لقمان هل هو نبي

ذكر الله -تعالى- في كتابه الكريم بعض القصص والشخصيات؛ بُغية أخذ العبرة والفائدة منها، من أولئك الشخصيات التي وثق الله -سبحانه- شيئاً من أخبارها لقمان، وهو شخصٌ اتصف بالحكمة حتى لقّب لقمان الحكيم، ويسأل الكثير من الناس ” لقمان هل هو نبي أم عبد صالح؟”.

لقمان هل هو نبي

لقمان هل هو نبي

اختلف العلماء في لقمان هل هو نبي أم عبد صالح، ولقد تفرد عكرمة بقوله إنَّ لقمان الحكيم كان نبيًّا من الأنبياء، ولكن ما اتفق عليه عامة أهل العلم أنَّه كان حكيمًا ولم يكن من الأنبياء مطلقًا، وذلك قول ابن عباس ومجاهد وغيرهم من العلماء؛ لذلك الراجح أن لقمان رجل من الصالحين رزقه الله الحكمة ولكنه ليس نبيًا.

وللقمان الحكيم العديد من الصفات الخَلقية والخُلُقيّة، ومن أبرزها: أنه كان أفطس الأنف مشقق القدمين وكذلك غليظ الشفتين بسبب أصوله النوبية، كما كان كثير التفكر بما حوله من الأمور والأشياء، فضلًا زهده الذي يعرفه جميع مَن خالطه وأبعد ما يكون عن مترفات الحياة الدنيا، وكان لقمان صاحب قولٍ جامعٍ، وذلك بسبب الحكمة التي امتنّ الله -تعالى- بها عليه.

اقرأ أيضا: موضوعات ومضامين سورة لقمان

لقمان الحكيم

هو لقمان بن عنقاء بن سدون، ويُقال له كما قال السهليّ عن ابن جرير والقتيبيّ: لقمان بن ثاران، ولقد قال عنه السهليّ أيضاً أنّه رجل نوبيّ من أهل أيلة، يُعرف بالصلاح والعبادة والحكمة، ولقد ورد عنه أنّه كان قاضياً في زمن داود عليه السلام، لكنّه لم يكن نبياً بل حكيماً قاضياً عابداً، وسئل ذات مرةٍ عن كونه صار سيداً بين الناس محبوباً مقرّباً منهم، يجلس في أرفع المجالس، مع أنّه كان عبداً حبشياً أسوداً راعياً للغنم، فأجاب مُلخصّاً سبب ذلك: (إنّما بلغت ذلك بغضي بصري، وكفّي لساني، وعفّة مطعمي، وحفظي فرجي، وقيامي بعدّتي، ووفائي بعهدي، وإكرامي ضيفي، وحفظي جاري، وتركي ما لا يعنيني؛ فذاك الذي صيّرني).

ورد في بعض الكتب أنّ قبر لقمان الحكيم يقع شرق بحيرة طبرية، وقال آخرون بل هو باليمن في جبل يُقال له لاعة عدن.

اقرأ أيضا: أسباب نزول سورة لقمان

وصايا لقمان التربوية

بعد أن أجبنا عن سؤال لقمان هل هو نبي أم لا، تجدر الإشارة إلى أن الله -سبحانه وتعالى- ذكر في كتابه الكريم وصايا لقمان التي علّمها لابنه وهو له مربٍّ، وهي وصايا جمعت وجوه الخير والتذكير بها والترغيب فيها، وذكرت وجوه الشر والتنفير والتخويف منها، وإنّ القارئ لوصايا لقمان لابنه لا شكّ أنّه يلمس حبّه الظاهر لابنه، وإشفاقه وحذره عليه، إذ بادر إلى جمع تلك الوصايا وتلقينها له، رغبةً منه أن يسمع تلك المواعظ فتصبح قبلةً وعادةً يعتادها في حياته، وفيما يأتي ذكر الوصايا مع شيءٍ من التفصيل:

اقرأ أيضا: أحاديث عن الحكمة

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version