المراد بقوله فكم أجعل لك من صلاتي
إن المراد بقوله فكم أجعل لك من صلاتي أي بدل دعائي الذي أدعو به لنفسي، فالحديث الوارد عن هذا الأمر هو: عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا ذَهَبَ ثُلُثُ الليلِ، قام فقال: “يا أيُّها الناسُ اذكُروا اللهَ جاءتِ الراجِفَةُ تَتبَعُها الرادِفَةُ، جاء الموتُ بما فيه، جاء الموتُ بما فيه “قُلتُ: يا رسولَ اللهِ إني أُكثِرُ الصَّلاةَ عليك، فكم أجعلُ لك من صَلاتي؟ قال: “ما شِئتَ” قُلتُ: الرُّبُعَ؟ قال: “ما شِئتَ، فإنْ زِدتَ فهو خيرٌ لك” قُلتُ: فالنِّصفُ؟ قال: “ما شِئتَ، فإنْ زِدتَ فهو خيرٌ لك” قُلتُ: فالثُّلُثينِ؟ قال: “ما شِئتَ، فإنْ زِدتَ فهو خيرٌ لك” قُلتُ: أجعلُ لك صَلاتي كُلَّها؟ قال: إذًا تُكفى همَّكَ، ويُغفَرُ لك ذنبُكَ”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج رياض الصالحين، الصفحة أو الرقم: 580 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
اقرأ أيضًا: أحاديث عن فضل الصلاة على النبي
درجة حديث كم أجعل لك من صلاتي
يُعتبر هذا الحديث صحيحًا، ومعنى الصلاة هنا: الدعاء، فإذا جعل الإنسان وقتًا يصلي فيه على النبي عليه السلام كثيرًا فالله جل وعلا يأجره على ذلك، والحسنة بعشر أمثالها، إلى ما لا يحصى من الفضل، يقول النبي: إذًا تكفى همك، ويغفر ذنبك إذا أكثر من الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام، قال بعض أهل العلم: هذا السائل له وقت خصه للدعاء، فإذا صرف ذلك الوقت كله في الصلاة على النبي؛ حصل له هذا الفضل: إذًا تكفى همك يعني: يكفيك الله همك ويغفر ذنبك.
ينبغي على المسلم الإكثار من الصلاة على النبي عليه السلام، وإذا صلى على النبي في السجود قبل الدعاء، أثنى على الله وصلى على النبي فهذا من أسباب الإجابة، كما أن الصلاة عليه في آخر التحيات ثم الدعاء بعد ذلك من أسباب الإجابة، وهكذا في غير ذلك إذا حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ثم دعا كان هذا من أسباب الإجابة، لما ثبت عنه أنه قال لما سمع رجلًا يدعو ولم يصلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ولم يحمدِ اللهَ قال: إذا صلَّى أحدُكم فليبدأْ بتحميدِ ربِّه والثناءِ عليه ثم ليصلِ على النبيِّ ثم يدعو. (( الراوي : [فضالة بن عبيد] | المحدث : ابن باز | المصدر : فتاوى نور على الدرب لابن باز، الصفحة أو الرقم: 3/80 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
اقرأ أيضًا: ما العلاقة بين محبة الله ومحبة النبي
صيغ الصلاة على النبي
وردت الكثير من الأحاديث التي تُبيّن الصيغ المُستحبة في الصلاة على النبي، ومنها:
- الصيغة الأولى: وقد وردت هذه الصيغة في حديث بشير بن سعد -رضي الله عنه- حين سأل النبي عن كيفية الصلاة عليه، فقال: (قُولوا اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ في العَالَمِينَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، والسَّلَامُ). (( الراوي : أبو مسعود عقبة بن عمرو | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 405 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
- الصيغة الثانية: (قُولوا اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ). (( الراوي : طلحة بن عبيدالله | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند، الصفحة أو الرقم: 521 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
- الصيغة الثالثة: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وأَزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتِهِ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وأَزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتِهِ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ). (( الراوي : أبو حميد الساعدي | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 6360 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
- الصيغة الرابعة: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسولِكَ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ. قالَ أبو صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ: علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا ابنُ أبِي حَازِمٍ والدَّرَاوَرْدِيُّ، عن يَزِيدَ، وقالَ: كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وآلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وآلِ إبْرَاهِيمَ). (( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4798 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] [وقوله: قال أبو صالح… معلق] ))
اقرأ أيضًا: شعر بالانجليزي عن النبي محمد