اول من لقب بأمير المؤمنين

أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباع سنة الخلفاء الراشدين من بعده؛ فهم أجود الصحابة وأعلاهم منزلة؛ لذلك يجب على المسلم أن يكون لديه ثقافة تاريخية عنهم، ومن أهم الأسئلة التي يبحث الكثير من الناس عن إجابة لها من هو اول من لقب بأمير المؤمنين من الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم.

اول من لقب بأمير المؤمنين

اول من لقب بأمير المؤمنين

كان اول من لقب بأمير المؤمنين هو الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، والدليل على ذلك أنَّ عُمرَ بنَ عبدِ العزيزِ سألَ أبا بكرِ بنَ سُليمانَ بنِ أبي حَثْمةَ: لِمَ كان أبو بكرٍ يَكتُبُ: مِن أبي بكرٍ خليفةِ رسولِ اللهِ، ثُمَّ كان عُمَرُ يَكتُبُ بَعْدَهُ: مِن عُمرَ بنِ الخطَّابِ خليفةِ أبي بكرٍ، مَن أوَّلُ مَن كَتَبَ: أميرُ المؤمنينَ؟

قال: حدَّثَتْني جَدَّتي الشِّفاءُ- وكانتْ مِنَ المُهاجِراتِ الأُوَلِ، وكان عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضِيَ اللهُ عنه إذا هو دَخَل السُّوقَ دَخَل عليها-، قالتْ: كَتَبَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ إلى عامِلِ العِراقَيْنِ: أنِ ابعَثْ إليَّ برَجُلين جَلْدين نبيليْنِ أسألْهُما عنِ العِراقِ وأهْلِهِ. فبَعَث إليهِ صاحبُ العِراقِ بلَبِيدِ بنِ ربيعةَ وعَديِّ بنِ حاتمٍ، فقَدِمَا المدينةَ، فأناخا راحِلَتَيْهِما بفِناءِ المسجدِ، ثُمَّ دَخَلَا المَسجدَ، فوَجَدَا عَمرَو بنَ العاصِ، فقالَا لهُ: يا عَمرُو، استأْذِنْ لنا على أميرِ المُؤْمِنينَ عُمَرَ، فوَثَبَ عَمرٌو فدَخَل على عُمَرَ، فقال: السَّلامُ عليكَ يا أميرَ المُؤْمِنينَ، فقال له عُمَرُ: ما بَدَا لكَ في هذا الاسمِ يا ابنَ العاصِ؟ لَتَخْرُجَنَّ ممَّا قُلْتَ، قال: نَعَم، قَدِمَ لَبِيدُ بنُ ربيعةَ وعَدِيُّ بنُ حاتمٍ، فقالَا لي: استأْذِنْ لنا على أميرِ المُؤْمِنينَ، فقُلْتُ: أنتمُا واللهِ أَصَبْتُما اسمَهُ، وإنَّهُ الأميرُ ونحنُ المؤمنون، فجَرَى الكِتابُ مِن ذلكَ اليَومِ. (( الراوي : الشفاء بنت عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الأدب المفرد، الصفحة أو الرقم: 780 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))

اقرأ أيضا: أحاديث عن عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب

هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدويّ، يلتقي بالنسب مع النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- في كعب بن لؤي، وكنيته أبو حفص، وأمّه حنتمة بن هشام بن عمرو بن مخزوم، وقد ولد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعد ثلاثة عشر عاماً من عام الفيل.

عاش عمر بن الخطاب في مكّة طفولةً صعبةً شديدةً؛ إذ إنّ أباه الخطاب كان يُكلّفه برعي الإبل، فنشأ شديداً غليظاً قادراً على تحمّل المسؤوليّة، وبعيداً عن مظاهر الترف والرفاهية والغنى، ثمّ تعلّم الكتابة والقراءة، وانتقل للعمل في التجارة فأصبح من أثرياء قريش، وفي مرحلة الشباب أصبحت له مكانةٌ مرموقةٌ في قريش وبين سادتها.

لمّا بلغ من العمر ستّاً وعشرين سنةً، دخل الإسلام إلى قلبه فأسلم، ولقّبه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالفاروق، لأنه فرّق بين الحقّ والباطل، ومن الجدير بالذكر أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنَّ اللَّهَ جعلَ الحقَّ على لسانِ عمرَ وقلبِه). (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3682 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

وقد كان -رضي الله عنه- من أوائل المهاجرين إلى المدينة المنوّرة، وشهد معركة بدر وغيرها من المعارك، ورافق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى أن توفّي وهو عنه راضٍ، وقد تولّى خلافة المسلمين بعد وفاة أبي بكر رضي الله عنه، واستمرّت فترة حكمه عشر سنواتٍ، إلى أن استشهد في صلاة الفجر إثر طعنةٍ غادرةٍ من مجوسيٍّ حاقدٍ على الإسلام وأهله، وكان ذلك في العام الثالث والعشرين للهجرة.

اقرأ أيضا: قصص عن عمر بن الخطاب للأطفال

خلافة عمر بن الخطاب

عندما كان الخليفة أبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه- في مرض الموت، وشعر بدنو الأجل، كان يشغل فكره قضيّةٌ مهمّةٌ جداً، وهي؛ من سيتولّى أمر المسلمين من بعده، وقد زاد اهتمامه في الأمر ذكريات تولّيه الخلافة بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والفتنة التي كادت أن تحصل في سقيفة بني ساعدة، فخشي على المسلمين من الفتنة إن توفّي من غير أن يستخلف أحداً من بعده، ورأى الصدّيق -رضي الله عنه- بما رزقه الله تعالى من بعدٍ للنظر ورجاحةٍ في العقل، أن يقوم باستخلاف من يقوم بأمر الخلافة من بعده معتمداً على الشورى واجتهاده الشخصيّ؛ حتى يوحّد كلمة المسلمين، ولا يدع مجالاً للفتنة بينهم.

بدأ أبو بكر يفكّر في الصحابة -رضي الله عنهم- ويقارن بينهم؛ ليجد الأفضل بينهم لقيادة الأمّة بحزمٍ من غير عنفٍ وحكمةٍ من غير ضعفٍ، فاستقرّ رأيه على رجلين من أصحاب الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وهما: عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وبعد تأمّلٍ طويلٍ في صفات كلٍّ منهما، وقع اختيار أبي بكر -رضي الله عنه- على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويرجع السبب في تقديم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى مرونته السياسيّة، وإيثار المصلحة العامة على مصلحته الشخصيّة ومصلحة أهله، بالإضافة إلى أنّه كان مرافقاً لأبي بكر -رضي الله عنه- خلال فترة خلافته، وهو الأمر الذي مكّنه من الاطلاع على أدقّ الأمور في إدارة دفّة الحكم.

كان خليفةً عادلاً يخشى الله تعالى في حكمه كما أنّه كان يدير أمور البلاد الإسلاميّة ويقوم عليها بنفسه حيث كان ينتقي الولاة والعمّال والمقيمين على أمور المسلمين في أجزاء الدّولة الإسلاميّة بنفسه من أجل ضمان حقوق المسلمين وحفظها من الضّياع.

اقرأ أيضا: من صفات الخليفة عمر بن الخطاب

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version