فيماذا يكون الصدق

الصدق في اللغة مأخوذ من الفعل صَدَقَ يَصْدُقُ صَدْقًا، وصَدَّقه تأتي بمعنى قَبِل قولَه، وصدَقَه الحديث تأتي بمعنى أنبأه بالصدق، أما الصدق اصطلاحًا فهو نقيض الكذب، ويكون بالإخبار عن الشيء كما هو دون أي زيادة فيه، ويكون مطابقًا للضمير، وهو مطابقة الكلام للواقع، بالإضافة إلى قول الحق، ويجب أن يكون الصدق في جميع أجزاء الحياة.

الصدق يكون في

الصدق يكون في

الصدق يكون في النية والأقوال والأعمال والأحوال، وعند البحث عن كل أعمال الخير والصلاح سواء كانت في العلن أو في الخفاء، سنجد أن مصدرها الصدق، على العكس من الكذب فإنه بداية الكبر والرياء والفجور في نهاية المطاف، وعقوبة الشخص الذي يكذب هي أن يكشف الله كذبه ويعاقبه في مصالحه وعمله، وثواب الشخص الصادق أن الله يكرمه في جميع أعماله في الدنيا والآخرة، والصدق بصفة عامة يكون فيما يلي:-

  • النية: ويعني ذلك الإخلاص في العمل بصدق النية، فالذي يصدق الله تعالى في النية والإرادة يصدقه الله سبحانه وتعالى أيضًا.
  • الأقوال: ونقصد به استواء اللسان على قول الصدق والحق كما تستوي السنبلة على ساقها بدون ميل، ونعني بذبك أن يتم الالتزام بالصدق في القول لأن ذلك دليل على إيمان الشخص فكما جاء عن السيدة عائشة قولها، “يُعرَف المؤمن بوقاره، ولين كلامه، وصدق حديثه”.
  • الأعمال: وهو أن تستوي الأفعال مثل الأقوال مثل استواء الرأس فوق الجسد، بمعنى استواء ما يفعله العبد في السر والعلانية، فلا يكون هناك خلاف بين قوله وفعله فذلك عين الصدق، والذي يفعل دون ذلك هو المنافق والكاذب.
  • الأحوال: والمقصود به استواء القلب وجميع الجوارح في الإنسان على الإخلاص في العمل والقول، فالصدق هو استواء العلانية والسر، والباطن مع الظاهر، وعدم مخالفة أحوال العبد مع أقواله وأفعاله.

اقرأ أيضا: أحاديث عن الصدق والكذب

أنواع الصدق

أنواع الصدق

  • الصدق مع الله سبحانه وتعالى: هذا النوع يكون بإخلاص المرء نيته لله سبحانه وتعالى بما يقول ويفعل، وألا يقصد بأقواله وأفعاله أن يشد الناس إليه، وألا يقصد الشهرة في ذلك الأمر.
  • الصدق مع الناس: وذلك بتعامل الإنسان مع الآخرين بالحق دون كذب أو تغيير لما حدث في الواقع، فإذا كذب في تعامله مع الناس فقد يدخل في باب النفاق.
  • الصدق مع النفس: المسلم يصدق مع نفسه، ويعترف بأخطائه، ويحاول إصلاح نفسه للوصول إلى الأفضل، والارتقاء بالنفس إلى أعلى المراتب.
  • الصدق في المعاملات: هذا النوع يكون في الحياة العملية، وإعداد المعاملات اللازمة لعمليات البيع والشراء والتبديل، وإعداد العقود.

اقرأ أيضا: ما هو مفهوم الصدق

ثمرات الصدق

ثمرات الصدق

للصّدق ثمرات كثيرة، وفوائد عائدة لمصلحة الفرد، ومن أهم الثمرات التي ينالها الفرد بصدقه ما جاء في قوله تعالى: “قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”،  فالصادقين وعدهم الله بالفوز العظيم.

ومن آثاره الأُخرى أنّه يجلب الطاقة التي تزيد من القرارات الصائبة، وتُقلص من حجم الأخطاء، كما أنّه يعود بالراحة والطمأنينة على الشخص، ويُبعد عنه الخوف والتشتت والقلق الناتج عن الكذب من أن تُكشف الحقيقة، إذن فهو في حقيقته يُحقق السعادة المرجوة بالحياة، والراحة التي يسعى لها كل فرد.

تستقيم حياة الفرد بالصدق حيث أنّ الشخص الصادق ينال الثناء في الآخرة وفي الدنيا أيضًا، إذ تعلو منزلته عند الخالق، ويزيد قدره بين الناس نتيجة صدقه، فالفرد الصادق يُقدره جميع الناس، ويحترمونه، ويطلبون رأيه في أغلب المواضيع التي يواجهونها؛ لأنّهم يعلمون أن هذا الشخص هو محل ثقة، ولن يغشهم، فيطلبون مساعدته في أغلب القرارات التي يتخذونها.

يفرض الشخص الصادق على المجتمع احترامه، وعلى الأفراد تقديره، وهو بذلك يصبح حرًا دائمًا، لا يخشى من شيء، وإنما يمضي بكل ثقة بين الناس؛لأنه يعلم بأنهم يحبونه، فالصادق هو أخير الناس، والأشد قربًا لهم، لما يحمل بدخله من مشاعر خيّرة ومطمئنة.

من أبرز الثمرات التي يجلبها الصدق هي طمأنينة القلب وسكينته، والإنسان الصّادق هو شخص يُدرك الأجر الكبير من الله لذلك فهو مطمئن لسائر أمور حياته، ودعواته مُجابة فهي قريبه لله تعالى، كما أنّ الله يُضيف البركة إلى عمله سواء في البيع أو الشراء، وهو يؤدي إلى الرقي والوصول إلى منابر ودرجات الأبرار والصديقين، ثمَّ نيل الجنَّة في آخر الطريق، والصّدق في العمل يُكسب صاحبه الأمانة، وصفة الأمانة هي من أهم الصفات المطلوبة في سوق العمل، إذ يُصبح الفرد الصادق عضوًا فعالًا في عمله، ومديرًا شريفًا بين شركائه، إذن فهو دائمًا يفتح باب النجاح والتفوق والسعادة في الحياة.

اقرأ أيضا: قصص عن الصدق للأطفال

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *