أمير المؤمنين عمر بن الخطاب هو خليفة رسول الله الثاني وقد لُقب بالفاروق؛ لأنه فرق بين الحق والباطل، وكان مولده بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة، وأراد الله -تعالى- له الهداية وعزة الأمة باعتناقه للإسلام بعد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بست سنوات، ويجدر بكل مسلم ومسلمة التعرف على بعضٍ من صفات الخليفة عمر بن الخطاب الخَلقية والخُلقية.
من صفات الخليفة عمر بن الخطاب
تميز أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بصفات عظيمة لم يتصف بها سواه من الرجال، فاختصه الله -تعالى- ليعز به الإسلام ويعلي رايته، ويكون خليفة لخير البشر محمد -صلى الله عليه وسلم-.
اقرأ أيضًا: قصص عن عمر بن الخطاب للأطفال
مواصفات عمر بن الخطاب الجسدية
كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- رجلا شديد الطول؛ حيث كان يفوق الناس في الطول، وكان رجلا جسيما، وكان أبيض البشرة وشديد الحمرة، كما أنه كان أعسر ولكنه كان يعمل بكلتا يداه، كما جاء عن أبي رجاء العطاردي في وصف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب؛ حيث قال: (كان عمر طويلا جسيما أصلع أشعر شديد الحمرة كثير السبلة في أطرافها صهوبة). (( الراوي : أبو رجاء العطاردي | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الإصابة، الصفحة أو الرقم: 2/518 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
اقرأ أيضًا: بحث عن عمر بن الخطاب مكتمل العناصر
صفات عمر بن الخطاب الأخلاقية
الشجاعة
تعد الشجاعة من أبرز الصفات التي تميز بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد كان لا يتردد في التضحية في سبيل الله والدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتب السيرة والتاريخ مليئة بمواقف الشجاعة والثبات، ومنها ما روي عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: “والله ما استطعنا أن نصلي بالبيت حتى أسلم عمر فلما أسلم عمر قاتلهم حتى ودعونا فصلينا”. (( الراوي : [القاسم بن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود] | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 9/65 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح ))
ومما يدل على شجاعة الفاروق -رضي الله عنه- إعلانه خبر إسلامه بعد دخوله في الإسلام مباشرة، حيث ذهب إلى بيت أبي جهل وأخبره بأنه قد أسلم من غير أن يخشى بطش قريش وجبروتها، حتى إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خاطب عمر بن الخطاب قائلا: “والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك”. (( الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 2667 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
العدل
وروي أن أحد جيوش الفتح في بلاد فارس أعاق تقدمه نهر ليس عليه جسر، فأمر قائد ذلك الجيش أحد الجنود بالنزول إلى الماء في يوم شديد البرودة ليعاين لهم مخاضة يعبرون منها، فقال الرجل: “أخشى أن أموت إن دخلت الماء”، ودخل الرجل الماء وهو ينادي قائلا: “يا عمراه، يا عمراه”، ثم توفي، فوصل الخبر إلى الفاروق وهو في سوق المدينة المنورة فقال: “يا لبيكاه، يا لبيكاه”، ثم عزل قائد ذلك الجيش، وقال له: “لولا أن تكون سنة لاقدت منك، لا تعمل لي عملا أبدا”.
قوة الإيمان
لم تقتصر قوة الفاروق -رضي الله عنه- على القوة البدنية فحسب، بل شملت القوة الإيمانية أيضا، وأوضح دليل على ذلك صراحته وشجاعته، حيث كان لا يتردد في مصارحة النبي -عليه الصلاة والسلام- بحبه له، ومما يدل على قوة إيمانه ما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “أرأف أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر”. (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 868 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
صواب الرأي
إن من الصفات التي تميز بها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- صواب الرأي، حتى إن القرآن الكريم نزل موافقا لرأي الفاروق في العديد من الأحداث، ومنها رأيه في أسرى بدر، وكان رأي الفاروق أن يقتلوا ولا يؤخذ منهم فدية، ونزل القرآن الكريم موافقا لرأي عمر رضي الله عنه، كما وافق القرآن الكريم رأي الفاروق في اتخاذ مقام إبراهيم مصلى، وبعدم الصلاة على رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول عند وفاته، وبمسألة حجاب أمهات المؤمنين.
اقرأ أيضًا: أحاديث عن عمر بن الخطاب