار، فتجتمع على المسلم في وقتي الفجر والعصر، وهذا تشريفٌ كبير لمن يُصلّي الفجر في وقتها.
- ينعم مُصلّو الفجر بالنّورِ التّامِّ يوم القيامة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (بشِّرِ المشَّائينَ في الظُّلَمِ إلى المساجِدِ بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القيامةِ) (( الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : ابن عثيمين | المصدر : شرح رياض الصالحين، الصفحة أو الرقم: 5/66 | خلاصة حكم المحدث : صحيح )) فالمشي للصلاةِ بشكلٍ عام فيه أجرٌ عظيم، لكنَّ المشيَ لصلاةِ الفجر في شدّةِ الظّلام فيه مشقّةٌ أكبر على النّفس، فيُجازيهم الله يوم القيامة بالنّورِ التّام؛ لأنّّهم مَشوا في الظّلام في الدّنيا فاستحقّوا النّور يوم القيامة، والجزاء من جنسِ العمل.
- تُعتبر صلاة سُنّة الفجر خيرٌ من الدّنيا وما فيها؛ إذ إنَّ لذّة صلاة الفجر تُعادل كلّ ما في الدّنيا من نعيم، فترتاح نفس مُصلّيها و تطمئنّ مهما كان حاله، قال -صلى الله عليه وسلم-: (ركعتا الفجرِ خيرٌ من الدنيا وما فيها). (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 725 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
- يَحظى مصلّو الفجر بشرفٍ عظيمٍ يوم القيامة، ألا وهو رؤية وجه الله الكريم كما يرى البدر في السّماء، وهذا وعدٌ من الله -تعالى-.
- تعدُّ صلاة الفجر حافظةً لصاحبها؛ لأنّ من يُصلّي الفجر يبقى في ذمّة الله وفي حفظه كما ورد في الأحاديث النبويّة، فلا يضرّه شيء طيلة يومه لأنّه محاطٌ بكنفِ الله ورعايته.
اقرأ أيضا: أحاديث عن صلاة الفجر